كتب حسن عصفور/ منذ بداية عام 2023 أقدمت دولة الكيان على اعدام 37 طفل فلسطيني في الضفة وقطاع غزة، لا يمكن لعاقل اعتباهم جزء من “آلية العمل المسلح”، رقم كاف وحده لفضح حقيقة دولة الكيان، دون تناول عدد الفلسطينيين غير الأطفال الذين كانوا ضحية “الإرهاب اليهودي”، مضافا لها عمليات حرق منازل وبلدات ومصادرة أرض وحياة في ذات الوقت…
رقم أطفال فلسطين الضحايا كافيا، دون أي رسالة مرفقة، لتحديد موقف بلا أدنى ضبابية ضد “الإرهاب اليهودي”، بكل مؤساسته “جيش الاحتلال وفرق المستوطنين وأجهزة أمنية ومقدمتها الشاباك”.
ولكن ما تراه أمريكا وممثل الأمم المتحدة النرويجي تور وينسلاند غير ذلك تماما، وكي لا نذهب في تاريخ مواقفهما من تلك المسألة، لنقف أمام آخر نموذج على ذلك، حيث أقدمت فرق المستوطنين الإرهابية، باغتيال الشاب قصي معطان في بلدة برقه يوم 4 أغسطس 2023، وقبلها بساعات تم اعدام الشاب محمود أبو سعن، وثقتها الكاميرات كجريمة حرب نموذجية. ولكن أمريكا و “تور” لم يتحركا سوى بعدما نفذ فلسطيني عملية عسكرية في تل أبيب، قتل فيها أحد أفراد شرطة بن غفير، كرد طبيعي جدا على جرائم المحتلين، وسعيا للحرية والتحرر.
وفورا بعد عملية تل أبيب، أصدرت الخارجية الأمريكية، وتابعها “تور” بيانين يحملان ادانة لمقتل الفلسطيني في برقة برام الله، وإدانة لعملية تل أبيب، ولأن الانحياز الغبي لم يسعف كلاهما في تغطية حقيقة موقفهما، انهما أصدرا البيانات في ذات اللحظة، وكلاهما تجاهل اعدام الشاب محمود، وساوى بين فعل هو رد فعل على جرائم وفعل إرهابي نفذه أحد فرق عناصر وزير الإرهابي بن غفير.
هل من جديد في موقف واشنطن وتور، بالتأكيد لا، فـ “تور” لا يمكنه يوما أن يتحدث عن جرائم حرب وعمليات اعدام ومطالبات بملاحقة “الإرهاب اليهودي”، وإعلان قواه وأطرافه على قوائم الإرهاب كما حزب “قوة يهودية” برئاسة وزير الأمن بن غفير مستوطن مطلوب للقضاء في إسرائيل بتهم جنائية، وحزب “الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش، المستوطن الذي دعا الى حرق بلدات فلسطينية، ونفى وجود شعب فلسطيني، الى جانب خطته الأخطر في الضم والمصادرة.
ولأن الأمر لم يعد كيف تفضح موقف أمريكا وتور، الذي بات يمثل غطاءا أمميا للجريمة اليهودية، ولكنه درس الى “الرسمية الفلسطينية”، التي لا تزال مصابة بحالة خوف شامل من الانتقال خطوة الى الأمام نحو القيام بعمل تكاملي لاعتبار ” قوة يهودية” و “الصهيونية الدينية” وبن غفير وسموتريتش على “قوائم الإرهاب”، قوى وعناصر، بدلا من مناشدات تثير السخرية، عندما تطالب العالم بوضع بن غفير أو غيره دون أن تقوم الرسمية بذاتها فعل ذلك.
المناشدات “التوتيرية” أو “الأكسية” وفقا لتغيير المالك، تمثل رفع عتب أمام الفلسطيني، بأن الرسمية تطالب، وهي في الحقيقة مطلوب منها قبل غيرها، وبعدما تحدد هي “قوائم الإرهاب” تفصيلا وضمن مستندات كاملة، وبأنهم ارتكبوا جرائم حرب علنية، وأحدهم عليه جنائيات في إسرائيل، مرفقا تصريحات سموتريتش حول الاستيطان وضم منطقة “ج”، وتعممها على المؤسسات الأممية والدول، عندها يصبح النداء مدعوما بقوة مادية وقرار فلسطيني، وخاصة إذا ما اعتبر كلاهما مطلوب للاعتقال الفوري.
دون ملاحقة شاملة وتكاملية، سينمو “الإرهاب اليهودي” أكثر ويتسع ومعه عويل فلسطيني رسمي جديد..دوما تذكروا ما حك جلدك الوطني غيرك!
ملاحظة: يبدو أن غالبية فصائل غزة تتعامل مع ترهيب حماس ضد غالبية أهل القطاع على الطريقة الأمريكانية، تتحس كلماتها لو قررت تحكي كي لا تصيبها برشقة ..لكنها تتعنتر فيما يتعلق بالسلطة وأجهزتها..هيك فصائل البصق عليها مخسر!
تنويه خاص: بعد كشف اسم منفذ عملية تل أبيب، التي كسرت رقبة حكومة الفاشيين، خرج البعض في جنين ليطلق الرصاص بعضه كان ضد مراكز الأمن الفلسطيني..فأصاب من أصاب..طيب هيك عمل في أي خانة يمكن اعتباره.. مع ان كل رصاصة لها ثمن وهدف..لما يتغير بصير اسمها مش رصاصة فدائي بل عكسه.