كتب حسن عصفور/ حدد المجلس الثوري لحركة فتح تاريخ 17 ديسمبر 2023، موعدا لعقد المؤتمر الثامن بعد مضي 6 سنوات على المؤتمر السابع، والذي يمكن اعتباره المحطة الأكثر سوادا في تاريخها، بما تلاه من آثار تنظيمية – سياسية تركت بصماتها على مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية.
ودون فتح جوانب تلك مسيرة ظلامية خلال سنوات سبع، أضعفت وجود حركة فتح، وطنيا، ما انعكس بآثاره على العام الوطني، رغم أنها امتلكت فرصا تاريخية لمحاصرة دولة الكيان، بعدما انتقلت الحركة العالمية نحو رؤية القضية الفلسطينية بجوهرها الاستقلالي، وكشف عمق عنصرية دولة الكيان، حكومة ومؤسسة ناظمة، فاشية وقوى إرهابية باتت تمثل خطرا مباشرا ليس على “الكيانية الفلسطينية” فحسب، بل هي الخطر الأكبر على دولة الكيان ذاته.
ورغم، غرابة اختيار التاريخ، واستبداله تاريخ المؤتمر السابق يوم 29 نوفمبر، بما له من رمزية سياسية خاصة كيوم عالمي للتضامن مع فلسطين القضية، فالجوهري أن تبدأ، وفورا، قيادة الحركة الفتحاوية، بمراجعة حقيقية شاملة لسبب انتكاستها الكبرى خلال السنوات الماضية، وتآكل جوهر المشروع الوطني، مقابل تعزز البعد التهويدي في الضفة والقدس، وتحول الانقسام العام من ظاهرة فصيلية فئوية، الى حالة كيانية يتم تغذيتها من قبل دولة العدو وأدوات مساعدة، لتصبح “نتوءا انفصاليا” على حساب الكيان الوطني العام، المسجل بالأمم المتحدة باسم دولة فلسطين.
الذهاب نحو المؤتمر الثامن لا يبدأ فقط بما سيكون، بل بتدقيق جذري حقيقي بما كان، لما حدث وكيف الخلاص، تحت شعار ناظمة الرئيسي “صحوة فتح”، بعد تيه أغرقها ومعها المشهد الفلسطيني العام، دون “تعالي” أو “غطرسة” يدرك كل أبناء الحركة “غير المرتبطين” بمصالح خاصة وولاءات فردية، حقيقتها، وأنها بذلك هي وقبل غيرها، من أنهك طريق استمرارية “الانطلاقة الثورية” برصاصتها الأولى.
مناقشة مسار السنوات السبع الظلامية لحركة فتح، دون هروب من تحمل مسؤولية ما كان انتكاسة، لن ينتج سوى انتكاسة أعمق وأكثر اتساعا، فالأمر الأساس ليس إعادة انتاج قيادة مركزية في مختلف الأطر التنظيمية، بل إعادة انتاج قيم حركة فتح، دورا ومهاما وحضورا، وترتيب مكانتها بما فعلت في مسار لم يكن لغيرها شرف العطاء الأكبر.
خلال سنوات السبع العجاف، غرقت فتح كثيرا في “بحر ظلمات حل انقسامي عام”، لكنها تجاهلت كليا، أصل الحكاية الوطنية، بأن وحدة فتح بذاتها هي دليل الانفراجة الكبرى، فلا مصالحة عامة دون مصالحة خاصة بها، فما نالها ليس حدثا عابرا، أي كانت محاولة البعض الجهول تهميشه، بما انه كان المستفيد الأبرز، بعد المنتظرين كسر عامود فتح لينالوا منها انتقاما وطنيا، فهم عدو فتح و”عثها” الواجب تطهيرها منه.
الانطلاقة نحو المؤتمر الثامن لحركة فتح تبدأ من قاعدة النقاش العام، مع مكوناتها المختلفة، من هو بها صامتا بقهر من استبدادية حاكم وقرار، أو من هو خارج إطارها وأيضا بقرار مستبد، غرورا ذاتيا ما كان له أن يستطيع دون مساعدة “صديق” غير وطني و”صديق” انقسامي.
نقطة الانطلاق نحو المؤتمر الثامن لحركة فتح، ومركزية فعلها، تبدأ من “ردم الانقسامية الفتحاوية” بكل مظاهرها، فهي ولا غيرها مفتاح ردم الانقسامية الكبرى، ودونها تكون “الهدية الكبرى” ليس انقساما بل كسرا للوطنية ومشروعها الأكبر، ونهاية مرحلة الرصاصة الأولى، نحو مشروع خال من الوطنية الفلسطينية وكيانها الموحد “دولة فلسطين”.
“فتح”، صاحبة الرصاصة الأولى وصاحبة الحجر الأول في الكيانية الفلسطينية الأولى، عليها ألا تغرق في “خداع الذات” استنادا الى “الاتكالية التاريخية”، التي كانت، فذلك له سجل شرف، لكنه ينتظر جدارا واقيا من “فعل انتهاشي” بدأ يحفر في أضلعها الوطنية.
ملاحظة: خلال 48 ساعة، أرسل قيادي حمساوي كمية رسائل تهديد الى الكيان، كافية لأن يحمل 5 مليون يهودي عصاه ويهربون بدون حقيبة…يا مهدداتي دير بالك على حالك أول…وبلاش عنطزة وانت عارف اللي بيكبر حجره بيسموه “فشخرجي”!
تنويه خاص: تغريدة عارضة الأزياء الفلسطينية بيلا حديد بعد كلام الإرهابي بن غفيرحول حقه بقتل الفلسطيني، اصابته بهستيريا وجنونا وهبلا وخرفنة..الغريب انه مش كتير اهتم للكلام الأمريكاني..برافو “بيلا”..الصراحة انت من يستحق وسام مش كومة الهمل اياهم!