الفعـل العربي.. وإيران

أحدث المقالات

اليسار الفلسطيني..كان ..فهل يكون!؟

كتب حسن عصفور/ بعيدا عن قراءة تاريخ اليسار الفلسطيني،...

هدايا نتنياهو “الفضائحية”..و”11 لم” تنتظر النطق العربي!

أمد/ كتب حسن عصفور/ ربما اعتقد الكثيرون، أن قرار المحكمة...

حركة “أصبع” أمريكية تهين “الرسميات العربية”

أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أقر مجلس الأمن قرار 2735،...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

دار العجزة مستنية “تنفيذية” المنظمة..

تنويه خاص: في إشاعة أنه "تنفيذية" منظمة التحرير وبعد...

بركات الحاخام أبرك من زوج سارة

ملاحظة: اعلام دولة الكيان فتح نيرانه على وزير جيشهم..لما...

وحدة مصاري ماسك مع حاكم مص العباد..

تنويه خاص: بعد كم ساعة من فوز ترامب قفزت...

“قلعة المقاطعة”..وشل لسانها

ملاحظة: شو بيصير مثلا لو قررت "قلعة المقاطعة" اعتبار...

زفة أمريكا ..شيكا بيكا يا بيبي

تنويه خاص: لن يكون أبدا مفاجئا لو وجدنا كل...

 بقلـم : حسـن عصفور

لـم يعد بالإمكان التغافل عن بروز الدور الإيراني وتناميه في الـمنطقة العربية، سواء بشكل سياسي أو طائفي، وتناول هذا الـموضوع يجب أن يأتي في سياق وضع أسس واضحة في العلاقات التي تمثل ضرورة سياسية إذا ما تمكنا من علاجها بوضوح، خاصة وأن حكام إيران يحاولون قدر الـمستطاع استخدام التداخل السياسي مع الطائفي بشكل جلي، ولـم يعد خافياً على أحد خاصة في الـمنطقة التي تشهد هذا الاختلاط، وتحديداً الخليج العربي ووسط عالـمنا العربي، تحديداً لبنان، فلسطين وسورية.. ويقل ذلك التأثير كلـما ابتعدنا نحو شمال أفريقيا أو جنوبها…

 إن وصف الحالة الراهنة للعلاقات مع إيران تعتبر قضية سياسية مركبة ـ معقدة.. خاصة وأن إيران في الـمظهر العام الخارجي تقف ضد التحالف الأمريكي / الإسرائيلي في مناطق مختلفة؛ \”عدا العراق\”، من بلادنا، بل يمكن القول إنها استفادت قبل غيرها من حرب إسرائيل ضد \”حزب الله\” في صيف العام الـمنصرم ( تموز 2006) نتيجة الترابط الطائفي ـ السياسي مع حزب الله وسورية، وظهرت وكأنها تقف في خندق الـمواجهة الأول ضد إسرائيل، بالتوازي مع موقف معلن بأنها ستقف إلى جانب \”حكومة حماس\” في مواجهة الحصار الذي فُرض عليها بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية وإعلانها عن استعدادها تقديم أشكال من الدعم الـمالي والعيني والعسكري…

 وفي سياق متوازٍ، فإنها استفادت كثيراً لتعزيز صورتها تلك، من خلال الـموقف الأميركي ـ الإسرائيلي، ضد مشروع إيران النووي خاصة وأن موقف أميركا ـ إسرائيل يمثل شكلاً من أشكال \”البلطجة السياسية\” في ظل عدم وضعه في سياق الـمشروع الـمصري ـ العربي (شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي) فالـموقف الأميركي ـ الإسرائيلي شكل قوة رافعة للـموقف الإيراني أدى إلى وقوف الغالبية الـمطلقة من شعوبنا، بل وحكام بلادنا، بصيغة واضحة إلى جانب إيران، ويوجهون تحذيرات عدة من مخاطر توجيه ضربة عسكرية لإيران…

 ومما لا شك فيه، أن القيادة الإيرانية تدرك تمام الإدراك مدى عمق الكراهية الشعبية العربية لأميركا وإسرائيل، وعليه فإنها تحاول بذكاء \”فارسي\” أن تستفيد من عمق الكراهية وتستخدمه لتعزيز مكانتها ودورها، دون أن تدير الظهر إلى فتح قنوات اتصالات متعددة مع النظم العربية وبدرجات متباينة وفق الـموقع والتأثير والـمصلحة محاولة الاستفادة القصوى من الحالة القائمة في لبنان وتحالفها مع سورية وبعض الأطراف في الساحة الفلسطينية إلى جانب بروز تحرك سياسي في بعض دول الخليج على قاعدة \”الفعل الطائفي\” بعد أن كان في الـماضي \”فعلاً سياسياً تحررياً\”.

 إن التحرك الإيراني الراهن، يتجه نحو تعزيز مكانتها تلك، دون الالتفات إلى ممارساتها الـمتعاكسة مع الـمظهر الأول، حيث أنها في العراق تعتبر مركز الثقل الفعلي لحكومة التحالف القائمة هناك، والقوى الطائفية الشيعية التي تمارس سياسة سوداء، من قتل وإرهاب، لا مثيل له سواء ضد أبناء العراق، أو ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يواجهون محاولات استئصال لوجودهم، يذكرنا بجرائم إسرائيل إبان نكبة بلادنا عام 1948 وما بعدها. تلك القوى الظلامية تجد لها وجهاً آخر في قوى إرهاب من طوائف أخرى، لكن الـمفارقة السياسية الأبرز هنا هو تحالف محور إيران في العراق مع الـمحور الأميركي ـ الإسرائيلي، ما يشير الى أن الـمنطق الطائفي تغلب على الـموقف السياسي الـمستخدم في مواقع أخرى…

 وفي موقع آخر نجد إيران تمارس احتلال جزء من أراضي دولة الإمارات العربية الشقيقة \”الجزر الثلاث\”، منذ سنوات بعيدة وقبل قيام الجمهورية الإسلامية في إيران التي أعلنت بعد نجاحها أنها ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ومع ذلك لا تزال تحتل أرضاًَ عربية، دون أن نلـمس أي مبادرة منها لحل تلك الـمسألة أو تسويتها بما يخدم أواصر الأخوة الإسلامية ورابطة حسن الجوار…

 وهي بذلك تعمل على ممارسة مبدأ \”التناسي السياسي\” كما طريقة تعاملها مع \”الأقلية العربية\” التي تعيش في إيران وأشكال القهر والظلـم الذي تتعرض له مستفيدة من تغييب هذه الـمسألة عن الوجدان العربي، كما هو حال تغييب اضطهاد \”السنة\” علـماً بأن نسبتها تقارب ربع سكان إيران، وما يتعرض له \”العرب والسنة\” داخل إيران لا أساس سياسياً له وإنما هو مظهر من مظاهر الـممارسة الطائفية وبعض من التفوق \”القومي\”… والذي حاول السيد علي خامنئي قبل فترة وجيزة أن يضعه في قالب جديد عندما طالب الدول العربية بأن تلجأ إلى إيران بحمايتها من بطش أميركا وإسرائيل، بصيغة أخرى يقول: اعترفوا لنا بقيادة الأمة الإسلامية وقيادة الـمنطقة… ما يثير نوازع قومية فارسية \”بشكل إسلامي معاصر لدولة الخلافة\”…

 وإن كان لإيران الحق في العمل على حماية مصالحها القومية، فهي مطالبة أيضاً باحترام مصالح الآخرين وعدم العبث بشكل أو بآخر في بعض من بلادنا ومكوناتها القائمة…

 إن واقعنا السياسي، يتطلب صياغة علاقات واضحة مع إيران، انطلاقاً من الـمصلحة وأيضاً من التماثل السياسي ـ الديني، يمكن لها أن تشكل رافعة لقوة متلاحمة تعيد ازدهار الـمنطقة، وإعمارها ويخدم تطور شعوبنا، وعلى قاعدة \”الـمصالح الـمشتركة\” في سياق من الاحترام الـمتبادل للخصوصية القائمة بكل أبعادها ومجالاتها…

 إن التكامل الشامل يمكن له أن يكون، شرط أن نضع حداً للالتباس القائم في سياسة إيران، وفي إطار من الشفافية الحقيقية وبعيداً عن سياسة \”إغلاق العين\”، بل أن نفتح العيون والعقول لـمصارحة كاملة، علَّنا نصل إلى علاقات تدفعنا لإعادة الاعتبار لـمكانة نهضوية ـ حضارية خسرناها منذ زمن بعيد

 

 13 آذار 2007

spot_img

مقالات ذات صلة