كتب حسن عصفور/ موضوعيا لا يوجد ما يمنع الشعب الفلسطيني من رؤية نهاية حاسمة للمشروع الانقلابي – الانفصالي، دون فعل تفجير سياسي كبير، سواء عملية انتخابية بقوة الغضب الوطني، او استسلام مشروع لمشروع وأيضا بقوة الغضب الشعبي الوطني.
ورغم تلك الحالة المتعايشة في الذهن العام، بدأت تتسلل بعضا من أفكار تعيد الى التفكير إمكانية إيجاد طريق “التفافي” لمحاصرة “الانقلابية – الانقسامية” السياسية قبل الواقعية، بعد أول زيارة دولة قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد اشتية الى الشقيقة مصر، وبعض نتائجها التي شملت جناحي “بقايا الوطن” في الضفة والقدس وقطاع غزة، وتجاهلت موضوعيا حقيقة الحالة “الانفصالية – الانقسامية” القائمة، التي تقودها حركة حماس.
نتائج لم يسبق تناولها في أي نشاطات للرسمية الفلسطينية، سوى عبر أحاديث “عاطفية” عامة، تخلو من أي مسائل محددة، تعيد للذاكرة الوطنية أن قطاع غزة لا زال جزءا حقيقيا من مسؤولية “الممثل الشرعي الوحيد”.
ولذا فتحت تلك الزيارة بابا سريعا لإنتاج فكرة أن هناك جديد، بعدما أعلن عن وصول وفدين من حركتي الجهاد وحماس الى القاهرة، ودون تفاصيل ماذا وكيف ولما وهل، بدأ الظن بالتفكير حول “متى، كيف” وصولا الى نهاية “النكبة الكبرى الثالثة التي تعيشها فلسطين الكيان والقضية منذ يونيو 2007، وأن بدأت ملامحها يوم 11 نوفمبر 2004 باغتيال الخالد مؤسسة الكيانية المعاصرة للشعب الفلسطيني ياسر عرفات.
وتساوقا مع حجم التسويات الخلافية الكبرى في المنطقة والإقليم، وخاصة بعد اتفاق بكين وترتيب علاقات إيران مع العربية السعودية، وتطبيع منتظر وربما يكون عنصرا مركزيا في التأثير على “الانفصالية”، علاقات طهران بالقاهرة، وبعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني الذي أشاد جدا بسياسية الرئيس المصري في المنطقة وتحديدا في أزمة الخليج وسوريا واعتبرها بأنها كانت “حكيمة وصحيحة”، جاءت بعد اعلان صريح مباشر من مرشد الحكم الإيراني خامنئي، بأنهم جاهزون لمساعدة مصر مع حركتي حماس والجهاد، دون تفاصيل حولها، لكنها رسالة ذات قيمة سياسية.
ومع تنامي تطور حركة وضع نهايات أزمات أشد فتكا سياسيا من “الانفصالية الفلسطينية”، وخاصة عودة دول الخليج الى سوريا وعودتها الى مقعدها في الجامعة العربية، الذي كان خالي من الحرارة العروبية، وتحسن سريع في علاقات مصر وقطر، وفوز الرئيس التركي أردوغان بأصعب دورة انتخابية للمرة الثالثة، كان العنصر العربي فاعلا وحاضرا وربما حاسما في تلك النتيجة، عناصر لها دور تأثيري كبير على المسألة الانقسامية، خاصة أن عناصرها المحلية لا يمكنها أن تقف متحدية مجمل تلك المؤشرات لو قررت وضع قاعدة لفك الاشتباك الانفصالي.
تراكمية متتالية يمكنها صناعة “معادلة التغيير والتطوير” في المشهد الفلسطيني، رغم ان الطرفين لا يمتلكان رغبة الفعل، بعدما تعايشا بشكل أو بآخر مع تلك “الحقيقة المفاجئة”، بل بدأت ترتيبات مستقبل البعض ضمن “المعادلة الانقسامية” دون تفكير أنهما ليس الطرف المركزي عمليا في تلك المسألة، بل كانا منفذين لصانعيها الحقيقيين، من خارج فلسطين.
ولكن، هل حقا بدأت ملامح نهاية “الزمن الانفصالي”، نحو الذهاب لترتيب وطني جديد ضمن قواعد جديدة ورؤية سياسية جديدة، مع قوة التأثير الإقليمي الجديد؟.
موضوعيا، نعم كل الاحتمالات ممكنة، وضمن سياق ممكن، لكنها تقف عند حدود بلورة ما يمكن اعتباره “الحل السياسي الممكن” للقضية الفلسطينية، مع بلورة مشروعها وخاصة مع الحركية المفترضة بعد “قمة جدة”، وبروز عالم قطبي جديد.
“المفاءلة الوطنية” لوضع نهاية “الانقسامية الفلسطينية” تقترب.. وستكون أكثر قربا مع بلورة “تحالف عربي – إيراني” كضرورة لا بد منها لحصار العنصر الأمريكي – الإسرائيلي لكسر “معادلة المصالح الذاتية المحلية”.
ملاحظة: الرسمية الفلسطينية تحتاج الى المسارعة جدا لوقف حركة الحكومة الهنغارية بنقل سفارتها الى القدس…والباب يجب أن يكون مصالحهم الاقتصادية..النوم في العسل على أنها صديقة لروسيا وضد اليهودي زيلنسكي مش كاف..الحركة بركة سياسية..صحصحوا!
تنويه خاص: الانفجار الكبير اللي هز مدينة غزة بفعل انفجار داخل معسكر لقوات حماس يدق جرس انذار لكارثة يمكنها أن تحدث…وبلاش نسمع عن تجربة غزية لانفجار ميناء بيروت التدميري..شوفوا حل وبدري بدري لحماية الناس يا “مقاومين”!