كتب حسن عصفور/ يصر القيادي الحمساوي محمود الزهار على اظهار “أحقاده الشخصية والسياسية” ضد الزعيم الخالد ياسر عرفات، ويصدر مجموعة من “الأكاذيب” التي يعتقد أن تكرارها بين حين وآخر سيجعل منها حقيقة سياسية يتداولها المؤرخون، والتصدي لجملة “أكاذيب الزهار” ضد ياسر عرفات حق وواجب بكونه زعيم لشعب وقضية وقاد الثورة الفلسطينية المعاصرة وأعاد لفلسطين مكانتها السياسية والجغرافية، يوم ان كانت “جماعة الزهار الاخوانية” تقف بكل قوتها ضد ارادة الشعب الفلسطيني في كفاحه وطريقه الثوري طوال عشرين عاما منذ احتلال الضفة والقطاع عام 67، وبعيدا عن مواقف الخالد ياسر عرفات فإن “أكاذيب الزهار” الأخيرة تحتاج لـ”ردع سياسي”خارج الموقف تقليدي للكف عن استمراره في نثر سمومه وأحقادة ضد “أب الوطنية الفلسطينية المعاصرة” قبل الزهار او ليذهب حيث يشاء..
سبق للزهار الذي بدأ نشيطا في حركة فتح بداية تكوينه السياسي قبل الانتقال لصفوف “الجماعة”، أن قام بفتح نيرانه ضد الزعيم الخالد، وقوله ما لم يقله يوما، خاصة أنه لم يكن يرى بالزهار قياديا حمساويا يمكن التعامل معه، في ظل كوكبة القيادات التي غطت فضاء قطاع غزة من حماس حينها، ويبدو أن تلك غصة لا زالت كامنة في “عقله الباطني” تؤثر على مواقفه من ابو عمار، وتم توضيح أخطاء الزهار في حينه، واعتبرت أنها رؤية وتفسيرات خاطئة قد يتراجع عنها لاحقا، واعترف بعدها بفترة بدور أبو عمار في مواجهة المحتلين بعد قمة كمب ديفيد وكيف كان يطلب من حماس العمل، ولا نريد مناقشة روايات الزهار السياسية، خاصة وأنه رجل يرى بنفسه “مؤلف سينمائي” لا يجارى بالتأكيد، لذا سنقفز عن تلك الحالة التخيلية في ما نسبه الزهار للخالد..
جديد الزهار الأخير ضد الزعيم ابو عمار يتمثل في قوله، أن أبو عمار ارتكب “خطئية” أدت لاغتياله بأنه ” أوقف المقاومة ومنعها” لصالح المفاوضات، وكي لا نبقى اسرى “جدل لا طائلة منه” سنتجه مباشرة الى بعض الوقائع لنكشف مدى زيف وكذب اقوال الزهار تلك، ومدى جهله بحقيقة المشهد الفلسطيني منذ توقيع اتفاق اوسلو وتأسيس السلطة الوطنية حتى تاريخه اليوم الموافق 29 يناير من العام 2014..حيث بدأت العمليات العسكرية ضد القوات الاسرائيلية مع دول قوات السلطة الأمنية نفذتها حركة الجهاد الاسلامي، وتوالت تلك العمليات من الجهاد وحركة حماس دون أن يكون هناك ردا قاطعا من أجهزة الأمن الفلسطينية، بل أن ابو عمار كان يحاول قدر المستطاع أن يرمي بالتهمة على الأمن الاسرائيلي وتنفيذه بعض تلك العمليات ليرفع عنه الحرج في تعقب حماس والجهاد، رغم بعض الاستدعاءات..ولو فعل ابو عمار ما يتحدث عنه الزهار في تلك الفترة لم يكن لحماس ابدا حضورها الذي يراه السيد محمود الزهار..
وأول عمليات اعتقال واسعة ضد حماس وليس الجهاد الاسلامي، كانت عام 1996 نظرا لما كان لعمليات حماس الانتحارية – العسكرية من خدمة سياسية مباشرة لصالح حزب الليكود ومرشحه نتنياهو في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما كان فعلا، لذا كانت اوسع عملية اعتقالات شلت قدرة حماس شللا تاما.. وفي نفس العام في شهر سبتمبر ( أيلول) خاضت قوات الأمن الفلسطيني أول معركة عسكرية مواجهة ضد قوات الاحتلال فيما عرف بـ”هبة الأقصى” وقتل حوالي 15 جنديا من الجيش الاسرائيلي فتدخلت واشنطن سريعا وأرسلت وفدا بقيادة روس لتهدئة الجو العام ولتبدأ برحلة تدخل جديدة في التفاوض..
وخلال تلك الفترة لم نشهد أي عمل عسكري يمكن أن يذكر لحماس، وبدأت في التوجه نحو العمل السياسي والتهدئة مع السلطة الفلسطينية في أكثر من محاولة قادها المرحوم اسماعيل ابو شنب، وقبله اسماعيل هنية، وبعد قمة كمب ديفيد ووصول المشهد السياسي الى نهايته الفعلية، دخلت المواجهة مع المحتلين مرحلة جديدة بعد أن كشفت دولة الاحتلال عن مخططها العسكري لتدمير السلطة الوطنية بكل اركانها واغتيال الزعيم ياسر عرفات، فاستعد للمواجهة المرتقبة وأفرج عن كل معتقلي حماس بمن فيهم محمد الضيف قائد كتائب القسام، وبدأت رحلة العدوان ضد الاسرائيلي بتحالف براك – شارون ومباركة اميركية للخلاص من “مرحلة عرفات”..
وأخذت قوات السلطة وحركة فتح بمواجهة العدوان بكل ما يمكنها مواجهته بما فيها الأعمال العسكرية الانتحارية – الاستشهادية، الى أن بدأت حماس مشاركتها ذلك بعد عام 2002، اي بعد عامين من بدء المواجهة..واستمرت الى أن نجح العدوان في تصفية الزعيم الخالد، بعد عملية انتحارية لحماس في مطعم بتل ابيب.. لتبدأ رحلة جديدة..
حركة حماس التي يتباهى محمود الزهار بعملياتها العسكرية قامت بها في زمن عرفات وزمن السلطة الوطنية، وكل ما تفتخر به يعود الى ذلك “العهد السياسي”، فيما انشلت ايادي حماس وقواتها عن أي عمل انتحاري او جهادي او استشهادي سمه ما شئت ضد اسرائيل، وخاصة منذ ان اصبحت في السلطة بعد فوزها بالانتخابات في ظرف يعلمه القاصي والداني كيف ولما وما هدفه السياسي، الا أن حماس ومنذ عام 2006 حتى تاريخه انهت رحلتها مع العمل العسكري، وحاولت التعويض عنه بكثرة الكلام عن “المقاومة العامة” في الظرف والزمان الخاصين بها..وبعد خطف غزة قررت حماس وبشكل مباشر ان تقف سدا منيعا ضد اي عمل عسكري من قطاع غزة ضد اسرائيل، بل أن الزهار هو ذاته من اعتبر اي عمل عسكري ليس سوى عمل تخريبي وعميل..
اما قضية مواجهة العدوان على غزة فذلك لم يكن خيارا حمساويا مطلقا بل فرض عليها، ولا نريد أن نبحث الآن في حقيقة ودافع تلك الغزوات الاسرائيلية، لكن سنقف أمام آخرها وما نتج عنها من اتفاق يشكل علامة انحطاط وطني في تاريخ حماس..فالاتفاق الذي وقعه خالد مشعل مع حكومة نتنياهو حمل من العار ما لم يكن لوطني أن يتغافل عنه..فالاتفاق الذي جاء “هدية حمساوية” لتعزيز مكانة الجماعة الاخوانية في الحكم لارضاء امريكا واسرائيل عليها، نص على اعتبار العمل المقاوم الفلسطيني “عملا عدائيا لاسرائيل” ثم أنه ابقى على “المنطقة الأمنية العازلة” على الحدود لحماية أمن اسرائيل بقوات حماس لا غيرها..
كيف للزهار بعد أن قبل هو وحركته على هذا العار ان يتطاول ويكذب على الخالد ابو عمار..وليعلن الزهار كشفا بعمليات حماس في زمن السلطة وحتى عام 2006 وعمليات حماس منذ 2006 وحتى 2014..هل يمتلك الزهار كشفا بها ام نساعده على تنشيط الذاكرة المثقوبة الى ان تجد علاجا لها..كفى كذب وخداع فمن يوقع اتفاقا كاتفاق مرسي مشعل نتنياهو عليه أن يصمت ابدا..الى حين ازالة هذا العار التاريخي..والى حينه ليت الزهار يقود قواته الخاصة لتحرير المنطقة العازلة الأمنية على طول الحدود مع اسرائيل، لمساعدة المزارعين على استرداد ارضهم وتعزيز البنية العسكرية للمقاومة الفلسطينية لتقوم بعملها ضد المعتدي الغاصب يا زهار بيك..كفاك تطاولا حتى تتحرر من عار لا زال قائما باتفاقية فصيلك مع دولة الكيان!
ملاحظة: غصة الرئيس عباس بمنع حماس عرسا جماعيا في قطاع غزة تكشف أن الكلام عن “حسن النوايا” ليس حسنا!
تنويه خاص: مستر بيبي زعلان من الاعلام الفلسطيني لأنه يصفه وكيانه بالنازية..طيب شو عندك عكس هيك..هل الجرائم والمجازر والاحتلال والاستيطان مش جرائم حرب..النازية هي هيك بالضبط بيبي!