كتب حسن عصفور/ بعد أيام من احتفال حركة حماس “العلني” والرسمي، بذكرى انطلاقتها في مهرجان بمدينة رام الله، ومشاركة من قيادة فتح وفصائل غيرها، خرجت علينا قوات الأمن الاسرائيلي “الشاباك”، بآخر طبعاتها تمهيدا لما هو قادم من نشر “الفوضى الأمنية”، وبسط السيطرة الاحتلالية كاملة في الضفة، باعلانها عن “اكتشاف محاولة انقلاب كان تستعد لها حماس ضد السلطة الوطنية”..
الأمن الاسرائيلي، وبعد حملة اعتقالات واسعة فجر الاثنين 16 يناير (كانون ثاني) 2017 طالت قيادات في حماس بينهم عضو مجلس تشريعي وكاتب، فجر لنا “القنبلة الخاصة” أنه، احبط محاولة لحركة حماس لزعزعة السلطة الفلسطينية..
واضاف ان “الشاباك كشف خلال الأسابيع الأخيرة النقاب عن بنية تحتية واسعة النطاق تابعة لحماس عملت في منطقة رام الله، وشكّلت فعلا مقر قيادة لحماس في تلك المنطقة، وضمت تلك القيادة العشرات من العناصر وعملت على تعزيز تواجدها في (الضفة الغربية)”، ويكمل: “أن كشف النقاب عن هذه البنية التحتية لحماس يدل على النوايا الاستراتيجية للحركة تنطوي على تعزيز تواجدها الميداني، بهدف القيام بمحاولة للانقلاب على السلطة الفلسطينية وتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة”.
هذا بعضا مما جاء في بيان أمن جيش الاحتلال، مدعيا “بطولة زائفة”، ليس فيما يتعلق بعمل حماس نحو بناء خلايا وأشكال عمل لها، كثيرها ليس سريا خاصة منه النشاط “الدعوي والاعلامي والبرلماني والخدماتي”، لكن المهزلة أن يربط ذلك بكشفه “نوايا انقلاب تستعد له حماس على السلطة الفلسطينية”..
دولة الكيان، وأمنها بكل مسمياته جيشا وأجهزة، يعلمون يقينا أن ذلك ليس سوى محض كذب كامل، وأن حماس وغيرها لا يملكون قوة الفعل لإحداث “إنقلاب على السلطة”، ليس لكون قوتها الشعبية أو الأمنية يمكن أن تكون “جدارا واقيا لها”، بل لو كانت الظروف غيرها لكانت قيادة السلطة الراهنة غادرتها دون أي فعل انقلابي، بل عبر عمل ديمقراطي..
خروج أجهزة أمن الاحتلال بنظرية “كشف انقلاب حماس” في الضفة الغربية، هي رسالة اعلان بأن دولة الكيان بدأت عمليا ترتيب أوراقها الأمنية – السياسية للمرحلة القادمة، والتي يبدو أنها تقترب كثيرا لما بعد رحيل الرئيس محمود عباس، وما تقوم به هو تحريض حركة فتح على حماس، ليس تحريضا سياسيا فحسب، بل وتحريضا أمنيا وهو الذي تسعى لأن يصبح قائما، بما سينتجه من “فوضى داخلية مسلحة”.
دولة الكيان ترمي فيما ترمي من وراء لعبتها الى جر “أجهزة فتح الأمنية”، وهي عمليا أجهزة السلطة الأمنية، الى القيام بأعمال مطاردة سياسية تنظيمية لأنصار حماس تحت بند “التصدي لخطر انقلاب حماس” لفتح باب من “الصراع الجديد”، رغم انهم يدركون تماما لا حماس ولا فتح ولا كلاهما قادرين على القيام بذلك لاسباب يعلمها الطفل الفلسطيني..
دولة الاحتلال ترمي فيما ترمي، وخلال المرحلة المقبلة، وبعد وصول ترامب الى مقره في البيت الأبيض على خلق حركة “تأزيم أمني داخلي فلسطيني”، وان تضع التوتر الداخلي سمة تطفو على المشهد العام، ما قد يكون عاملا مساعدا لتمرير ما بدأ الاعداد له سياسيا..لفرض أي صفقة يراد تمريرها يراها أهل فلسطين أنسب وافضل مما هو قائم..
لعبة الأمن الإسرائيلي، لم تعد غامضة لو أريد حقا قطع الطريق عليها، لكن ما حدث هوأن قيادة السلطة وحكومتها، بل وأجهزتها الأمنية صمتت كليا على بيان الأمن الاسرائيلي، رغم ما يحمله من مخاطر سياسية كبيرة..وهذه مسألة لا تبشر بخير!
ليس جزافا القول أن مؤسسة الاحتلال الأمنية تتابع تفاصيل الحياة السياسية الفلسطينية، وحتما لن تمر مرورا عابرا على مظاهرة ملثمين مسلحين في رام الله خرجوا مساء الأحد، وقبل ساعات من “كشف الشاباك لأنقلاب حماس”، وهم يهتفون هتافات مسيئة جدا لقيادات حمساوية، ردا على ما قامت به مظاهرات حمساوية ضد الرئيس عباس وفتح..
بيان الشاباك الاسرائيلي عن كشف “انقلاب لحماس”، ما يجب ان يتم الصمت عليه، وننتظر من المؤسسة الرسمية الرد عليه كي لا تمنح لمخطط المحتل “شرعية” ولو بالصمت..
اختلفوا كما شئتم وتشاتموا كما أحببتم، لكن حذار أن تمنحوا دولة الاحتلال فرصة لتمرير مخططها من خلالكم..فالنوايا الطيبة لا مكان لها سوى جهنم..!
ملاحظة: شاهدنا يوم أمس الاثنين مباراة “تصريحات تسلم وتسليم” بين رامي الحمدالله وحماس..والصحيح الاثنين ما نطقا الصدق..والناس عارفه الصح وعشان هيك عجبتهم مسرحية “بينج بونج” رامي حماس..بلاش تهبيل!
تنويه خاص: موقع عبري قال أن رجل أعمال يهودي أمريكي مقرب من ترامب زار الرئيس عباس وعرض عليه “خدمة وساطة” مع ترامب..طيب ليش رجل الأعمال ويهودي هو المتطوع لـ”ترطيب” العلاقة مع ترامب..يا محاسن الصدف!