أمد/ كتب حسن عصفور/ وأخيرا وضع جو بايدن يوم 18 نوفمبر 2023، إطار المشروع الأمريكي لـ “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يراد تصميمه بعد حرب غزة، بما يؤكد أنها حرب لا علاقة لها بـ “مكذبة تحرير رهائن” أو رد فعل على ما حدث من قتل بعض “المحتفلين” في بلدات شرق قطاع غزة، يوم 7 أكتوبر، بل هي مصيدة تم اعدادها لإعادة “هيبة الولايات المتحدة” التي فقدتها في منطقة الشرق الأوسط ومحيطا، ومحاولة بناء جدار خاص أمام النفوذ الصيني – الروسي المتنامي، بعد حرب أوكرانيا، وتمرد البعض العربي على “الاستعباد الاستعماري الأميركي الطويل”.
نشر “رؤية بايدن” كمقال في صحيفة أمريكية، تهربا من عدم منحها الصفة الرسمية للولايات المتحدة وبيتها الأبيض، وتلك مناورة سياسية لمنع خلق توتر مع بعض الأطراف التي استخف بها، خاصة العربية منها، واحتمالية فشله في تحقيق بعضا مما رسمته تلك المقالة، استكمالا لموقف الرئيس الأسبق باراك أوباما لشرق أوسط إسلاموي، باسم “ديمقراطية الإكراه”، ولكن بأدوات عسكرية أو قوة أداتها دولة الكيان الفاشي، من باب فرعي اسمه غزة.
عناصر مقالة بايدن، المركزية تلخصها الفقرة التالية، “لا ينبغي أن يكون هدفنا مجرد وقف الحرب لهذا اليوم، بل يجب أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل، وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه”..وفي الأشهر المقبلة، سوف تضاعف الولايات المتحدة جهودها لإقامة شرق أوسط أكثر سلماً وتكاملاً وازدهاراً – وهي منطقة لا يمكن تصور يوم مثل السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن يعود”.
الحرب على قطاع غزة في تفكير بايدن جوهرها ” إقامة شرق أوسط أكثر سلماً وتكاملاً وازدهاراً”، وكي يتم ذلك الهدف المركزي، لا بد من تشكيل تحالف دولي لما اسماه “كسر دائرة العنف وإنهاء الحرب الى الأبد”، دون وضوح في تفاصيل علاقة “سلم الشرق الأوسط بحرب غزة”.
وفي الطريق الى ذلك الهدف المركزي للولايات المتحدة، يتطلع بايدن الى “ترتيبات أمنية مؤقتة” خلال عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، وبذلك يمنح مشروع دولة الفاشية اليهودية شرعية احتلال القطاع مؤقتا بمسمى مستعار، لمنع انطلاق أي “تهديد جديد”، وبشكل ملفت أضاف لها الضفة الغربية، في إشارة الى أنها تنتظر “ترتيبات خاصة، من أجل تشكيل “سلطة فلسطينية جديدة” نحو ” إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في نهاية المطاف بينما نعمل جميعاً نحو حل الدولتين”.
بايدن يحدد شرطية “حل الدولتين” بـ “ترتيبات أمنية مؤقتة في قطاع غزة خالية من التهديد” و “سلطة فلسطينية جديدة” دون وضع مواصفاتها، ولكن بالقياس يجب أن تكون خالية من التهديد أيضا، وبذلك ينهي بايدن رسميا ما طالبت به “الرسمية الفلسطينية” و”قمة الرياض” بشكل كامل، ويتبنى رسميا موقف حكومة التحالف الفاشي.
عناصر إطار مشروع بايدن لإعادة احياء المشروع الأوبامي، بثوب جديد باتت مكتملة الأركان، تسير بالتوازي مع استكمال مشروع دولة الكيان في قطاع غزة، ورسم ملامح السيطرة الانتقالية بالتوازي مع ترتيبات بناء نظام حكم انتقالي خاص في الضفة الغربية، وإخراج القدس من المعادلة السياسية، ولذا لم يكن سهوا ان لا يستخدم الرئيس الأمريكي كلمة الاحتلال في مقالته، وكل ما أشار له أفعال المستوطنين وتجاهل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي ترتكب الجرائم يوميا في الضفة الغربية.
وأخيرا، رسم بايدن إطار “الحل السياسي” الفلسطيني تحت الوصاية التي ستكون دولة الاحتلال طرفا بها، وطرف محلي يتم تهيئته ليوافق على كيانية خالية من أركان السيادة الوطنية.
ترتيبات اليوم التالي لحرب غزة، بدأت عبر مقالة الرئيس الأمريكي بإعادة احتلال قطاع غزة لفترة انتقالية (الاحتلال هنا ليس شرطا ان يكون إسرائيليا كاملا بل مشاركة أممية)، والاستعداد لإيجاد قيادة جديدة للرسمية الفلسطينية ، ليست “منتهكة شعبيا”…تمهيدا لبناء كيان خال من التهديد لدولة الكيان.
المفارقة الكبرى، أنه بعدما نشر بايدن مقالته لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني يخرج الرئيس محمود عباس، ليطالب “الرئيس الأمريكي دون غيره بتحمل مسؤولية خاصة، لما له من مكانة دولية، وتأثير كبير على سلطات الاحتلال، للتدخل الفوري لوقف العدوان، وتقديم الإغاثة للشعب المحاصر في قطاع غزة، كذلك وقف اعتداءات قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين”.
يتضح تماما، أن كلمة الرئيس عباس بعد نشر مقالة بايدن مباشرة، تم الاتفاق عليها مع مبعوث الإدارة الأمريكية مسبقا، لمنح صوت فلسطين تأييدا لمشروعه بالحل الخاص وترتيبات قطاع غزة الانتقالية، فعلة أسقطت مرتكبيها في شرك الإدانة الجماعية وطنيا.
خطاب الرئيس عباس بعد مقالة بايدن تعيد للذاكرة ما فعله فريق فلسطيني بالتواطئ مع فريق أمريكي عبر البريطاني بلير للضغط على الخالد المؤسس للموافقة على خطة “بناء البديل الديمقراطي” لتمرير مخططهم البديل…الزمن يشهد ملامح تكرار حادثة كانت مأساة لتظهر بشكل مهزلة نهايتها ليست بعيدة.
ملاحظة: شكلهم الأمريكان اكتشفوا ان فريق “المقاطعة” لساتهم حضانة سياسية بدهم إعادة تأهيل وبعدين فحص قدراتهم عشان “شروط الوظيفة” الجديدة وشكلهم من اليوم ساقطين…يااااااااااااااااااه شو منتظرتكم أيام كحلي خالص..نصيحة افحكوا بالمصاري اللي خزونتها وبلاش “الحاج” بايدن يصادرها عشان “إعمار غزة”!
تنويه خاص: يبدوا أن حكومة الفاشيين في تل أبيب تسابق الزمن في الضفة لفرض “ترتيبات بايدن” الجديدة..تدمير تخريب والتخلص من النصب التذكارية لشواهد وطنية…حرب تجريف لما يمكن تجريفه..الطريف ساكن المقاطعة ولا حس ولا خبر ونازل شكر وتمجيد في الأمريكان مفكر انهم لساتهم زي 2002..اصحى يا ..بح وبحين!