كتب حسن عصفور/ في توقيت زمني مثير للقرف السياسي قوميا عربيا، خرج وزير الخارجية الأمريكية اليهودي بلينكن يوم 5 يونيو 2023، ليكشف جوهر سياسة إدارة بايدن للشرق الأوسط في الفترة القادمة، أمام أحد أهم منظمات الحركة الصهيونية (إيباك) في أمريكا والعالم.
اختيار المنظمة الصهيونية، وأحد ركائز دعم دولة الكيان، وجدارها الواقي لمواجهة أي حملات ضدها، ليعلن عناصر الرؤية الأمريكيةـ تأكيدا لمبدأ أن “إسرائيل هي مفتاح السياسة الأمريكية في المنطقة”، أي كانت عناصر الاختلاف، بل وأي كانت طبيعة الحكم القائم فيها، وفي ظل أسوأ تحالف حكومي في تاريخ دولة الكيان ركيزته قوى إرهابية عنصرية صريحة، يقودها نحو أزمة داخلية تقترب من ملامح حرب أهلية.
اختيار المكان، وجوهر الخطاب يدور حول كيف يمكن حماية إسرائيل وتصويب بعض مسارها لتبقى “الدولة الأعلى والأكثر تفوقا عن دول المنطقة”، وبأن أمريكا لن تتهاون في مواجهة أي مساس بها، ولذا كان خيط الخطاب وضع آليات جديدة لتعزيز دورها ومكانتها في المنطقة.
بلينكن، أشار الى عناصر بعضها جوهري وشرط الضرورة، وبعضها عابر لتمرير الأخطر، وهو ما يجب التدقيق السياسي به كي لا يخرج البعض تطبيلا أو تزويرا لعبارات تبدو ترضية ورشوة لما يراد أن يكون.
العناصر الجوهرية – شرط الضرورة التي تريدها واشنطن تنطلق من:
إيران
- لا تزال تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل.
- جميع الخيارات مطروحة لضمان عدم حصول طهران على سلاح نووي.
- 3 مقاربات مع إيران وهي الدبلوماسية، والضغوط الاقتصادية، والردع الذي يتضمن تعزيز قدرات إسرائيل الدفاعية، بهدف جعلها في أفضل وضعية من أجل مواجهة تهديدات النظام الإيراني.
- انتهاكات إيران تتجاوز حدود المنطقة.
السعودية
- تطبيع العلاقات بينها وإسرائيل يندرج ضمن مصالح الامن القومي للولايات المتحدة.
- ستكون تلك قضية مركزية في زيارته للعربية السعودية.
إسرائيل
- العمل من أجل مساعدة إسرائيل على الاندماج في المنطقة
- الحليف الرئيسي الراسخ.
- تعمل مع إسرائيل للإعلاء من شأن القيم الديمقراطية المشتركة.
فلسطين
- تعامل مع قضيتها من زاوية حماية طابع إسرائيل كـ “دولة يهودية”، وليس كحق تقرير مصر شعب وأرض محتلة.
- الحديث عن حل الدولتين وأن الاستيطان وهدم المنازل عقبات أمامه.
تلك العناصر تترابط جمعيها ضمن الحفاظ على إسرائيل وتعزيز أمنها، وما يتعلق بذلك يكون الموقف واضحا محددا قاطعا، كما مع إيران، عندما وضع قواعد 3 للتعامل معها، بينها التهديد الصريح جدا، بأنه لن يسمح لها بالحصول على برنامج نووي، وكل الخيارات مفتوحة لمنعها، بما ذلك قطعا الحرب العسكرية.
تجاهل الوزير الأمريكي اليهودي بلينكن أي إشارة للمشروع النووي الإسرائيلي جزء من تضليل مستمر، رغم أنه يمثل ذات الخطر بالقياس الذي تحدث به عن إيران، بل هو أكثر خطرا على دول المنطقة.
بلينكن تحدث عن القضية الفلسطينية بشكل عابر لتمرير ما يراه عناصر ضرورة لحماية إسرائيل وأمنها، وتمرير وجودها لتصبح جزءا من المنطقة، ودمجها دون تكلفة سياسية، مع غياب كلي لأي خطوة يمكنها أن تفرض على تل أبيب فيما لو لم تنفذ قرارات الشرعية الدولية، التي تفوق بأرقامها مئات المرات ما هو موجود حول إيران.
الوزير الأمريكي قام بعملية استعراضية لتبدو بلاده، انها لا تزال الحاكم الفعلي للمنطقة والإقليم، وما تريده سيكون، فرضا أو فرضا، ولذا تعامل مع عملية “دمج إسرائيل في المنطقة والتطبيع بينها والسعودية، وكأنها تحصيل حاصل تحتاج وقت زمني، وليس ثمن سياسي وخاصة في القضية الفلسطينية.
وبعيدا، عن “البعد الاستعراضي” للخطاب، تجاهل أن شرط اندماج دولة الكيان في المنطقة، يمر عبر الباب الفلسطيني دون غيره، أي كان حال الرسمية الفلسطينية وواقعها، هشا أو تابعا، أو صامتا هلعا، لكن قانون المنطقة الخاص، سيبقى طاردا للدولة الغازية، الى أن ترضخ للجوهري بالتحرر الوطني وخروج المحتلين من أرض دولة فلسطين، وفقا للشرعية الدولية، بكامل حدودها وعاصمتها القدس الشرقية، والسيادة الكاملة على مقدساتها، والأحداث لن تتوقف عند لقاءات فوقية بين بلد وآخر.
بلينكن، سينتظر الوهم السياسي طويلا لتحقيق أمنيته كيهودي أولا وأمريكي ثانيا، لدمج دولة الكيان الفاشي في المنطقة دون فلسطين دولة حرة مستقلة، خالية من جراثيم ” الفاشية السرطانية”!
ملاحظة: قتل جيش الاحتلال للطفل محمد التميمي ابن العامين..لم تراه دول الاتحاد الأوروبي وبالطبع إدارة بايدن..قبل أيام خرج سفير الأمريكان في تل أبيب لاطما على مقتل مستوطن غاز محتل وإرهابي..ثم يخرج من بين جلدتنا من يمدح أمريكا ودورها..الخزي قليل عليكم.
تنويه خاص: رغم لهاث دولة الكيان وراء بن سلمان لتطبيع العلاقات مع بلده..لكنها وبوقاحة لا يملكها سوى هذه الدولة ترفض أن تمتلك السعودية برنامج “نووي مدني”..رسالة يمكن البعض يصحى من وهمهم التطبيعي!