أمد/ كتب حسن عصفور/ أعلنت حكومة دولة الفاشية اليهودية عن اقالة المتحدث باسمها للإعلام الأجنبي، بعدما “تطاول” في تغريدة على وزير خارجية بريطانيا الجديد كاميرون، حيث رأت فيها خروج عن “المألوف”، وإساءة غير مقبولة.
ربما يراها البعض قضية عادية لمنع أي توتر بين بريطانيا ودولة الفاشية المعاصرة، ولكن المسألة يجب قياسها بغيرها من مسلسل “أحداث” تلاحقت في الفترة الأخيرة، بل ربما لا سابق لها منذ قيام دولة الاغتصاب للحق الوطني التاريخي للشعب الفلسطيني عام 1948، وخاصة الخروج الكامل عن “النص السياسي” في التخاطب من بعض حكومة “التحالف الإرهابي” مع الرئيس الأمريكي بايدن.
جاءت قضية عدم استخدام واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد قرار مجلس الأمن 2728 يوم 25 مارس 2024، حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل تسليم الرهائن بلا قيود، ورغم التوضيح الأميركي اللاحق والسريع، بأنه قرار “غير ملزم” لتل ابيب بالتنفيذ، لكنه أصاب حكومة نتنياهو بـ”صداع سياسي” لا مبرر له إطلاقا، بل أن جوهر القرار تقارب جدا مع مفهوم دولة الكيان، خاصة تكريسه لإعادة احتلال قطاع غزة، ومقارنة حادث 7 أكتوبر بصفته “إرهاب” تقارب مع جرائم حرب الإبادة الجماعية للبشر والحجر في قطاع غزة.
أن يخرج نتنياهو بإعلانه عدم إرسال وفد الى واشنطن وسحبه لبحث “بدائل احتلال رفح”، ترافق مع حملة سياسية تحريضية، ركزت بشكل أساسي على الرئيس بايدن ونائبه هاريس، فيما تجنبت كليا أي إشارة الى وزير الخارجية بلينكن، المفترض أنه مسؤول قرار التصويـت في مجلس الأمن، لكن يهوديته أوقفت أي مساس به، كما جاك سوليفان مستشار الأمن القومي.
وخرج الوزير بن غفير، ليقول بأن “الولايات المتحدة صديقتنا، لكن بايدن يفضل مصالحه السياسية الضيقة على انتصار دولة إسرائيل، وسيكون الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب أفضل لنا”، شخصية معروفة عالميا بأنه أحد صانعي “الإرهاب اليهودي” وقيادته ورمز استيطاني أشهر، لعب دورا رئيسيا في التحريض على قتل رئيس وزراء دولة الكيان اسحق رابين نوفمبر 1995 بعد توقيع اتفاق “إعلان المبادئ” – أوسلو، ليتحدث بذلك عن أهم رئيس أمريكي داعم للكيان بعد ترومان، فتلك هي قمة المهزلة.
عل أقوال بن غفير على الرئيس الأمريكي تلخص واقع الفضيحة السياسية الكبرى التي خرجت الى العلن، بتصريح مرور مباشر من رئيس حكومة التحالف الفاشي نتنياهو، فيما تواصل تلك “الإدارة البايدنية” الاستجابة الكلية لمطالب دولة الكيان خلال لقاءات وزير الحرب غالانت، بما يشمل ترسيخ احتلال قطاع غزة عبر دور أمني في “الرصيف البحري المؤقت” في غزة، والبحث عن ترتيبات لاحتلال معبر رفح ومحور فيلادلفيا، لتكريس نظرية نتنياهو الأمنية من البحر الى النهر ومن الناقورة الى رفح.
ولمزيد من “الدهشة السياسية” جاء رد البيت الأبيض على حملة الكراهية للرئيس الأمريكي بموقف وصفي حول سلوك نتنياهو للهروب من “أزماته الداخلية” بصناعة أزمة خارجية مع واشنطن، و”تحريض ناعم” لبعض “اتباعها” الساسة والإعلاميين بفتح حملة رغي ذد نتنياهو، دون أي ان تذهب لاتخاذ أي إجراء يمس الدولة العنصرية.
المسألة هنا، ليس فيما هو “ردح إسرائيلي” للرئيس بايدن، فالكيان يدرك قيمته كأداة استراتيجية في الرؤية الاستعمارية الأمريكية، لكنها ترتبط بسلوك معادل لها بين دول عربية والولايات المتحدة، قياسا وفعلا، رغم أن التطورات العالمية أفرزت نظاما متحولا لم يعد قائما على “الأحادية” الاستعمارية، مع عودة روسيا العسكرية قبل السياسية، وفرض صيني على الاقتصاد العالمي.
أقوال بن غفير تجاه بايدن علها تعيد تنشيط الذاكرة العربية للقول التاريخي المشهور “إذا أقبلت باض الحمام على الوتد وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد”..فهل يدرك البعض الرسمي العربي زمن الاقبال والإدبار..السؤال سيبقى مفتوحا.
ملاحظة: تسريب نشرة باللغة الإنجليزية عن بعض المرشحين للحكومة “الفنية”، بتأكد أنه الهوس كيف يرضوا “الفرنجة” قبل ما يرضوا من يفترض انها جاية تخدمهم..بس هيك أثبت “أبو اصطيف” انه “قادر ومقدور”..
تنويه خاص: بعد كشف عدد شهداء “صناديق الموت الغذائي”، ليت الأطراف التي تقوم بها الكف عنها.. أهل قطاع غزة عارفين كيف يلاقوا الموت..هم انتظروا منكم فعل كيف توقفوا الموت..مش غلط تجربوها وانت عارفين البير وغطاه.