كتب حسن عصفور/ لن يغفر التاريخ للحركة الإخوانية المحظورة، والتي تسابق الريح كي تحصد لقب “المنبوذة – المكروهة”، ما فعلته يوم احتفال الشعب المصري والأمة العربية بمحاولتها “تكدير” هذه المناسبة عبر “حماقة” لا يمكنها أن تصدر عن حركة لها صلة بشعب مصر، وكما كان يوم النصر التاريخي في 6 أكتوبر 73 يوم استعادة الروح والكرامة، سيكون يوم 6 أكتوبر عام 2013 يوما تاريخيا لقبر جماعة خرجت عن النسيج الاجتماعي كما من الوجدان الشعبي لأبناء المحروسة والأمة..
من يحرك تلك الجماعة من خارج مصر ومن داخلها لا زال مصرا على أن يكون “الغباء هو الحل” في مسارهم بعد أن اسقطتهم وحكمهم اقدام ملايين شعب المحروسة ومعهم مئات ملايين من ابناء الأمة بدعواتهم للخلاص من “قاطرة تمرير المشروع الاستعماري الجديد” لتقسيم الأمة دولا وشعوبا ونشر الطائفية في جسد شعوبها كي لا تقوم لها قائمة، جماعة اعتقدت أن الحكم على أي بقعة في المحروسة هو الأمل المنتظر، وكانت على استعداد لبيع كل شيء كي تحتفظ بما نالت بخديعة لا سابق لها في تاريخ العمل السياسي..جماعة خانت من أتى بها للحكم عبر صندوق الاقتراع يوم أن أقسمت للقوى المدنية والشعب المصري أنها ستكون جزءا منه وتعمل على الوفاء بما وعدت وعهدت.. وصدقهم بعض ممن احبوا تصديقهم خوفا من “وهم الفلول”..وكانت الخيانة الكبرى التي لا مثيل لها..
اكاذيب وخدع لا تنتهي لهذه “الفئة” التي تتقلص يوما بعد آخر حتى تصل الى حالة الغياب العام، وكلما مر الزمن على خسارتهم الأبدية، والتي لن تعوض ابدا، يلجأون للشعوذة السياسية والدجل العلني على من تبقى لهم من أنصار، فمنذ يوم العبور السياسي للشعب المصري واغلاق “ثغرة الجماعة الاخوانية” في يوم 30 يونيو و3 يوليو، وهم يعيشون على الأوهام والشعوذة التي لا سابق لها، بدأت برؤيا لأحد دجاليهم بأن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ترك مكانه في الإمامة لرئيسهم المخلوع مرسي للصلاة.. ولأن “الشعوذة باتت هي الحل” لهذه الجماعة المسكونة بالكذب والخداع، اصروا أن رؤاهم أكدت أن مرسي عائد الى القصر.. بل أن دجال منهم رأى ملاك ضمن “كتيبة الملائكة” التي انتشرت في ميدان رابعة أن مرسي عائد بعد يوم ..نصب واحتيال تم ممارسته خلال فترة اعتصاهم في ميدان رابعة، الى أن تم خلعهم من شعب مصر واعادتهم الى مكانهم الطبيعي..
ولأن الكذب والشعوذة باتت هي الحل لهم، خرجوا قبل الاحتفال بيوم النصر التاريخي في 6 اكتوبر ومن خلال بعض من “دجاليهم”، أن يوم 6 أكتوبر هو الأخير للفريق السيسي وأن مرسي “عائد الى القصر عصر يوم النصر” ..عبارة انطلقت من الدوحة بلسان المستنصر بأمريكا يوسف القرضاوي الذي فقد عقله وصوابه بعد اسقاط الجماعة ومعها مشروع سيدته امريكا الاستعماري وحلم بلدته وراعيته صاحبة القناة بأن تصبح “امبراطورية عظمى” بعد التفتيت، ثم انتهاء حلمه الخاص بمقتل الاسد بقصف اسرائيلي أو أمريكي، فاطلق شعوذته بأن مرسي عائد، لتتبعه امرأة برز اسمها فجأة لتحصل على جائزة نوبل دون أن يعرف اي عربي حتى تاريخه ماذا قدمت للبشرية كي تحصل عليها، سوى انها جزء من جماعة متأخونة كانت واشنطن تراها قوتها التنفيذية لتحقيق “الحلم الأميركي الكبير” في الشرق الاوسط..هي ايضا اطلقت شعوذتها بأن “يوم النصر مرسي عائد للقصر”!..
وكما اسقط شعب مصر تلك الجماعة الخارجة عن الوجدان الشعبي مصريا وعربيا، اسقط ايضا تلك الشعوذات التي باتت سلاحها كي تحاول ان تبقى حتى لو باستدراج القتل والموت، يوم الاحتفال بمرور 40 عاما على نصر حمل من السمات الاحتفالية ما لم يكن في كل سنواته السابقة، كان احتفالا عربيا ببداية اسقاط المشروع الاستعماري وأداته التنفيذية والتي باتت تعرف بـ”الجماعة المحظورة – المنبوذة”، تسقط قطعة قطعة في كل بلد عربي بعد أن نجحت في التسلل الى نسيجه في زمن الردة العام والهيمنة الأميركية..
ما حدث في مصر فعل لا راد له، ولا عودة عنه، وليس امام من تبقى من “آثار” لتلك الجماعة سوى اتباع طريق مجموعة اردنية اعلنت خروجها عن هذه “الفئة الضآلة” وطنيا..مجموعة قررت ان تكون اردنية بلا ابعاد ولا ارتباطات، ضمن رؤياها الخاصة، قد تصيب وقد تخطأ كحركة سياسية مثل الحركات والاحزاب القائمة.. ذاك هو الخيار الأخير لمن يريد منهم أن يكون جزءا من نسيج وطني، قبل ان يصبح جزءا من مجموعة ارهابية مطاردة في كل مكان..
ملاحظة: الرشق امتعنا أخيرا باكتشافه أن علاقة حركته الحمساوية بقطر علاقة استراتيجية..مبروك ايها الرشق.. ولكن شعب فلسطين اختار مصر والعرب كحليف استراتيجي لأنه لن يبدل “كبارها بصغارها” مهما كان سعة الخزائن”!
تنويه خاص: جيد أن تبدأ بعض فعاليات لقوى اليسار ضد مفاوضات فتح مع دولة الاحتلال.. ولكن الأجود ان لا تكون لحظة انفعال للصورة وكفى..سنرى قادم الأيام لو كان للعمر بقية!