كتب حسن عصفور / مع نهاية ساعة لقاء نتنياهو – أوباما والطلب بمفاوضات مباشرة مع الطرف الفلسطيني ، كان متوقعا تماما أن يتم الإعداد لشن حملة إعلامية – إرهابية ضد السلطة الوطنية ومؤسساتها المختلفة ، رئاسة وحكومة وأجهزة كمقدمة لفرض ما يجب فرضه ، ووضعها تحت حالة من الإرباك العام سواء بنشر الأكاذيب أو فتح ملفات سابقة ربما ، أو البحث عن سلوكيات أمنية لا ترضي الشارع الفلسطيني وتضخيمها ، كمقدمة لفتح وسائل إعلام فلسطينية وعربية كتلك المحطة التي تنتظر كل ما هو ‘ معبرن’ لتعيد تعريبه ‘فتنويا’ ..
حرب هدفها إكراه الشرعية الفلسطينية على الرضوخ للمفاوضات المباشرة دون هدف أو حدود واضحة لإطار التفاوض ونهايته المنشودة ، ولذا فإن وسائل إعلام إسرائيل بدأت فيما تريد ، حيث نشرت عدد من وسائل الإعلام ، خاصة المكتوبة منها ، في تل أبيب مقالات كان أبرزها ضد الرئيس محمود عباس واعتباره ‘ العقبة’ الذي لا يريد تفاوضا ولا تسوية ، مقال جاء أيام بعد لقاء الرئيس عباس مع ممثلي عدد من الصحف الإسرائيلية وكتبت عنه ما كتب ‘ وصفا سلاميا محببا’ رغم كونها دست بعض سمها في الغمز من قناة حركة حماس على لسان الرئيس ، لكن الأهم أنه كان رجل سلام صادق ومؤمن حقيقي بالعمل للتوصل إلى تسوية ، لكنه كلام قبل لقاء واشنطن .. حيث بات المطلوب عكس ما قيل فجاء مقال صحيفة ‘ إسرائيل اليوم’ ( عباس ضد التفاوض) ..
وأعقبها تقرير يبدو وكأنه محايد تماما ، نشرته صحيفة ‘ هآرتس ‘ العبرية في عددها ليوم الجمعة ، حول قيام أجهزة الأمن الفلسطيني باستدعاء واعتقال عدد من أعضاء حماس في بلدة ‘ نعلين’ وجعلته الصحيفة وكأنه حدث مجلل الأركان .. الفعل يتم ربما يوميا من اعتقالات ، بعضها له تبريره وفقا لإعلام السلطة الوطنية وبعضه غير مفهوم سوى في كونه ردا على سلوك حماس .. المسألة ليس في نشر خبر ، بل لم أفردت صحيفة إسرائيلية تقريرا بهذه المساحة اليوم لخبر عادي ، ولم تفرد شيئا لما يحدث في قطاع غزة مثلا من اعتقالات لعشرات من كوادر وطنية ومنعهم من السفر ؟ .. ليس ذلك عدم معرفة ولكن المطلوب الآن وهذه الفترة الزمنية الحرب على الشرعية وليس الحرب على حماس ، كي تجبر الرئيس والسلطة على الإتيان لشرك التفاوض المباشر دون هوية أو وضوح ..
والمشكلة التي ربما يقع بها البعض الفلسطيني والعربي ، أنها ستتعامل مع ما تصنعه دوائر صنع الفتنة والكذب في تل أبيب باعتبارها ‘ حقائق’ سيتم التعاطي معها لخدمة ‘ هدف أناني ضيق’ وسيكون لما تصنعه إسرائيل مكانا ضاغطا جديدا على الشرعية الفلسطينية علها تسقط في ‘ فخ نتنياهو’ ، وربما يتمنى بعض ضيقي الأفق وفاقدي البصيرة السياسية و ضعاف الروح الوطنية ذلك ، علهم يقفزون على ظهره ، ويتباهون بموقف أخرق لهم .. متناسين أنهم والكل الوطني تحت ‘ شرك العدو’ في كل لحظة ممكنة له ..
ربما هي فترة خاصة لمراجعة البعض حساباته ليقف بقوة سياسية ضد ‘ المخطط’ لفرض التفاوض المباشر ودعم موقف الشرعية الفلسطينية ورئيسها لمواجهة الإسرائيلي الأمريكي وعدم منحه فرصة الاستفراد بالطرف الفلسسطيني في وضع سياسي عربي تعقيداته تفوق وضوحه .. فرصة سياسية لتحسين الصورة الوطنية المهتزة ردحا من الزمن ..
الحرب الإسرائيلية على الشرعية لا بد من مواجهتها بفريق عمل متجانس وليس بأصوات فردية كل يقول ما يعتقد أنه الصواب .. تلك مسألة ربما آن لها أن لا تكون فالوقت لا يسير وفقا لعقارب الزمن الذي نريد ما لم يتم تنظيم الفعل ورد الفعل الوطني وترك ‘ العشوائية’ و’ التشاطر’ السياسي ، إن أردنا قطع الطريق على ‘ لعبة اليهودي ‘ ..
ملاحظة : حركة منيب المصري وبعض الشخصيات تبدو وكأنها ‘ عمل خاص’ .. الأفضل إعادة الروح العامة لها ..
تنويه خاص : ماذا تستفيد ‘ جهات القرصنة’ من السطو على مكاتب الارتباط في بيت حانون .. أهي تبحث عن موت من ينتظر خروجا لعلاج .. عمل أحمق الخطى فعلا ..
التاريخ : 10/7/2010