حماس.. “سياسة الضرورة” أم “انتهازية سياسية”!

أحدث المقالات

حركة “أصبع” أمريكية تهين “الرسميات العربية”

أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أقر مجلس الأمن قرار 2735،...

زيارة نتنياهو الاستعراضية إلى غزة..رسالة استيطانية لليوم التالي

أمد/ كتب حسن عصفور/ قام رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو،...

حماس بين “صفقة التهدئة و “صفقة المقر الآمن”!

أمد/ كتب حسن عصفور/ عادت الأجهزة الأمنية في دولة الكيان...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

زفة أمريكا ..شيكا بيكا يا بيبي

تنويه خاص: لن يكون أبدا مفاجئا لو وجدنا كل...

حسنا فعلت حماس الترحيب بقرار الجنائية الدولية

ملاحظة: حسنا فعلت حركة حماس الترحيب بقرار الجنائية الدولية،...

يا أبو الخل خلل هالكلام أحسنلك..

تنويه خاص: تصريحات الحمساوي خليل الحية كانت حكي شاطي...

يا سلام لو بوتين دعس الزر الحمر..

ملاحظة: مع أول همهمة روسية هرولت أمريكا لإغلاق سفارتها...

الله لا يصبحكم بخير وطبعا ولا يمسيكم به

تنويه خاص: من أطرف منتجات إعلام "رسمية عباس"، قال...

كتب حسن عصفور/ لو أراد البعض تفسيرا لما يعتري سياسة “حماس” الراهنة” والتخبط المصاحب لها، نتيجة ارتباك المشهد بعد اسقاط الحكم الاخواني وعرقلة المخطط الأميركي بتسليم المنطقة العربية للجماعة الإخوانية، تحت ولاية التابع الأطلسي العثماني والتمويل القطري، عليه أن يعود قليلا لمسار الحركة التحالفي قبل الانطلاقة، ومنذ زمن التجمع الاخواني وبعدها، قراءة ومراجعة سيكون لها اثر جوهري لأن يجد البعض كثيرا من “حل لغز سياسة حماس الراهنة”..

فهي كحركة، كما الجماعة الاخوانية الأم، لا تؤمن بالتحالفات السياسية باعتبارها استراتيجية سياسية ما لم تكن جزءا من النظام الفكري – السياسي للجماعة الإخوانية، وكل من هو خارج هذا الاطار ليس سوى أداة يمكن استخدامها لتحقيق “غاية” أو “سبيل” يخدم الحركة، أهدافا وحضورا، ومنذ الانطلاقة أواخر 87 التي جاءت تحت ضغط وطني فلسطيني ناهض، نسجت حماس علاقة خاصة مع الاردن عبر الجماعة الاخوانية، والتي اعتقدت أن حماس ستكون “موازيا فاعلا لمنظمة التحرير”، ذات العلاقة الشائكة مع النظام في الأردن، وكانت نقطة البدء في رسم تحالفات مصلحية، حسب الحاجة والمنفعة، وفي ذات السياق الزمني استخدمت علاقة بعض الشخصيات الفلسطينية الاخوانية في العربية السعودية ودول خليجية لتفتح بابا لعلاقة مستفيدة، ودون البحث في تفاصيل تلك الفترة من التحالفات أو مؤثؤرات الدفع بها كحركة مسلحة بعد غياب ورفض الجماعة الاخوانية للعمل الفلسطيني المسلح والمقاوم، الا أن الاساس الذي ابتدأت به حماس علاقاتها مع المحيط الرسمي وغير الرسمي، قام على المنفعة واستغلال التوتر مع منظمة التحرير وتقديم الإمكانية لوجود “طرف مواز أو بديل” كل حسب ما يبحث..

وخلال مسيرتها اكتشفت العلاقة مع ايران، رغم أن المجمع الاسلامي في فلسطين “المسمى الخاص لتنظيم الاخوان المسلمين في حينه” كان يصف كل من يقترب بايران بالتشيع الديني والسياسي، وتجربة “الجهاد الاسلامي” لا تزال حية، واشرطة بعض قادة حماس، التي تصف الجهاد الاسلامي بأنها “حركة ترمي لنشر الفكر الشيعي” متوفرة ، الا أن مصلحة حماس وجدت في ايران ما يمكن أن يمنحها ما لم تجده عند غيرها مالا وتسليحا وتدريبا، ولعل ايران قدمت لحركة حماس ما لم تقدمه دولة أخرى، ويعود لمساعدات ايران الفضل الأكبر فيما وصلت له حماس من قوة عسكرية وقوة مالية..

وارتبطت لاحقا حركة حماس بعلاقة مع النظام السوري، لم تكن في الحسبان اصلا، كون الحركة من صلب تنظيم الاخوان الذين يعتبرون النظام السوري “عدوا” “خائنا” ويتهمونه بارتكاب أكبر مجزرة ضدهم في حماة، الا أن حماس وبعد أن تم طردها من الأردن لأنها “خانت العلاقة الخاصة”، فأرسلت  “القيادة المطرودة” من الأردن الى دولة قطر.. ومن هنا ستبدأ مفاجات حماس التحالفية، وبسرعة قامت قطر بفتح باب دمشق للحركة الاخوانية، وكانت الحسابات الانتهازية أو الاستخدامية هي “سيدة الموقف” الناظم للعلاقة بين حماس والنظام السوري، ولا صلة لها بمقاومة أو ممانعة، لأن حماس كانت في رحم النظام  بالأردن قبلها باسابيع ، ونظام الاسد وجد في حماس ضآلته الخاصة التي بحث عنها طويلا لمناكفة الرئيس الخالد ياسر عرفات ومنظمة التحرير، ضمن لعبة “الاحتواء التاريخية”، والتي فشلت تكرارا ومرارا، حتى محاولة الانشقاق التي قادها النظام فشلت فشلا مذهلا، ولذا جات “الهدية القطرية” للرئيس الأسد ليجدها فرصته المناسبة، فيما وجدت “حماس” بالنظام السوري ضآلتها الجغرافية لتبني بها قاعدتها التي لم تجدها في غير سوريا، رغم “>ماء الاخوان” التي سالت فوق أرصفة مدينة حماة، وتفاوضه المباشر مع اسرائيل..

“انتهازية سياسية” كاملة الأركان هي التي احتكمت لها تلك العلاقة منذ البداية حتى اليوم، والذي يتم البحث في اعادة فتح ملف العلاقة الذي تخلت عنها حركة “حماس” استجابة لضغط قطري تركي واخواني عام، واستجابت قيادة الحركة للتخلي عن “قاعدتها الآمنة” في دمشق على أمل ان تجد بدائل أكثر قوة ومناعة، واعتقدت أن “النصر الإخواني” قادم لتفتح لها ابواب السماء “رزقا وفعلا” تحقق معه ما انتظرته طويلا، خاصة في ظل تعزيز مكانة “مشيختها الخاصة” في قطاع غزة، واهتزاز مكانة السلطة الوطنية وقيادتها، ولذا لم تفكر كثيرا بأمر المغادرة، ولأن المسألة تحتاج لتبرير وخلق “ذرائع” كي لا تبدو كحركة عاقر لمن احتضنها، وكي لا تخسر ايران كلية، بحثت عن الادعاء بأنها لا تستطيع أن “تبيع مبادئها” مقابل بعض الامتيازات..

ولا زالت أصداء خطاب مشعل من على منصة مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي- حزب أدروغان- ترن في سماء دمشق، حيث وصف النظام بأبشع الأوصاف، مقابل كيل المديح لأردوغان، وقبل اشهر وفي لقاء مع محطة بريطانية تناول مشعل اسباب المغادرة لقيادة الحركة من دمشق، اسباب لا تزال قائمة وفقا لما يرى هو وجماعته، ولم يتراجع النظام السوري قيد إنمله عما كان عليه يوم أن غادر مشعل وقيادة حماس الأرض السورية نحو مقر القواعد الأمريكية – الدوحة- التي شكلت وصمة عار ابدية لقيادة حماس ولن تمر مرورا عابرا في مستقبل المحاسبة الشعبية الفلسطينية لسلوك الحركة يوم الحساب الانتخابي..

ولكن ومنذ سقوط “الحلم الإخواني” وبداية ملامح هزيمة المشروع الأمريكي واندحار “القطرنة – الاردوغانية السياسية”، بدأت حماس ومشعل باعادة رسم ملامح المستقبل ضمن “تراجع” عما كان، وبدأت الحكاية مع ايران وحزب الله، معتقدين أن كلا الطرفين بحاجة لوجود حماس “مشاغبة للنظام المصري” الذي أعاد علاقة مصر وفق الرؤية العروبية في العلاقة مع دول الخليج، وهو ما تراه أطراف في ايران ضد مصلحتها ومشروعها الخاص، ولذا تعتقد قيادة “حماس” أنها تستطيع استغلال “الثغرة الجشعة” لاعادة الاعتبار مع محور ايران السياسي، والمفاوضات المستمرة مع حزب الله ومندوبي ايران في لبنان شاهد حي.. الا أن ايران تدرك جيدا أن “المبادئ” ليست حاضرة في سلوك حماس السياسي، ولذا ستعمل كل ما يمكنها لأن تدفع حماس ثمنا باهضا قد يكشف “عورتها”، وستبدأ بالموقف من النظام السوري..

وفعلا بدأت تخضع حماس لضغط المحور الايراني، فأطلقت التصريحات على لسان قيادتها تجاه سوريا تعيد الاعتبار لموقف سوريا من دعم “المقاومة وطرف معارض للمشروع الأمريكي”، فيما دعت تلك القيادات ومنها خالد مشعل المعارضة السورية للكف عن القتال والتوجه الى البحث عن “حل سياسي” للأزمة وتوجيه البنادق نحو القدس والأقصى، – باتت  لازمة في خطاب حماس هذه الأيام بعد أن غابت طويلا – ..

أن تعود حماس عن موقفها فذلك أمر طبيعي في العمل السياسي، ولكن عليها أن تتقدم بمراجعة علنية لمواقفها واعتذار للشعب الفلسطيني عن سلوكها، كما عليها أن تكون أكثر وضوحا في كيف لها أن تصف ايران وحزب الله بالأطراف المقاومة والممانعة و”شركاء الهدف”، فيما يصف مرجعيتهم الدينية و”شيخهم الجليل” يوسف القرضاوي حزب الله بـ”حزب الشيطان” وايران بأوصاف لا حصر لها..لا يمكن أن يكون القرضاوي شيخا جليلا ومرجعية فكرية لهم في وقت أن يكون حزب الله حليفهم..لعبة لا تستقيم أبدا..أحدهم كاذب أو خاطئ، والاختيار هنا ليس خيارا شخصيا بل رؤية سياسية – فكرية ..اين الصدق من هذا أو ذاك..

من حق حماس أن تبني سياسيتها وفق مصالحها الحزبية، فلا خلاف معها، ولكن ما لا يحق لها القول ان ما تقوم به هو نهج مقاوم ورافض للتبعية والمشروع المعادي.. هذه كذبة صريحة جدا..بل هي انتهازية لا غبار عليها..لا يمكن أن تكون حركة مقاومة ضمن دائرة الحماية الأمنية الأميركية – الاسرائيلية في قطر.. وهي ذاتها التي تريد أن تقود المقاومة ضد طرفي حمايتها..زمن الاستهبال ولى وانتهى يا سادة..

المكاشفة والمصارحة سبيل لا بد منه..كلما صدقتم كلما اقتربتم من شعب فلسطين ودونه عليكم الاستعداد لما هو بعد الرحيل..الانتهازية السياسية ليست دائما منقذا!

ملاحظة: تقرير هيئة أوربية عن اموال مفقودة وصلت للسلطة تتطلب استنفارا خاصا من رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة..تقرير سيهز كل اركان السلطة لو لم يتم توضيح الأمر وسريعا!

تنويه خاص: ما حدث مع الهاربين من نيران الحرب في سوريا من ابناء شعبنا بالموت غرقا يستحق اعلان رسمي فلسطيني بالحداد الوطني أولا..وادانة الموقف الليبي ثانيا والطلب بعقد لقاء عربي فوري لبحث المأساة الفلسطينية في سوريا ثالثا!  

spot_img

مقالات ذات صلة