كتب حسن عصفور/ ما أعلنت قيادة “حراك بدنا نعيش” عن مواصلة فعالياتها يوم الجمعة 4 أغسطس 2023، من أجل “حياة إنسانية أفضل” للمواطن الغزي، واستكمالا لما حدث يوم 30 يوليو الماضي، حتى فتحت حركة حماس كل مخازنها لتصف المطالبين بما تختزنه من تهم وأوصاف تبدأ من التخوين وتنتهي بالتكفير.
ويبدو أن ذاكرتها الحاضرة وصلت الى شطب ما كان لها، لتعود الى زمن عثمان بن عفان، وتعتبر الداعين للحراك الإنساني كما قتلته، في تماثل يثير السخرية المطلقة، ويبدو أنه فات الذاهبين الى تلك الفترة أن يحددوا من هو “خليفتهم القائم بالحكم” في “إمبراطورية غزة الإسلاموية”، تماثل من السذاجة لا سابق له في الحياة السياسية الفلسطينية.
حماس استخدمت كل مساجد قطاع غزة عشية يوم الجمعة وبعدده فقط للتحريض على الدعوات الخالية من أي “مطلب سياسي”، فجميعها مطالب محددة بالحياة الإنسانية والعيش الكريم، في ظل فساد ولصوصية فاقت كل ما قبلها، وسيطرة وتشويه الحياة العامة، وفرض نمط وسلوك إخوانجي، هو غريب عن فلسطين الوطن والقضية.
استخدام المساجد سلاحا ترهيبيا كان أحد أهم مشاهد التعرية للحقيقة التي حاول فرع الجماعة الإخوانية أن يتهرب منها سنوات، ومعها جندت كل وسائل إعلامها و”الإعلام الإخوانجي الشقيق” و”القطري الصديق”، فيما تضامن معها إعلام فصائل التبعية خوفا ومصالحا في قطاع غزة، وفضائيات عربية بمختلف الألوان، أصابها عمى مطلق عن مشهد قطاع غزة يوم الجمعة، مع انتشار أجهزة أمن حماس من البحر الى السلك ومن بيت حانون الى رفح، انتشار لم يعرفه قطاع غزة منذ انقلاب “الثالوث الأمريكي الإسرائيلي القطري” يونيو 2007، كمقدمة لإنهاء “حلم الكيانية الفلسطينية الموحدة”.
التجنيد الأسود للمساجد والكتبة وذباب التواصل الاجتماعي، كان ركيزته وجوهره استنساخ أخوانجي كامل، تخوين وتكفير، رغم أن كل مطالب الحراك خارج السياسة وخارج المساس بالدين، ما كشف فضيحة مضافة سقطت بها تلك الحركة الضلالية وطنيا.
وكي تزيد من فضيحتها، أكدت أدواتها كاملة، وخطباء مساجدها أن “المطالب حق والحراك باطل”، اعتراف نطق به كل ما استنجدت به كي تحمي عورتها، التي انكشفت أمام غالبية أهل قطاع غزة، عدا جزء منها وخاصة الأكثر استفادة من حكمها، وفصائل فقدت هويتها الوطنية وسقطت في بئر الوحل الانتهازي.
“المطالب حق..الحراك باطل”، تنتهي بأن من يطالب بها خائن وكافر، دون ان تعلن كيف لها أن تلبي تلك الحقوق ومن هو المسؤول، وهل هناك يوما حق دون أن يكون وراءه مطالب، كيف لحماس أن تعتبر المطالب حق ..ثم تعتبر كل من يريدها كافر وخائن ومتامر..سؤال القرن الذي ينتظر جوابا من “المخزن الإعلامي” للجماعة الإخوانجية.
وفي سياق هلوستها لإعلامية، تجاهلت حماس وكل وسائل تجنيها وجوامعها التي باتت مراكز فتنة وتضليل، وخدمة سلطان جائر، تحديد ما هي الخيانة فيما كان مطالبا، فهل الحديث عن لقمة خبز وبعض ضوء خيانة، فيما نقل جهاز “الموساد” أخطر جهاز أمني لدولة العدو، أموال قطر شهريا لقيادتها وحكمها فعل مقاوم..!
هل أصبح جهاز “الموساد” أحد اركان “محور المقاومة”، يقوم بتلبية عناصر ومكونات “الدعم المالي” لهم من أجل تحقيق أهداف حماس في “إزالة إسرائيل” وبناء “فلسطين المسلمة”، وهل يمكن اعتبار زيادة تصاريح العمل لحماس وفحصها الأمني الدقيق على كل من يريد الذهاب للعمل في سوق دولة الكيان، شكلا من أشكال “المقاومة الثورية”، لإسقاط حكومة التحالف الفاشي.
هل يمكننا اعتبار نموذجها الأمني في منع أي بالون ملون بالعبور نحو دولة الكيان دون تصريح أمني، والسماح شبه اليومي لجرافات العدو بتخريب أراضي المزارعين في المناطق الشرقية لقطاع غزة، مظهر من مظاهر الثورية والجهادية المعاصرة.؟
حماس فرحت بعد نهاية يوم الجمعة دون أن يخرج عشرات آلاف من اهل قطاع غزة، وهللت عبر مساجد الفتنة والضلال وكتبة خدم السلطان الجائر بنصرها المبين، دون أن تشير هل كان هناك أي مواطن يسير على قدميه في القطاع بعدما انتشرت كل قواتها الأمنية وجهازها العسكري (القسام)، تاركا واجب الحراسة الأمنية لقوات جيش العدو شرقا، ليعيد مشهد احتلالي مترافق مع حظر تجول تحت طائلة القتل اوالخطف..فرحة تشير أن الخوف بات مسكونا بداخل الحكم الحمساوي المرتعش..
وليت مدعي الدين والخطب وكل من أطلق “جعيرا” مكفرا من يريد البحث عن حقه الإنساني، تذكر دعوة أبو ذر الغفاري: “عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهراً سيفه”؟..فمن هو الكافر أيها الأذناب!
ملاحظة: أتحفنا خالد مشعل القائد الأبرز للحركة الحمساوية، بتصريحات لم تجد مكانها في إعلام حركته الإخوانجية، أكد أن صراعهم مع فتح لتقاسم الكعكعة وليس حرصا على وطن ولا قضية وطنية…شو راي خطباء جعير التكفير في غزة!
تنويه خاص: نصيحة لقائد الجهاد زياد النخالة، ان يقف مطولا أمام ما يحدث من استخدام بعض مسلحي الحركة في اطلاق نار على مقرات السلطة الفلسطينية..هذه ليست الجهاد التي نعرف أي كان الظلم عليها…لا تكونوا قناة استخدام من فصيل الردة لنشر فتنة أهلها ليسوا مجهولين!