كتب حسن عصفور/ دخلت الغزوة العدوانية التي تشنها حكومة “التحالف الفاشي” بقيادة نتنياهو – غانتس ضد قطاع غزة يومها التاسع، استشهد خلالها ما يقارب 2400 فلسطيني (المعلن منهم)، وآلاف الجرحى، وشردت مئات آلاف الأسر من منازلهم، ولا زال الفعل الرسمي الفلسطيني غائبا سوى بعض جهود ذات بعد إنساني تقوم بها الحكومة ورئيسها، في غياب للدور الرئاسي، الذي أصابه “عمى ألوان سياسي” بتكريس التعبير الأمريكي اليهودي الفاشي بالحديث عن “مقتل المدنيين من الطرفين”، دون تدقيق في مخاطر ترداد تلك العبارة على مسار العدوانية القائمة.
بالتأكيد، ضعف الدور الرسمي الفلسطيني، وكذا غياب تشكيل “لجنة وطنية سياسية” تدير المعركة مع العدو، أصاب “الرسمية العربية”، بحالة تيه غريب، والتي بات تركيزها الأساسي على “البعد الإنساني”، تترقب “موافقة الحكومة العدوانية” لتسمح لها بتقديم تلك “الخدمات”، ما يكشف هزلا فريدا في التعامل مع ما تقوم به دولة “الفاشية اليهودية”، دون أدنى إدراك أن ذلك يمس جوهريا بالمكانة العربية، ويكشف ظهرها، أمام كيان يسعى لفرض “مساره الخاص” على المنطقة برمتها، وإعادة توزيع الأدوار بما يتفق والمشروع التهويدي العام من المحيط الى الخليج.
سلوك “الرسمية العربية” المختبئ خلف غياب الدور الرسمي الفلسطيني، وفقدان “تحديد رؤية سياسية موحدة” فصائليا، يشير الى خلل استراتيجي في المشهد القائم، وأن القوة المركزية العربية أمام “غطرسة الكيان” تبدو في حالة من “الهشاشة” الفريدة، رغم أن لديها فرصة مميزة للاستفادة من “الإهانة التاريخية” التي لحقت بها وبجهازها الأمني الذي تعتبره فخرها، أي كانت “مبررات الحدث”، وما بدأ يتسرب من داخلهم عن “مؤامرة ما” حدثت لغاية استراتيجية كبرى.
ما كان يجب أبدا، أن تنتظر “الرسمية العربية” أن تمنح دولة العدو “إذنا” لإرسال “المساعدات الإنسانية” بكل أشكالها، كان يجب أن تكسر “الفيتو” الذي وضعته حكومة الإرهاب وجرائم الحرب، خاصة وأن قطاع غزة أصبح له منطقة عبور ممكن من رفح، وستفكر دولة الفاشية كثيرا قبل أن تذهب لقصف “سيارات الحملة العربية”، بأعلامها المعروفة مصرية وأردنية وغيرها من الدول التي أعلنت تقديمها ذلك.
الذهاب لكسر “فيتو” دولة الإرهاب وجريمة الحرب، مؤشر سياسي للقوة العربية في التحدي، وفرض منطق مختلف على مسار الحرب العدوانية المتواصلة، بمشاركة أمريكية ودول استعمارية غربية، خاصة أن أي عملية مساس بسلامة تلك المساعدات بمختلف أعلام الدول المشاركة، سيكون نقلة نوعية في سياق الصراع.
وبالتأكيد، المساس بحركة الدعم العربية، يمكن أن يولد خطوات رد مختلفة على العدوانية المتواصلة من قبل حكومة التحالف الفاشي الذي توسع ليضم مرتكبي جرائم حرب سابقين (غانتس وآيزينكوت) ومطلوبين للعدالة الدولية، وأبرزها سحب جماعي للسفراء العرب وممثليهم المتواجدين في تل أبيب، وتعليق كل أشكال العلاقات معها، الى حين رضوخها لوقف العدوان على قطاع غزة، والذهاب نحو تعديل طريق الصراع وفقا للشرعية الدولية، وما تضمنته من حق شعب فلسطين في دولته المستقلة.
الذهاب لسحب السفراء والممثلين وتعليق كل العلاقات مع دولة العدو، خطوة تصويبية للانحراف الذي حدث لمبادرة السلام العربية، وترسيم جديد لما يجب أن يكون مستقبلا خارج العملية الانفرادية، والذهاب لفرض إرادة سياسية عربية، وليس عكسها، والتي يبدو وكأن دولة العدو هي من يرسم مسار المنطقة بكامل محيطها.
قرار سحب السفراء العرب من تل أبيب وطرد ممثليها، بالتوازي مع تجميد كل علاقة معها، وحظر دخول أي إسرائيلي كان، بمن فيهم فلسطيني الـ 48 الى حين إيجاد وضع خاص بهم، ليس قيمة سياسية لفلسطين فحسب، بل أن قيمته الأكبر ستكون للدول العربية كاملها، لتضع قدمها في سياق تغيير ملامح القطبية الجديدة، خاصة مع ما لها من قدرات اقتصادية هائلة باتت جاذبة للقوى الرئيسية دوليا.
استخدام القوة الناعمة عربيا، لن تفرح نصف مليار عربي فقط، بل ستفرض وقائع سياسية جديدة للتأثير الرسمي العربي على الخريطة، التي بدأت تتشكل عالميا ما بعد العملية الروسية في أوكرانيا فبراير 2022، وتنهي الى غير رجعة منطق التبعية الذي ساد منذ عام 1945 وحتى تاريخه.
خطوات غير مكلفة ضد دولة الكيان الفاشي تمثل خروجا من مسار ظلامي طال أمده نحو مسار يعيد كرامة أمة النصف مليار، ذات المخزون التأثيري الأهم للطاقة والاقتصاد عالما.
ملاحظة: ممثل دولة جرائم الحرب أردان زعل خالص على وينسلاند لانه التقى مع “اللهيان”، مع انه تور قدم لهم خدمات بلا حصر ولا عدد..وكان تقريبا كانه جزء من حكومة الانحطاط تبعتهم..هيك رسالة فش أحلى منها بتبين كيف أنها دولة بدها كل العالم يصير بلينكن..مش يهود وبس ولكن صهاينة سفلة!
تنويه خاص: رغم الوجه المشرق للعمليات العسكرية الفلسطينية لكن بتحس مرات ان البعض يتصرف وكأن انتصر وبدأ يبحث جني الثمار…هيك سلوك خطر وخطر كبير مش لأنه أناني وبس لكن لأن الحرب لساتها ويمكن طويلة كمان..فبلاش تتسابقوا على تقاسم “جلد الدب” من بدري!