من خلال مراقبة مسار العملية التفاوضية، بعد لقاء باريس الأول وما تلاه ثانيا وثالثا والدوحة والقاهرة، والمقترحات المتلاحقة، فالأمر بات واضحا بأن نتنياهو لا يمكنه الموافقة على أي صفقة ممكنة لتبادل الرهائن تؤدي الى حدوث “هدنة مؤقتة” في قطاع غزة، رغم “تخفيف” حماس شروطها، وقدمت تنازلات خلال ورقتها الأخيرة، رغم “لعثمتها السياسية”، بأنها ألمحت قبولها اعادة الاحتلال زمنا، وأكملها رئيسها هنية بفتح الباب لقدوم قوات “الطواقي الزرق”.
موقف نتنياهو من خيار الرهائن مرتبط جوهريا بموقفه من “الأهداف الحقيقية” للحرب على قطاع غزة، (بعيدا عن الهمبكة السائدة إعلاميا)، والذي ألمح لها عندما أشار الى عناصر اليوم التالي للحرب، والتي اشتقها من مواقفه السابقة بخصوص فلسطين المشروع – الدولة والمستقبل.
نتنياهو، تحدث بلغة واضحة، بإن اليوم التالي لقطاع غزة مرتبط بإعادة الاحتلال والسيطرة الأمنية العليا الكاملة، وترتيبات مدنية تخدم الهدف الأمني، بما يشمل وجود قواعد عسكرية لجيش الاحتلال، وفصل القطاع الى قسمين والتحكم في مختلف المعابر بما فيها معبر رفح والرصيف البحري المقترح، مع بناء “المنطقة العازلة – الآمنة” على طول القطاع والتحكم الكامل في محور فيلادلفيا، ومنها اشتقاق بناء “إدارة مدنية” لتسيير الحياة الإنسانية في قطاع غزة، خارج الارتباط بالضفة الغربية الى فترة زمنية.
موضوعيا، أهداف نتنياهو الحقيقية من الحرب العدوانية على قطاع غزة، تبرز بشكل مركزي في منع وجود كيان فلسطيني موحد في الضفة والقدس وقطاع غزة، أي كان مسماه، استكمالا لما أعلنه منذ عام 1996، وكرره طوال حياته السياسية وقبل يوم 7 أكتوبر 2023، وتفاخر بذلك بصوت واضح ردا على “مناورة أمريكا” عندما حاولت الحديث عن “دولة فلسطينية”، وتهوديد ما يمكنه التهويد، وترتيبات خاصة للقدس الشرقية والحرم القدسي، ما يمنحها ملمحا تهويديا خاصا.
نتنياهو، يعيش مطاردا باتهام علني وصريح، بأنه أكثر من عمل على تعزيز سلطة حماس في قطاع غزة، ودعم انقلابها ماليا بشكل شهري، بالتنسيق مع قطر وعبر جهازه الموساد، كجزء من مشروعه منع قيام دولة فلسطينية، ما يفسر تركيزه المستمر على شعار “القضاء على حماس” (والمعنى هنا حكمها وليس عناصرها).
ومن سياق مجمل تطورات الحرب وأهداف نتنياهو، يمكن الاستنتاج بأنه بفضل خيار موت الرهائن كافة، ليصبح الأمر اتهاما مضافا لمطاردة حماس، بأنها ارتكبت جريمة حرب بقتل رهائن، فيطالب بملاحقتها قانونيا بكل السبل الممكنة، وقطع الطريق على أي دور لها في ترتيبات مستقبل قطاع غزة، بأي مسمى وأي مظهر ستكونه، بما فيه تخليها الكلي عن العمل العسكري والعودة الى ما كانت عليه قبل 1987 كـ” مجمع إسلاموي تعبوي”، أو حزبا على طريقة “أحزاب الاسلام السياسي” المقرة في بعض دول عربية لاعتبارات خاصة.
خيار نتنياهو التفضيلي بموت الرهائن، قد يبدأ الحديث عنه بعد معركة رفح، والتي ستكون المحطة الأخيرة لإعادة احتلال قطاع غزة، والذهاب الى ترتيبات اليوم التالي.
مسألة موت الرهائن يجب أن تكون تحت أعين حركة حماس وقيادتها، التي تتحدث في غالب الأوقات بعيدا عن رؤية جوهر وقائع الحرب العدوانية، ولتضع خطتها الاستباقية قبل تحقيق نتنياهو ما يريده هدفا، فبعدها لا ينفع تبريرا ولا اتهاما.
ملاحظة: قيمة تقرير المراجعة المستقلة للأونروا انه يشكل صفعة مش بس لدولة النازيين الجدد في الكيان..ولكن قبلهم لسي السيد الأمريكاني ووزيرهم اليهودي بلبول..تقرير فضح كل حربهم على جوهر القضية..اللاجئين الفلسطينيين..
تنويه خاص: استقالة رئيس جهاز استخبارات جيش العدو رسالة بدري بدري لنتنياهو…بأن يبدأ يحسس على راسه بعد اليوم التالي للحرب…واللي مش حيكون معالمه حكر على فلسطين بس..في رووس حتطير بخاطرها ام زي ما في بالكم!
لقراءة المقالات كافة..تابعوا موقع الكاتب الخاص