كتب حسن عصفور/ بعد ساعات على اعدام القيادي الأسير خضر عدنان في زنزانته داخل أحد معتقلات دولة الكيان، أعلنت بعض فصائل غزية، بأنها لن تسكت على تلك الجريمة، وستأخذ حقها بالرد عليها، وفقا لما تراه.
وقبل منتصف يوم 2 مايو 2023، نفذت “تهديدها العارم” بإطلاق عددا من “صواريخ” سببت هلعا وخضة وكدمات وجرح عامل أجنبي، في بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، وفتح الإعلام العبري أبوابه تحريضا شاملا، معارضة وموالاة لضرورة رد فعل عسكري موسع، يدفع ثمنه من نفذ وأمر، واعتقد البعض أنه هناك “عدوان” قد يقود لعمل مختلف عما سبق.
توقف الأمر عند قصف مواقع عسكرية لفصائل في القطاع، تركت “شهيدا” وجرحى دون أي تأثير على المشهد العام، وانتهى الأمر بعد ساعات، بأن الرد والرد عليه حقق “ما أريد منه هدفا”، دن تحديد حقيقة ذلك الهدف.
ولكن، بتدقيق بسيط في مسار تلك الساعات “الساخنة”، بأنها كشفت أن الغرض لم يكن أبدا، رد شامل على جريمة اعدام خضر عدنان، وعلها أقل عمليات “الانتقام” أثرا وتأثيرا وقيمة، من غيرها، وخاصة التي حدثت بعد اغتيال القيادي في الجهاد تيسير الجعبري، التي خاضتها بقوة وحيدة، رغم أن حماس أرسلت مسبقا لحكومة “لابيد غانتس” في حينه بأنها ليست طرفا، لكن مدة الرد وقوته كان مختلفا، ما يكشف أن هدف الساعات الأخيرة لم يكن ردا بل شكلا من أشكال “رفع العتب”، وأيضا دون شراكة مع حماس، واكتفت بتأييد الرد الشكلي.
وأكدت، تلك الساعات، أن حكومة نتنياهو، تواصل جوهر سياسة دولة الكيان، في عدم المساس بجوهر “النظام القائم” في قطاع غزة، والمحافظة عليه هو هدف جوهري لخدمة مشروعهم التهويدي، بما يمثله انفصالا، وحرصا خاصا من قبل حماس بأن لا يصاب بضرر جوهري.
وكشفت تلك الساعات من “رد رفع العتب”، أن شعار “وحدة الساحات” الفارسي بجوهره، كشف أنه “خدعة سينمائية” تستخدم كورقة مساومة من بلاد فارس لتحسين معادلة حضورها القادم في المنطقة، وورقة سياسية لفتح باب تفاوض خاص مع أمريكا ودولة الاحتلال، لقطع الطريق على توجيه ضربة قد تشل مشروعها النووي.
وجاء تصريح وزير خارجية بلاد فارس بأن الحل التاريخي للصراع في فلسطين بالذهاب نحو “استفتاء عام” لكل الساكنين فيها، عربا ويهود، خيار لم يكن يوما جزءا من استراتيجية النظام الفارسي، الذي كان مصرا على “إزالة الكيان الصهيوني” من جذروه، وفجأة يتم تغيير جذري لذلك نحو “التعايش الديمقراطي”، كرسالة من نوع خاص للأمريكان واليهود.
أكدت، تلك الساعات غياب أي رؤية موحدة بين “الفصائل”، التي تدعي أنها تشكل “غرفة مشتركة” بينها تقتصر مهمتها بيانات بين حين وآخر، اما تسولا لامتيازات خاصة للحكم القائم، أو بيانات “تشويش” على السلطة الرسمية القائمة في الضفة الغربية.
ومن بين ملامح تلك الساعات، أن المواجهة الشاملة مع دولة الاحتلال، ليست جزءا من “مشروع فصائل الغرفة المشتركة”، وأن خيارها المركزي استخدام “الصواريخ” لتثبيت حضور خاص، في صراع “توازن التمثيل الذاتي”، فيما تستخدمه حماس في صراعها لتعزيز “التمثيل الموازي”، تسارع خطاه قبل حدوث مرحلة سياسية مفاجئة، بعدما وجدت لها “عمق مميز” عن طرف عربي له مصلحة مباشرة في استخدامها لغاية ليست مجهولة.
وتبقى الحقيقة الأسطع من بيان تلك الساعات، أن المواجهة في الضفة الغربية ليست مهمة مركزية لفصائل “الغرفة المشتركة”، وكأن هناك رسالة جديدة وصلت بعدم فتح باب “المواجهات” وتوسيعها، بعد عملية “صاروخ جنوب لبنان الطائش”، بل ذهب بعض أطراف تلك الغرفة بفتح حرب اشاعات ضد أحد رموز جنين والضفة الغربية كفاحيا، والذي أطلقوا عليه “شيخ المناضلين” أبو رعد الخازم، في محاولة جرثومية لكسر وحدة خاصة لم ترق للبعض الطفيلي سياسيا.
“الدردشة الصاروخية المنفردة” بين دولة الكيان وبعض فصائل غزية، فتحت باب حركة الاستغلال السياسي لما هو تعاكسا مع المصلحة الوطنية العامة، وخدمة لمشروع صاحب “وحدة الساحات” الاستغلالي.
ملاحظة: طوشة بن غفير مع الليكود، ستنتهي لصالح “الطفل الإرهابي المعجزة” وسينكسر أنف نتنياهو، لأنه يدرك بدون هذا الطفل طريق الزنزانة سيفتح سريعا..والثمن سيكون الفلسطيني.
تنويه خاص: ما يحدث من “حراك باطني” للنيل من التمثيل الوطني يستحق “حراكا” مختلف جدا عما كان..السهيان والاستخفاف يعني سلامتكم وتعيشوا..وصحتين على “أبو الحصيني” السياسي!