أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن شعار “حل الدولتين” في يونيو 2002، كان الغرض الوحيد له استخدام “شعار وهمي” للوصول الى الخلاص من الزعيم التاريخي المؤسس ياسر عرفات، والذي شكل “عقبة رئيسية” أمام مشروع التهويد المستحدث، خاصة في قيادته للمواجهة الأكبر في تاريخ الصراع مع دولة العدو 2000- 2004.
وأكدت مسار التطورات السياسية منذ يونيو 2002 وحتى تاريخه، أن الولايات المتحدة استخدمت “الشعار” لتسويق المؤامرة الأكبر، ليس بعدم الذهاب لتطبيق ما نادت به، بل كونها كانت القوة الداعمة للمخططات التهويدية، ومنعت فرصة تحقيق “مسار سياسي إيجابي” نحو حل مقبول مع رئيس وزراء دولة الكيان أولمرت عام 2007، وذهبت لتعزيز قواعد تشكيل واقع جديد في الضفة والقدس، بعدما لعبت دورا مركزيا في الانقسام التاريخي للمشهد الفلسطيني منذ يونيو 2007.
أمريكا، وخلال سنوات ما بعد 2005، لعبت دورا جوهريا في تعزيز الاستيطان وحماية تشكيل “فرق إرهابية مسلحة”، وتغيير واقع مكانة الحرم القدسي من خلال اتفاقية “الزمان” ما يسمح لليهود اقتحام المسجد الأقصى “قانونا”، لترسم ملامح التهويد للحرم القدسي واستخدام تعبير تهويدي للمرة الأولى في وثائق أمريكية (الحرم / الهيكل) قبل قرار ترامب الاعتراف بضم القدس.
بعد قيام دولة العدو بشن حرب عدوانية على فلسطين، ومنطقة النار فيها قطاع غزة، وموقف أمريكا المطلق الى جانب الفاشية اليهودية، وتحت مشهد جرائم الحرب وفتح الباب لمحاكمة تاريخية ممكنة في “العدل الدولية”، بدأت تمارس طريق “الضلال السياسي” عبر أنفاق موازية لدعم العدوانية والفاشية، بالحديث عن مسار التفاوض نحو “حل الدولتين”، مستعينة بـ “صديق استعماري عتيق” في صناعة “الفتن السياسية”، لتعود نغمة الحل بلغة مختلفة شكلا.
الكلام المستحدث عن “حل الدولتين” وما أشار له البعض دولة نحو دولتين، بمبادرة كاميرون وتعبته الخارجية الأمريكية، لا يحمل مطلقا “رؤية حقيقية” ولا مضمون سياسي محدد، بل كلاما شعاريا خاليا من عناصر التحديد، ومفترقا كليا عن قرار الأمم المتحدة حول دولة فلسطين.
العودة لاستخدام “شعار تصفية ياسر عرفات” المعروف بـ “حل الدولتين” المستحدث، يبدو أنه الطريق للخلاص من قرار عضوية دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012، وباتت به عضوا مراقبا، كان يجب طلب رفع مكانتها خلال السنوات الأخيرة الى دولة كاملة العضوية، ما يكشف أن الهدف هو “رشوة” الرسمية الفلسطينية بـ “وعد وهمي” بديلا لفعل واقعي.
وبعد تصريحات نتنياهو الأخيرة، بأنه لن يكون هناك سيطرة أمنية غرب نهر الأردن حتى قطاع غزة سوى لدولة الكيان الفاشي، ما يؤكد رفضا مطلقا لدولة فلسطينية، والعمل على إعادة “الوصاية العامة” على القضية الوطنية وكيانها السياسي، يجب أن تعيد طريق الصواب الذي تاه طويلا في نفق الانتظار.
يبدو أن “لقاء الرياض” السداسي العربي، والذي ضم (مصر، السعودية، فلسطين، الأردن، الإمارات وقطر)، وضع بعض أسس متحركة لما يمكن وصفه بـ “تحديث مبادرة السلام العربية”، لها ان تتبلور لتمثل “رؤية سياسية عربية” شاملة، وإزالة الفجوات التي برزت بعد تجاوز “شرطية التطبيع” التي تضمنتها المبادرة القديمة، يكون عامودها المركزي “دولة فلسطينية مقابل دولة الكيان” شرطية الضرورة للسلام السياسي الشامل، والتوقف كليا عن الاستمرار في “نفق حل الدولتين الظلامي”.
دولة فلسطين، بحدودها وفق قرار 19/ 67 لعام 2012 بعاصمتها القدس المحتلة، ليست خاضعة للتفاوض، فيما تكون “قضية اللاجئين” والعلاقات المستقبلية جزءا من عملية تفاوضية، ويمكن فتح مسار خاص لمناقشة “الطريق الرابط” بين جناحي دولة فلسطين، مقابل تبادلية محسوبة وفقا لقواعد لا تمس الاستقلالية الوطنية.
“مبادرة عربية مستحدثة للسلام” وفقا لرؤية دولة مقابل دولة، تتطلب تشكيل إطارا خاصا يضم الجامعة العربية والدولة رئيسة القمة، الى جانب “السداسي العربي”، لتنتقل من “المحدودية” إلى الشمولية، وتصبح قاعدة الحديث عن أي مسار سياسي، وقاعدة انطلاق لقرار مجلس أمن جديد، وفي حال رفضها أمريكيا وإسرائيليا، يمكن الذهاب الى الجمعية العامة ومناقشة عضوية دولة فلسطين الكاملة وفق البند السابع للأمم المتحدة.
رسم رؤية عربية مستحدثة للسلام على قاعدة “دولة مقابل دولة”، وطي صفحة المكذبة السياسية الكبرى “حل الدولتين” يجب أن تجد طريقها للتنفيذ، كسلاح مواجهة محاولة “نفي الفلسطيني” الذي تريده دولة الفاشية اليهودية.
ملاحظة: دولة الفاشية اليهودية التي تعرت أمام البشرية، وخسرت كل لحظة “تعاطف” بعد ساعات 7 أكتوبر الأولى.. صارت تشوف كل العالم بما فيها “الفاتيكان وبعض الأمريكان “عدو لليهود..الصراحة الصراحة ما في عدو لليهود قد هيك تحالف يهودي شاذ عن البشرية.
تنويه خاص: نداء الرئيس محمود عباس لحركة حماس حول مباحثات التبادل لم يكن مصيبا..بعيدا عن “زلات لسانه” في اول الحرب الفاشية، كان الأولى ينادي بلقاء وطني عام تكون فيه حماس.. ويحكي شو ما يحكي ..خاصة ان اللي مش حابب اتفاق معلوم جدا..اسمه نتنياهو مش حماس.