كتب حسن عصفور/ لم يعد هناك الكثير من “أسرار” حرب دولة العدو على قطاع غزة، وهدفها الذي يتجاوز كثيرا حقيقة “رد فعل” على “فعل”، بل هي مقدمة لما سيكون لاحقا.
ولأن الجوهري ضمن أهداف دولة “الفاشية اليهودية” ورئيس حكومتها نتنياهو، ليس الخلاص من حماس حكما وحضورا، بل ما وراء ذلك من رسم ترتيبات فلسطينية لمرحلة ما بعد عباس، أصبح من الضرورة الوطنية أن ينتفض الكل الفلسطيني، رسمية وفصائل للذهاب بعيدا في خلق مشهد جديد، يستبق النتيجة التي يراد لها أن تكون لمستقبل خارج النص الوطني.
بالتأكيد، مقدمات التطور الأخير، لم تحمل مشاهد تعزيزية للحالة الفلسطينية، بل جاءت في زمن ربما هو الأكثر سوداوية، تشتا وتمحورا، بل وتهديدا داخليا ذاتيا، والبحث عن خلق فوضى تخدم مسار المشروع المعادي، ما أربك كل رؤية ممكنة تساهم في كسر ظلامية المشهد العام.
أعلنت حكومة “التحالف الفاشي” حربها الشاملة على قطاع غزة بما فيه وعلى من فيه، دون أي اعتبار لقانون أو أبعاد إنسانية، ترتكب جرائم حربها على الهواء مباشرة، وتتفاخر بما تقوم به، في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الصراع، كونها ضمن تماما أن لا عقاب ولا حساب، بل ربما يصبح الفلسطيني من عليه دفع الثمن، بدلا من متركب المجازر الصريحة.
وأمام المشهد العام، كان فرضا، وبلا تأتأة معتادة في المفاصل الكبرى، العمل على تشكيل خلايا عمل وطنية تتحمل مسؤوليتها إدارة المعركة سياسيا بشكل شمولي ومواجهة الحرب الشاملة التي بدأت ضد الفلسطيني وليس ضد الغزي، وأن كانت أرضها قطاع غزة، فهي ليس سوى مربع يختزن كمية مختلفة من أدوات الفعل الخاص.
تشكيل “خلايا عمل وطنية” للإدارة السياسية، يمكنها أن تكون في 3 مناطق تنطلق من قطاع غزة والضفة وتصل الى بيروت، حيث يمكنها التفاعل الذاتي دون الذهاب كل في طريق، مع القفز، بالحد الأدنى الى أن تتوقف “الغزوة العدوانية اليهودية”.
“خلايا وطنية” لرسم أدوات إدارة المعركة ورسم أهدافها والاستعداد لما بعدها، ووضع ملامح المشهد فلسطينيا قبل أن يتوه في مشاهد فرض غير فلسطينية، تطل برأسها ليس مع يوم 7 أكتوبر 2023، لكنه منذ أن بدأ التخلي موضوعيا عن ربط العمل بإقامة دولة فلسطين وفق قرار 19/ 67 لعام 2012، وأي تسوية مع دولة العدو في إسرائيل، والسماح لها أن تصبح “عنصرا” في جزء من المشهد العربي العام، دون ان تدفع ثمنا ولو جزئيا، مكافأة لمجرم حرب دفع ثمنها ضحية مجرم الحرب، في مفارقة تاريخية نادرة.
“خلايا وطنية” لإدارة المعركة، هي رسالة هامة جدا للشعب الفلسطيني أينما ينتشر ليتفاعل مع تلك الرسالة، وينتفض حيثما يمكنه ذلك، لتشكيل “حزام شعبي ناري” حول رأس حربة المواجهة لـ “الغزوة اليهودية الجديدة”.
“خلايا وطنية” تؤكد لأهل فلسطين فوق أرض فلسطين التاريخية، أن وحدة الأداة هي المقدمة الأولى لهزيمة العدو الفاشي، وأن ما كان سوادا سياسيا بدأ في الانقشاع تدريجيا، نحو بنية تتساوق والمعركة الكبرى.
“خلايا وطنية“، تعلن لكل من تسلل من بين ثغرات الانقسام ليضع خلايا سرطانية في الجسد الفلسطيني، بأن رحلة الشفاء الوطني بدأت، ولن تستمر جرثومة النكبة الثالثة.
“خلايا وطنية” هو خيار الضرورة الذي لا يجب له أن يتأخر، لو حقا أن المسميات تعتبر ذاتها وطنية.. رسالة يجب أن تدق باب الرئيس محمود عباس بأنه لا يمتلك ترف التفكير أكثر..قلها وليكن ما يكون فلن تكون خالدا في ذاكرة شعب بالتردد بل ستكون نقيضه تماما.
ملاحظة: تصريحات الرئيس المصري حول أن ما يجري له أبعاد تتعلق بأمن المنطقة واستقرارها رسالة أهميتها تتخطى حدود جغرافيتها…وان الخطر ليس على الفلسطيني وحده بل على من يعتقد واهما بأنه في “المنأى السليم”..هل من يدرك…أم هم في سبات عميق..
تنويه خاص: تخيلوا ممثلة الأفلام الإباحية خليفة، قررت تعلن موقفا ضد الغزوة العدوانية على فلسطين، فخسرت عملها الذي يدر لها ثروة خيالية…لم تصب برعب بل قالت أنها لن تندم بعدما اكتشفت أن من تعمل معهم “صهاينة”..بتصدقوا أنها أشرف جدا من بعض حكام يسمون عربا!