سنة على تجميد “القوة الناعمة” الفلسطينية..مقابل “سراب”!

أحدث المقالات

حركة “أصبع” أمريكية تهين “الرسميات العربية”

أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أقر مجلس الأمن قرار 2735،...

زيارة نتنياهو الاستعراضية إلى غزة..رسالة استيطانية لليوم التالي

أمد/ كتب حسن عصفور/ قام رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو،...

حماس بين “صفقة التهدئة و “صفقة المقر الآمن”!

أمد/ كتب حسن عصفور/ عادت الأجهزة الأمنية في دولة الكيان...

صمت عباس على “الهاكابية”..هل من “وعد ترامب”؟!

أمد/ كتب حسن عصفور/ ربما اعتبر الكثيرون، ساسة وإعلام، بأن...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

يا أبو الخل خلل هالكلام أحسنلك..

تنويه خاص: تصريحات الحمساوي خليل الحية كانت حكي شاطي...

يا سلام لو بوتين دعس الزر الحمر..

ملاحظة: مع أول همهمة روسية هرولت أمريكا لإغلاق سفارتها...

الله لا يصبحكم بخير وطبعا ولا يمسيكم به

تنويه خاص: من أطرف منتجات إعلام "رسمية عباس"، قال...

تيجوا ندعي عليهم..يمكن مرة بالغلط تزبط

ملاحظة: شو تحكي لما تسمع حاكم من بلاد الاشقداء...

الموت بردا مش قدر فاشي

تنويه خاص: من باب تذكير "أولي الأمر" في بقايا...

كتب حسن عصفور/ لا زال تصفيق أعضاء الأمم المتحدة في مقرها العام بنيويورك يصدح في آذان كل وطني فلسطيني، بعد أن أعلنت رئاسة الجمعية عن نجاح فلسطين في حصولها على 138 صوتا واصبحت بذلك “دولة فلسطين” عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، وارتفع علمها على سارية الأعلام في مدخل المقر، “لحظة تاريخية” لن يمحوها اي شكل من اشكال “الخذلان السياسي” الذي تلى ذلك “النصر التاريخي” والسابقة الأولى في مسار الشعب نحو اقامة دولته الوطنية، بعد مؤامرات تواصلت عشرات السنين لشطبه من الخارطة السياسية، أرضا وشعبا وهوية، لحظة لم تقتصر على فرح طفولي صاحبته دموع لشعب انتظر تلك اللحظة طويلا، بل على أمل باستكمال مسار ذلك الانتصار نحو ما تستحق “دولة فلسطين” من اضافة عناصر تشكل “قوة ناعمة” بيدها في الحرب مع دولة الاحتلال..

ولكن، مضت الايام لتسير خلافا لكل المنتظر وطنيا، وبعد عام وجد شعب فلسطين أن “امله الوطني” قد تم حصاره لصالح مسار وهمي، انتج مزيدا من المصائب والكوارث السياسية وأعاق الانطلاقة التي كانت متوقعة لدولة فلسطين، وكي لا يتهم البعض أن ما يقال ليس سوى حملة تجن على مواقف الرئيس محمود عباس وحركة فتح، وكلاهما الغى تعبير “القيادة الرسمية” خلال العام المنصر من أجل الاستجابة للرغبة الأميركية بالعودة للمفاوضات دون أي ضمانات جادة وجدية، ويمكن القول أنها عودة بلا ثمن..فالأفضل استخدام ما يقوله “اهل البيت العباسي السياسي” ومنهم د.صائب عريقات، كبير مفاوضي فتح، والذي تحول الى مسير تفاوضي بعد تقديم استقالته، التي لم تنشر اسبابها بشكل رسمي، ولكن قيل عنها ما لا يمكن اعتباره محلا للإستشهاد بها، الا أن تصريحات د.عريقات يوم الجمعة الموافق 29 نوفمبر 2013، في القدس المحتلة وأمام بعض الديبلوماسيين، دليلا يسترشد به..

د.عريقات يعترف بأنه “شخصيا” كان وراء الصفقة بتجميد قرار انضمام فلسطين الى 63 منظمة ومعاهدة دولية مقابل صفقة الإفراج عن الأسرى المائة وأربعة، أفرج نصفهم خلال الأشهر الماضية..ولكن الأهم هو اعترافه بما يلي: ” خلال هذه المدة ارتكبت الحكومة الاسرائيلية اعتداءات عنيفة، حيث قتلت 23 فلسطينيا بدم بارد وقامت ببناء 5992 وحدة استيطانية، اي ثلاثة اضعاف النمو الطبيعي في نيويورك، اضافة الى طرح قوانين تقضي بتقسيم المسجد الاقصى المبارك وهدم 159 بيت ومنشأة، وبالتالي هناك مخطط لمنع المفاوض الفلسطيني والسلطة الوطنية من الاستمرار في المفاوضات”…كلام واضح وصريح، رغم أنه تغاضى عن ذكر حقائق استيطانية وتهودية أخرى، وما قدمه الفريق المفاوض من “تنازل جوهري” بالقبول على التفاوض على ما اقرته الأمم المتحدة، وتجنب الاشارة الى حصار قطاع غزة، الا أن ما قاله كافيا لتقييم تلك الكارثة التي ذهبت لها فتح والرئيس عباس..

والسؤال الذي يجب أن يكون هاجس فتح ورئيسها، هل لازال ضروريا الاستمرار بتلك “الصفقة الخاسرة”، وهم على يقين تام بأن ما تبقى من زمن “الصفقة المعيبة” سيزيد من حجم ونوعية المصائب على شعب فلسطين وقضيته، وستحرمه من “قوته الناعمة” التي باتت أحد الاسلحة الهامة التي يملك، وقد تفوق كل اسلحة أخرى، لو تم توازي استخدامها مع تحرك شعبي سلمي شامل ضد دولة الاحتلال وسياستها..

فـ”القوة الناعمة” المصادرة منذ عام تتيح لفلسطين أن تصبح وفورا عضوا كامل العضوية في 16 منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، مما يكسبها بعدا سياسيا وقانونيا يقطع الطريق على دولة الاحتلال بتغيير طابع أرض “دولة فلسطين” المعترف بها، الى جانب عشرات المعاهدات والمؤسسات الدولية التي يمكنها أن تكون أداة سياسية في يد القيادة الفلسطينية في مواجهة حكومة دولة الكيان المحتل، وبالتأكيد فالأبرز هو الانضمام لمعاهدة روما وما تفتحه من طريق نحو عضوية “المحكمة الجنائية الدولية، المحكمة التي ستكون ساحة مطاردة سياسية وقانونية لكل الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل منذ نشأتها فوق أرض “فلسطين التاريخية”، وما نتج عن ذلك من تهجير مئات ألوف من أهلها، ثم سرقة نصف الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية في قرار التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، وما تلاها من ارتكاب “جرائم حرب” مسجلة منذ دير ياسين وحتى مجازر غزة الأخيرة..ومعها جرائم سرقة الأرض، الاستيطان” وباتت تعتبر قانونا “جرائم حرب”، وهي كافية لأن تتحول دولة الكيان وقادتها وحكومتها مطلوبين للعدالة الدولية، فما بالك لو اضيف لها ملف كل جرائم الاغتيال والقتل لمئات ألوف من أبناء شعب فلسطين، وابرزها جريمة اغتيال القائد المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة وأول رئيس لدولة فلسطين الخالد ياسر عرفات.. جرائم حرب كافية لأن تعتقل “دولة فلسطين” ليس قادة الاحتلال فحسب بل “دولة الكيان” ذاتها..

المسألة ليست بحثا عن “مناكفة” أو “تسجيل نقاط” على هذا أو ذاك، بل هي القاء ضوء على ما يجب أن يكون بعد أن اتضح جليا للقاصي والداني أن الاستمرار بالتفاوض الراهن ليس سوى “سراب ووهم”، والحاق خسائر لا حصر لها بالقضية الوطنية، وأن الشعب الفلسطينية وقيادته يملك من “القوة الناعمة والخشنة” ما يمكنها أن يقلب المعادلة السياسية القائمة راسا على عقب، وأن يجعل الاحتلال مصيبة كبرى وليس “نعمة وهبة” للحركة الصهيونية وداعميها..

دائما هناك فرصة للإنطلاق، شرط أن يكون هناك رغبة وارادة لها..والبداية من اعلان رسمي بتعليق المفاوضات، واعلان “دولة فلسطين” كدولة تحت الاحتلال بكل ما يتطلبه ذلك من مسؤولية دولية لتحريرها، واعلان حكومة  الدولة المؤقتة وبرلمانها الانتقالي وتحديد موعد لعقد “مؤتمر وطني عام” لانهاء كل مظاهر الانقسام وفقا لم تم التوافق عليه في ضوء الاعلان الجديد لدولة فلسطين..خطوات لها أن تشكل قفزة ثورية على طريق المضي لتحقيق أهداف الشعب وتقطع الطريق على “المؤامرات”، ودونها سيكون المضي بغير ذلك مشاركة عملية في “المؤامرات” ضد الشعب وقضيته الوطنية!

ملاحظة: كيف يمكن أن يفهم الانسان استقبال رئيس حركة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية للناشط المعارض طلال الشريف بود وبرسالة ايضا، ثم تصدر أجهزته الأمنية قرارا لمحاكمته بتهم ساذجة وسخيفة ايضا.. اي حركة واي قيادة هذه!

تنويه خاص: لا زال رفض وعداء نتنياهو مستمرا ضد اتفاق ايران مع الدول الكبرى.. السبب الحقيقي لكل ذلك هو أن الاتفاق سيجرد دولة الكيان من استخدام “الفزاعة النووية” ومخاطرها..الاتفاق تعرية للكذب والخديعة!

spot_img

مقالات ذات صلة