أمد/ كتب حسن عصفور/ سجل يوم 27 يناير 2025 مشهدا غزيا خاصا، مع عودة عشرات آلاف من الذين “شردوا إكراها” من بيوتهم شمالا نحو “الخلاء “جنوبا، خلال الحرب العدوانية ضد قطاع غزة، مشهد تعامل الغالبية معه كتعبير عن “إرادة التحدي” والتمسك بالبقاء”، وذهب من لا يعرف واقع الإبادة وما أحدثته دمارا بالتغزل بما رآه، ضمن “العاطفة” التي سادت دون أن يكون لها “ترجمة فعل يمنع ما راه “طوفان البقاء” الإكراهي.
مشهد عودة النازحين، منتظرين إشارة العدو للعبور، سيبقى خالدا في “الذاكرة الوطنية” بملامح ودلالات مختلفة، بعيدا عن “الاحتفالية الغنائية” لمن هم خارج قطاع غزة، فما أن تنتهي مسافة “طريق العبور” حيث العودة لما كان قبل يوم النكبة الكبرى، ستبدأ رحلة التيه الجديد، بحثا عما يشبه الحياة الإنسانية.
افترقت غايات تناول وسائل الإعلام مع “مشهد العبور الكبير”، وفقا لحساباتها الخاصة، بعضها لغايات تضليل دور محدد، واستكمالا لما بدأته في تعزيز “الإبادة السياسية” الفلسطينية منذ يناير 2006 وحتى يناير 2025، وضمن اتفاق إعادة “تأهيل حماس”، ووسائل أخرى تبحث رفع سقف “الغريزة العاطفية” تعويضا عن نقص “الفعل الكفاحي” لمواجهة فعل الإبادة الجماعي، وبعضها حبا صادقا لفلسطين وكراهية لعدوها، كنها بلا حول ولا قوة.
مع عودة ما يقارب الـ 300 ألف نازح داخلي، 90 % منهم بلا سكن ولا مكان، لا مقرا ولا مستقر لهم، لن تنفعهم كثيرا في مواجهة “العراء المستجد” حملة “طوفان الكلام”، التي سيطرت على المشهد الإعلامي العام، وغرقت حركة حماس بها اعتقادا بأن ذلك “أقصر الطرق” لحرف مسار الحقيقة القائمة، بما كان نتائج لا تقبل أبدا شعارات وهمية ووعود فارغة، واستبدال الحاجة للبقاء الإنساني بكلمات الوهم والفراغ.
تذكيرا، لقد أعلنت حماس بعد ساعات من اتفاق عودة النازحين، بأنها وفرت لهم ما أسمته “النقل الكريم”، بما يحفظ بعض كرامة أطفال ونساء من السير على الأقدام مسافة لبعض كيلو مترات، ولكن ما كان استبدال “النقل الكريم” بالمشي المهين، والإشارة لتلك الواقعة كي لا يتم استبدال ما يفرح الناس بكلام جعجعة فارغة.
ولأن حركة حماس، تصر على القول إن حكومة العدو فشلت في النيل منها، وكأن كل ما أصاب قطاع غزة خرابا ودمارا لا قيمة له مقابل المشهد الاستعراضي المسلح، عليها وضمن نظريتها وإعلام الضلال العام، بأن توفر للعائدين “سكنا” كي يعزز لديهم نظرية التحدي والبقاء ورفض التهجير.
مطلوب من حركة حماس، دون غيرها، أن تنتقل من مهرجانات “طوفان النصر” إلى العمل نحو “طوفان الخيم”، باعتبارها الرمز الجديد لـ “كرامة الغزي”، فمن يملك خيمة كمن يملك “قصرا في عواصم الثراء المطلق”، كونها باتت هي المستقر الذي يمثل “جدار الوقاية الإنسانية”.
انتقال حماس من حركة الاستعراض الاحتفالي التي تحاول نشرها كمشهد غزي، إلى مواجهة الحقيقة فيما هو نكبة كاملة الأركان تتطلب توفير الحد الأدنى من مستلزمات البقاء، خاصة وتصريح ترامب التطهيري ليس ثرثرة سياسية، بل هو مشروع فعلي كجزء من “أهداف حرب أكتوبر التدميرية”، نحو مشروع “غزة الجديدة” بناءا وسكانا وملامح، تفقد كثيرا مما كان بها ما قبل 7 أكتوبر، وإزالة كل بعد رمزي عاش معها.
وقف مهرجانات الضلال تحت مسمى “طوفان النصر”، والذهاب نحو العمل الكلي على توفير “طوفان الخيم”، والانتقال من “الفرح الغبي” إلى الصراخ الكارثي، أصبح خيار الضرورة الوطنية، لو حقا يراد مواجهة المشروع التطهيري القادم.
الاستمرار في نفق اللغة المتخشبة حول “البعد الانتصاري الاستعراضي”، هو الوجه الآخر لتعميق الكارثة الإنسانية التي يعيشها من يفترض بهم حماية بقايا قطاع غزة.
ملاحظة: السناتور الأمريكياني ساندرز يستحق من كل فلسطيني شكر خاص..مش لانه بس راس حربة كونغرسية ضد حرب الفاشية اليهودية..لكنه كسر أطواقهم ونطقها كيهودي عرف معنى الإبادة والتطهير من النازيين القدما..الغريب انه الرئيس عباس نازل توزيع أوسمة وناسيه… بيرني بيستحقها يا حج محمود..حلحلها ..
تنويه خاص: صحيح بعد ما عادت شرطة حماس للشغل وقواتها استعرضت زيها وسلاحها..هاي البنوك ناوية ترجع تشتغل..معقول الحركة ترجع شي 50 مليون دولار قالت أنها أخدتها كوديعة لما تخلص الحرب..وهاي الحرب وقفت..رجعوا الفلوس قبل ما الناس تقول عنكم حرامية..وبلاش غطرشة..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص