لم تتنازل المنظومة الدولية عن حقوقها القانونية – السياسية في مطاردة “النازية”، التي كانت وما فعلت، ونتوءاتها التي تبرز بين حين وآخر، وبمسميات وأشكال مختلفة، بل بدأت بعض أطراف كيانية حزبية ترتدي ذات البعد الفكري دون ممارسة فعلية في المشاركة بالنظام الغربي.
وللعام الثاني من احتفالات البشرية بالانتصار التاريخي على النازية، تشهد فلسطين التاريخية النمو الجديد للفاشية المعاصرة بيد حكومة يهودية بقيادة نتنياهو، ارتكبت من حروب الإبادة وجرائم الحرب، عمليات الاقتلاع السكاني، وبناء نظام فصل عنصري، ما لم ترتكبه دولة منذ العام 1945، نهاية النازية القديمة.
هزيمة النازية في ألمانيا، والانتقام الأممي من نظام مثل الحلقة الأخطر على البشرية، كان الاعتقاد بأنه سيكون درسا لمحاصرة المظاهر التي انجبت ذلك النظام، وسمحت له بالنمو، ليدفع العام لحرب تدميرية شاملة، ولكن كل ما كان أخطارا، يعاد انتاجه بأشكال معاصرة، وبمظاهر أكثر عدوانية وخطورة في بعض ملامحها وجوانبها من القديمة.
الذهاب للمقارنات بين الفاشية اليهودية المعاصرة والنازية الألمانية القديمة، يجد مساحات واسعة من “التماثل”، بل و”التطابق” متعدد الأوجه، في القتل والإبادة والسلوك العنصري، وعمليات التطهير الواسعة، وإنكار شعب بكاملة، والعمل على إذابته وطرده جمعيا وفرديا، وخلال 580 يوم قتلت قياسا بالزمن والمساحة الجغرافية أضعافا ما ارتكبته “شقيقتها القديمة”.
المفارقة الأبرز التي تشكلها الفاشية اليهودية المعاصرة عن النازية الألمانية، أنها لم تكتف بـ “ادلجة تفوق العرق الآري” الذي شكل منظومة فكرية للجرائم الأشمل، لكنها استخدمت المبدأ وحولته لممارسة عملية، جسدتها في تكريس بناء نظام فصل عنصري كامل، مترافق مع عمليات اقتلاع شعب من أرضه، وترحيل وتهجير، وإذابة ملامح “الكيانية الوجودية” مع عمليات إنكار لوجوده ككتلة بشرية وهوية إنسانية.
الفاشية اليهودية المعاصرة، رغم بداية وعي المنظومة الدولية بخطرها على النظام العالمي، وليس في فلسطين وحدها، لكنها لم تذهب بعد لتشكيل تحالف دولي يقطع الطريق على خطرها المتصاعد، وهو ما أعلنه رئيس حكومتها نتنياهو، والذي بات يلقب بـ “نتلر”، تماثلا مع قائد النازية القديمة هتلر، حيث أعلن يوم 9 أكتوبر 2023، ويكررها بشكل دائم، انهم ذاهبون لتغيير الشرق الأوسط، وفقا لمصالحهم.
حديث “نتلر” المعاصر بدأ يجد طريقه بشكل دوري، تحت غطاء أن دولة الفاشية اليهودية تحارب على 7 جبهات، ولن يسمح لها بالهزيمة ولذا عليها مواصلة العمل العسكري.
والمسألة التي لا يجب أن يتم تجاوزها، ورغم نسبتها الضئيلة، أو غير المؤثرة راهنا، أن هناك من اليهود بدأوا يدركون خطر الفاشية النامية على كيانهم ومستقبلهم، ويعلنون بأن حكومة نتنياهو تشكل خطرا على اليهود إلى جانب أنها خطر على الآخرين، ويعيدون للذاكرة الإنسانية القوى الألمانية التي رفضت الهتلرية، ودفعت ثمنا، وهو ما يحدث راهنا مع نسبة ضئيلة من اليهود في فلسطين التاريخية أو في دول أخرى ومنها أمريكا، يصرخون لإنقاذ البشرية وكيانهم ومستقبلهم من الحكومة النتلرية.
في ذكرى النصر على الفاشية، تحتاج فلسطين، أن تطرق باب الحديد على رأس الفاشية اليهودية، وتبرز جوهرها التماثلي مع النازية الألمانية، بل أنها باتت خطرا أعظم على الإنسانية والعالم مما مثلته القديمة.
ملاحظة: حكومة رام الله كسرت “الجرة” وقالت خلاص بدهاش سكووت..وبعد ما أخدت كل حبوب “الشجاعة” حكت أنه غزة “منطقة مجاعة”..كلام كبير خالص.. هاي الحكومة بعد 580 يوم من حرب مالهاش عرفت..طيب وبعدين شو..ما شفنا شي عملته..الخوف تكون كلمتين لتمشي خطة “سي السيد الأمريكاني”..مع هيك ناس البراءة مالهاش معاش..
تنويه خاص: أول مرة من بداية حرب الإبادة ضد فلسطين..تظاهر يهود وفلسطينيين مع بعض..مؤتمر في القدس ضد الحرب ومع السلام..صحيح العدد مش كبير شي 5 آلاف ..لكن بعض اليهود تمردوا للمشاركة مع الفلسطيني..وبعض الفلسطيني تجاوب مع التمرد..خطوة لو تواصلت يمكن أثرها يكون أعلى قيمة من فصائل النكبة اللي بترطن في فلسطين..كملوا..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص