أمد/ كتب حسن عصفور/ في ظل “حرب الإبادة” التي قادتها أمريكا ضد وكالة الأونروا، وبعد أيام من قرار “محكمة العدل الدولية”، أقدم جيش دولة الفاشية اليهودية على ارتكاب واحدة من جرائم العصر، عندما تسلل بطريقة “الجبن الأمني” الى داخل مشفى ابن سيناء في مدينة جنين فجر يوم الثلاثاء 30 يناير 2023، ليغتال 3 شبان بينم الطفل المشلول باسل غزاوي المصاب منذ شهر أكتوبر، ومعه شقيقة المرافق الدائم محمد ورفيقهم الوطني محمد.
جريمة حرب ليس بإعدام طفل وشبان يرقدون على سرير مريض، لكنها جريمة لا هدف لها سوى القتل والقتل فقط، كون الثلاثة وخاصة باسل لا يوجد ما يمكن استخدامه ذريعة للقيام بتلك الجريمة التي تضاف لسجل جرائم دولة الفاشية.
جريمة اعدام الطفل المشلول باسل غزاوي، استخدمها وزير جيش الفاشية المعاصرة غالانت، ركيزة التحالف الأمريكي المرتقب بعد حكم نتنياهو، كرسالة سياسية لليوم التالي بعد حرب غزة، بكلام لا يحتاج أبدا تفسيرا وشرحا أو توضيحا، قالها بلغة مباشرة دقيقة، بأن دولة الكيان ستسيطر على قطاع غزة عسكريا، كما هو الحال بالضفة مستخدما نموذج “اعدام الطفل المشلول باسل” كنموذج الحكم المراد له أن يكون.
بالتأكيد، وقبل كل شي يجب أن تكون تصريحات غالانت، بيد الفريق القانوني المتابع لقرار محكمة العدل الدولية، كون جريمة حرب جنين “النموذج الذي سيكون”، وتلك مسألة تعزيزية لا بد من الاستفادة منها، بصفته السياسية والتنفيذية في آن.
رسالة غالانت، هي رد قاطع على كل مزاعم الولايات المتحدة، بأنها ضد احتلال قطاع غزة، أو تقليص مساحته، كما يروج البعض وفقا لتصريحات عضو مجلس الحرب “الوزير اليهودي الصهيوني” الأمريكي بلينكن، واللاءات التي قالها نوفمبر 2023 بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث أكد الوزير المفضل أمريكيا، أن قطاع غزة سيعود حكما تحت الاحتلال، بشكل متحرك، أو ما يمكن تسميته “احتلال الهاتف النقال”…
المفارقة، ان غالانت اختار تحديد جوهر رسالته مع “لقاء باريس” الأمني لبحث “صفقة ما”، تؤكد الرؤية السياسية الحقيقة لتفكير دولة الكيان فيما سيكون، بعيدا عن مسار “الهدن المتقطعة” الى حين تحقيق “الرغبة الأمريكية” في “تحرير رهائن” يمثلون صداعا جانبيا، مع الصداع العام الذي بدأ ينشتر كراهية للبيت الأبيض وفريق إدارة “حرب الإبادة الجماعية” الخماسي.
إعادة استنساخ “نموذج الاحتلال” في الضفة الغربية على قطاع غزة، هو الإطار الرئيسي لمخطط دولة الكيان لما يعرف بـ “اليوم التالي” لحرب غزة، أدوات مدنية تخدم الحكم الاحتلالي دون أن يدفع ثمنا، في معادلة فريدة وشاذة لمشهد كان سائرا نحو الاستقلال الوطني، بعد وضع حجر الأساس 4 مايو 1994.
وبدلا من حالة رفض وإدانة اعدام الطفل المشلول، وكذا تصريحات إعادة احتلال قطاع غزة بطريقة “تيك تاك”، اعتبرت أمريكا بأن جريمة جنين ضد الفتية الثلاثة جزء من “حق الردع”، فيما مررت تصريحات غالانت بأن دولة الكيان لن تحكم قطاع غزة مدنيا…وتجاهلت كليا جوهر الاحتلال المراد الذهاب إليه.
أمريكا ودولة الفاشية اليهودية، وبعض أطراف أخرى تعمل على اغراق “المشهد الفلسطيني” بجزئيات تربك تفكيره الاستراتيجي، ليبقى أسير الضغط اليومي، مع تنامي الإرهاب اليومي قصفا وتدميرا في قطاع غزة وبعضا في الضفة والقدس.
جوهر معركة اليوم التالي بدأ عمليا، بوضع إطار إعادة احتلال قطاع غزة بشكل مستحدث، وتعزيز فصله الكياني بحماية جيش الكيان، ما يتطلب رؤية فلسطينية رسمية تنطلق مما سيكون وليس مما كان، ترى المشهد العام بكل مكوناته، دون الغرق في تفاصيل تختلقها أمريكا وحلفها المتحرك لكسر العمود الفقري للكيانية الفلسطينية العامة، وقبر الدولة الفلسطينية مع مقابر مجهولة المسمى.
تقاعس الرسمية الفلسطينية عن الحراك لمواجهة ما سيكون، قد يفرض شكلا جديدا من حراك لحماية “بقايا الوطنية الفلسطينية” من فعل تهويدي يسير دون انتظار بلادة البعض السياسي.
ملاحظة: مع أول زمجرة أمريكية، سارعت أحد أدوات بلاد فارس داخل العراق، بالإعلان انها وقفت قصف مواقع جيش الأمريكان..وقال بدهم يلاقوا طريقة تانية للوقوف مع غزة..على أساس عملياتهم كانت عشانها..بس حلوة الطريقة الفارسية للتبديل والتغيير.
تنويه خاص: أول خطوات “إصلاح” الحكومة الفلسطينية الجديدة، صار لدينا وظيفة جديدة اسمها “نجل فخامة الرئيس”.. مارس مهامه بلقاء ملك البحرين وبدون ما يكون السفير معاه..معقول هالسفير يحمل شنطته ويروح..بدها لحظة كرامة يمكن تحرك محيط المقاطعة المتجمد.