كتب حسن عصفور/ منذ أن بدأ انقشاع غبار “مفاجأة الدخول” من مسلحين فلسطينيين الى بلدات إسرائيلية، وما كشفته من “فضيحة ستبقى ضمن أرشيف دولة الفاشية والعدوان”، أي كانت نتيجة الحرب التي تتسع عدوانيتها، سراع الرئيس الأمريكي الى دعم حكومة نتنياهو بـ 8 مليار دولار وإرسال حاملة طائرات وأسلحة متطورة، وقاد بشخصه ووزير خارجيته اليهودي بلينكن، حملة ترهيب لمن يقف ضد الغزوة اليهودية، ومن يؤيد شعب فلسطين، وعمل على حشد أوسع حركة تأييد حكومي من دول الغرب الاستعماري لصالح دولة الكيان، وتهديد السلطة الرسمية في فلسطين بتعليق مساعدات عنها.
ومع “الفزعة الأمريكية” بقيادة بايدن خرج المهاجر البريطاني سوناك ليظهر حنينه الى زمن الاستعمار الاحتلالي القديم، وكشف وجها فاشيا بحملة واسعة لتشكيل “جدار تأييد” للعدوانية التي تنفذها حكومة “الفاشية اليهودية” برئاسة نتنياهو، متجاوزين ما يمثله هو وتحالفه من خطر على اليهود قبل الفلسطينيين، حسب ما قاله غالبية سكان دولة الكيان وغالبية من أنصارها في بلاد الغرب بينها أمريكا.
قمة النفاق السياسي ليس في محاولة الهروب من جرائم الحرب التي نفذتها دولة الكيان الفاشي ضد شعب فلسطين، منذ 1948 حتى تاريخه، بل في أنهم تجاوزا كليا عما يمثله وجود “تحالف” وصف من غالبية يهود العالم بأنه الخطر الكبير على دولة إسرائيل، كلام قاله كبار صحفيين عالميين من اليهود، وغالبية إسرائيلية تتظاهر منذ ما يقارب 40 أسبوعا، فمن يكون بتلك المواصفات مع يهود، كيف يمكنه أن يكون مع شعب فلسطين الذي تحتل أرضه المحددة وفقا لقرار الشرعية الدولية.
“الفزعة الغربية” للدول الاستعمارية، قديمه وحديثه وسايبره، هي الرسالة الأهم التي تكشف أن الحديث لمثل هذه الأنظمة فيما يتعلق بالحقوق والديمقراطية له مواصفات خاصة، لا تصل الى شعب فلسطين، رغم كل النفاق الذي كان يقال بين حين وآخر، وهي صفعة كبرى للرسمية الفلسطينية التي وضعت كل ما لها رهنا للرضا الأمريكي الغربي.
“الفزعة الغربية” لدول الاستعمار بكل مظاهره، رسالة مباشرة الى الرسميات العربية من محيط لم يهدر بعد، الى خليج فقد كل ما به روحا ثورية و”عذرية قومية”، أن الحدث والعدوان لا يقف عند حدود ” العاطفة السياسية”، بل انتقلت فورا لدعم حكومة التحالف الفاشي، ودون تدقيق فيما ترتكب من جرائم حرب، دعما ماليا ماديا وكلاميا، بل حملة سياسية بطابع عسكري، فيما لا تزال “الرسميات العربية” تتشاور فيما بينها هاتفيا، مشاورات كل ما خرج منها وعنها، أن الزعيم الفلاني اتصل بالزعيم التاني، دون أن تجد جملة مفيدة واحدة، تكون قوة فعل وليس قوة انهاك لطاقة المواجهة مع العدو.
“الفزعة الغربية” لدول الاستعمار بكل مظاهره، لم تنتظر “بروتكولات” التأييد والدعم اللغوي، بل سارعت بفعل الفعل مرفقا بفعل الكلام، حملة متسقة منسقة، فيما تبحث “الرسمية العربية” عما يمكنها أن تكون خبرا في المشهد، وليس خبرا لتغيير مسار المشهد.
“الفزعة الغربية” لم تدقق كثيرا في مجازر دولة الكيان ضد الشعب الفلسطيني، ولا جرائم حرب ليست قديما ولكنها ترتكب على الهواء مباشرة، بل يخرج رأس التحالف الفاشي نتنياهو، لفيتخر بأنه يقوم بذلك، ويصل الى قمة “الاستخراء” بالمشهد العربي، عندما يقوم “منتج الداعشية” بربط شعب فلسطين بالداعشي…مسألة لم تكن يوما ممكنة سوى فيمن هو منتج فاشي بامتياز.
“الفزعة الغربية” لنصرة “الفاشية اليهودية” وحكومتها برئاسة نتنياهو، هي صفعة متعددة المظاهر للرسمية العربية “المؤدبة جدا” في استخدام كلماتها حول دولة الكيان، بل أن من بينها من كتب وقال عارا بحزنه على من سقط قتيلا من سكانها.
“الفزعة الغربية” لدعم “الفاشية اليهودية” لارتكاب مزيدا من جرائم حرب ضد أهل قطاع غزة صفعة مركبة للرسمية الفلسطينية، المفترض أنها “ممثل شرعي وحيد”، لكنها تقف وكأنها باتت “هلال أحمر” ترسل بعض أدوية وأطعمة، وتتناسى ان لديها كم من الأسلحة السياسية والقوة الناعمة ما له ان يغير مشهد المعادلة جذريا.
“الفزعة الغربية” لدول الاستعمار القديم والحديث، “جدار واقي” مسبق لحماية دولة الفاشية اليهودية” مما سيكون مصيرا لجرائم حرب ترتكبها على الهواء وتفتخر بها حكومتها…فهل تستفز بعضا من “بقايا نخوة قومية”…تلك هي المسألة!
ملاحظة: للرئيس محمود عباس..الا يستحق أهل فلسطين وخاصة أبناء القطاع، اللي احتضنك بعد عودتك المتاخرة كلمة يتذكرون أنك رئيسهم..صحيح اتصالك هاتفيا بشخص خارج التغطية الكفاحية هاي بذاتها إهانة لمن يقف رافعا قبضة ورأسه متحديا..تذكر انه الناس ممكن تنسى بس التاريخ عمره ما بيسنى..خلي هالحكي “حلقة في دانك”!
تنويه خاص: كم هو غريب ان بعض دول الغرب الاستعماري تشهد مظاهرات دعم لفلسطين..ولا هزة رجلين في كل بلاد العرب..هز اللسان دون حركة أقدام اسمه استهبال.