كتب حسن عصفور/ أصبح يوم 7 أكتوبر 2023، يوما خاصا في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وما رافقه من مشاهد لم يكن لها سابقا، بعيدا عما رافقها من أسئلة مفتوحة لم تغلق بعد، لكنه سيطر بالكامل على الحضور الإعلامي، وأزاح غيره بما فيها العملية العسكرية في أوكرانيا.
المفاجأة التي لم تنته بعد، دعت أمريكا ورئيسها بايدن ليتدخل بشكل مباشر لصالح دولة الاحتلال، مانحا لها الغطاء لارتكاب من جرائم الحرب ما تراه مناسبا، تحت ستار الاختراق الأول، موقف كان يجب أ يصبح جرس إنذار مبكر لما سيكون من أفعال تنفذها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة.
الموقف الأمريكي، لم يكتف بتشكيل غطاء أمني – سياسي لما ستقوم به دولة الكيان، بل ذهب لتحذير كل من يقف ضد ما ستقوم به حكومة التحالف الفاشي من مجازر بدأت بتدمير أبراج وعمارات سكنية دون أي اعتبار لقانون، بعدما نالت “الضوء الأخضر الأمريكي”، سارعت دول أوربية لتقف في ذات الخندق الترهيبي العام.
مبكرا، وقبل الذهاب في الحديث عما سيكون ما بعد الحرب، يجب العمل نحو تغيير مسار المعركة بشكل مختلف، وألا تبقى أسيرة المشهد الواحد، ومتابعته بين فخر خاص أو عاطفة تكسر كثيرا من “حدود التفكير”، خاصة مع كبت مخزون دام طويلا لرؤية مشهد ذل لجنود وسكان من دولة الاحتلال، منحت غالبية أهل فلسطين والمنطقة “فرحا ونشوة” بحكم حدوثها.
ولقطع الطريق على تطورات غير محسوبة، والانتقال من حالة الى مرحلة “تدفيع الثمن” لفعل فلسطيني خاص، بات من الضرورة الوطنية الكبرى الذهاب لكسر كل الروتين السياسي – الميداني التقليدي، السائد من زمن دون أن يكسر بلادة الانتظار.
ويقفز مباشرة موقف الرسمية الفلسطينية الى رأس المشهد، بصفتها التمثيلية لشعب دون تقسيم حزبي، ولذا عليها فورا:
*تعليق كل الاتصالات الأمنية مع دولة العدو، وأن يعلن بشكل صريح، ولا يتم الحديث عنه “وتوتة” بين هذا وذاك.
*وقف أي شكل من أشكال المطاردة للأجنحة العسكرية العاملة ضد قوات الاحتلال.
*التعميم على مختلف قوات الأجهزة الأمنية بتقديم المساعدات الممكنة في خوض المواجهة بمختلف أشكالها.
*اعتبار المستوطنين أهدافا مشروعة للمواجهة الوطنية.
*مخاطبة كل دول العالم برسائل من الرئيس عباس او رئيس الحكومة بالتحذير من الجرائم التي ترتكبها دولة العدو، وأنها لن تقف متفرجة على ما يحدث، وأن استمرارها سيقود الى حرق كل المسار السابق والانتقال الى مرحلة مواجهة شاملة.
*مخاطبة الدول العربية التي أقامت علاقات مع دولة الكيان، أو ستقيم بتحذير دولة الكيان من أن جرائمها ضد قطاع غزة سيكون لها ثمن سياسي بتعليق العلاقات الى حين.
*العودة للاجتماعات الوطنية المفتوحة بمشاركة كل أطراف المنظومة السياسية، برئاسة الرئيس عباس.
ومن جانب الفصائل والقوى بالضفة الغربية والقدس:
*إعلان تشكيل قادة المقاومة الوطنية الموحدة التي جاءت في بيان العلمين.
* لا يجب أن تواصل موقف المتابع للخبر، والاحتفال ببعض المشاهد، بل عليها الذهاب لمواجهة شعبية مع قوات الاحتلال، وفتح جبهة مواجهة تأكيدا لوحدة الفعل الوطني.
*كسر حالة السكون الملتبس، وأن تدفع دولة الاحتلال ثمنا مضاعفا، بإعادة مسار المواجهة الكبرى 2000 – 2004.
*مخاطبة الأحزاب والقوى العربية للتحرك الشعبي الواسع بما يشكل جدارا وعمقا لحماية الظهر الفلسطيني، وارباك المخطط الأمريكي الرامي لعزلة الفلسطيني عن محيطه العربي.
*فتح قنوات اتصال مع الحركات المؤيدة للشعب الفلسطيني في مختلف دول العالم.
*تشكيل غرفة عمليات إعلامية مشتركة تكون مسؤولة عن التفاعل مع القوى العربية والأجنبية.
خطوات لها أن تحد من جرائم حرب دولة الكيان، وتمنح الفلسطيني طاقة وقوة مضافة في المعركة المستمرة الى أن يتم وقف العدوان والجريمة ومحاسبة مرتكبيها.
ملاحظة: مسارعة رئيس المعارضة في دولة العدو للحديث عن استعداه للقفز عما يختلف به مع حكومة التحالف الفاشي لتشكيل حكومة واحدة..جرس ان القادم ليس كما سبق..طبعا كتير منيح لو الرد عليهم من فلسطين بخطوة عملية مش بخطاب كلام.
تنويه خاص: من مشاهد شوهت يوم الاختراق ان الأجنحة العسكرية كانت كل واحد بيحكي على راسه..لا تنسيق ولا تخطيط ولا غرفة مشتركة..مشهد ما كان لازم يكون لكنه بيؤكد ان الأنانية لا تزال هي الأصل والتعاون هم الاستثناء!