لماذا غابت الاحتفالات المركزية لذكرى الثورة في غزة والضفة!

أحدث المقالات

هدايا نتنياهو “الفضائحية”..و”11 لم” تنتظر النطق العربي!

أمد/ كتب حسن عصفور/ ربما اعتقد الكثيرون، أن قرار المحكمة...

حركة “أصبع” أمريكية تهين “الرسميات العربية”

أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أقر مجلس الأمن قرار 2735،...

زيارة نتنياهو الاستعراضية إلى غزة..رسالة استيطانية لليوم التالي

أمد/ كتب حسن عصفور/ قام رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو،...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

وحدة مصاري ماسك مع حاكم مص العباد..

تنويه خاص: بعد كم ساعة من فوز ترامب قفزت...

“قلعة المقاطعة”..وشل لسانها

ملاحظة: شو بيصير مثلا لو قررت "قلعة المقاطعة" اعتبار...

زفة أمريكا ..شيكا بيكا يا بيبي

تنويه خاص: لن يكون أبدا مفاجئا لو وجدنا كل...

حسنا فعلت حماس الترحيب بقرار الجنائية الدولية

ملاحظة: حسنا فعلت حركة حماس الترحيب بقرار الجنائية الدولية،...

يا أبو الخل خلل هالكلام أحسنلك..

تنويه خاص: تصريحات الحمساوي خليل الحية كانت حكي شاطي...

كتب حسن عصفور/ مرت ذكرى الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهي ذكرى انطلاقة حركة فتح ورصاصتها الأولى عام 1965، بهدوء شديد هذا العام في “بقايا الوطن”، فقطاع غزة المتشوق لاحياء الذكرى ليس تمجيدا بما كان فحسب، بل تأكيدا لما يجب أن يكون من حرص وطني، فجماهير قطاع غزة اعتقدت أن المناسبة ستكون فرصة لها للتعبير عن قوة الارتباط السياسي بين جناحي “بقايا الوطن”، والذي تحاول بعض الفئات الهامشية في التاريخ الوطني أن تقوم بفعل ما لم يستطع من كان “اشطر وأقوى منهم بذلك” لكسر وحدتهما، ولكن كان لـ”الحلف الانقسامي” رأي مختلف، فاكتفى ممثله في الجناح الجنوبي من “بقايا الوطن” بالسماح لحركة “فتح” بايقاد الشعلة مع منح السماح “ضجة اعلامية – سياسية” وكأنه تقدم بتنازل “تاريخي” ولم يرتكب “فضيحة تاريخية” بالمعني المباشر..

تصر حركة “حماس” بين حين وآخر أن تكشف مدى حقدها وكراهيتها لتلك المناسبة الوطنية الكبرى، فهي لا تؤمن مطلقا بأنها ذكرى للثورة المعاصرة، بل لا تؤمن من الأساس بان ما كان من فعل فتحاوي عام 1965 ثورة، بل عملية تم اطلاق الرصاص بها، وهي تسير مخلصة لذات “نهج الجماعة الارهابية” التي اعتبرت الثورة وفصائلها “رجس سياسي وديني”، ولأن المسألة ليس مجالا لنقاش موقف الجماعة التاريخي من الثورة الفلسطينية المعاصرة، فلن نفتح تلك الصفحات راهنا، ولكن اصرار حماس أن تتعامل مع ذكرى الثورة بانتقائية يؤكد المؤكد لموقفها الخاص وجماعتها الارهابية المعروفة اعلاميا باسم حركة الاخوان..

اعتقاد قيادة “حماس” بأن ما تقدمت به لحركة فتح وقوى الثورة هو “فضيلة سياسية” يعكس عمق الفضيحة المخزونة في كيفية التعامل مع ذكرى الثورة الفلسطينية، واكتفت بمنحها الحق بايقاد “شعلة” دون أن تترافق مع احياء الذكرى شعبيا، باعتبارها ذكرى وطنية خالصة، ولولا تلك الرصاصة لما كان لحماس اصلا وجود ولا مكانة، ولبقي عملها محصورا في سياق الجماعة الاخوانية الارهابية، بل علها كانت ملتحقة بالجماعة تنظيميا، سواء الشق الاردني منها أو المصري، كما كان حالها لما سبق الاجبار بتأسيس حماس كفرع عسكري للجماعة الاخوانية..تلك الحقيقة التي لا يجب ان تتغافل عنها القيادة الحمساوية ابدا/ بأن الفضل لوجودها هو انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة الزعيم الخالد ياسر عرفات..

لم يعد مجهولا أسباب عدم السماح باحياء ذكرى الثورة هذا العام في قطاع غزة على المستوى المركزي، فتجربة العام الماضي التي كانت “استفتاءا وطنيا عارما” ضد “خطف قطاع غزة”، لا زالت أصداءه تعيش في عقل الجماعة الحمساوية، والرعب من ذلك الحشد الكبير لا زال يسكنهم، كان معلوما تماما أن حماس لن تمنح أهل القطاع فرصة احياء الذكرى هذا العام، كونها تعلم يقينا أن الحشد سيكون يوما لن ينسى، وسيصبح “علامة فارقة” في تاريخ فلسطين بل قد يكون بابا لاسقاط الانقلاب وانهاء عملية الخطف، بعد تحرر مصر من حكم الجماعة الارهابية..حماس تعلم ما سيكون فكان قرارها الشعلة وكفى..

ولكن المفارقة هو أن حركة “فتح” بشقيها الجنوبي والشمالي صمتت صمت القبور عن منع حماس للاحتفال بذكرى الثورة، ولم تصدر البيانات النارية ضد ذاك القرار وتصرفت اعلاميا وكأنه “حدث طبيعي” خلافا لما كان سائدا، ولكن لو عرف السبب لبطل العجب، ففتح من الأساس لم تكن ترغب في احياء الذكرى عبر حشد شعبي مركزي لا بالضفة الغربية ولا بالقطاع كونها تتخوف هي ايضا بالمقابل أن تتحول تلك المناسبة لرفض سياسة ومواقف لم تعد تنال الرضى الفتحاوي، ولا تضمن صمت المحتشدين، ففي قطاع غزة الغضب يصل مداه الأعلى من سياسة حكومة فتح وقيادتها تجاه هموم قطاع غزة واهله، فالتعامل معه كأنه رفع “عتب سياسي” وليس جزءا من حق وطني، ولا نحتاج لسرد سلوك مواقف الحكومة العباسية منذ أن أقسمت يمينها للرئيس في مرتي القسم..ولكن أهل القطاع من اقصاه لأقصاه يختزن غضبا بلا حدود ضدها ومن يسيرها..

ومضافا لها المسالة التفاوضية بكل المخاوف التي بدات تظهر من السلوك الأميركي تجاه تكريس حل يؤدي لفصل القطاع عن “دويلة الجدار المقترحة”، وابقاء قطاع غزة جزيرة مخطوفة تنتظر “محررها” بحصانه “الأبيض” ..كما ان الضفة الغربية تشهد حالة احتقان اكبر كثييرا مما تبوح بعض وسائل الاعلام، سياسيا وأمنيا وما يخص الحريات العامة، الغضب المخزون ضد سياسات الحكم بشمال الوطن لم يعد مجهولا..ولذا كان القرار بأن تسير قيادة فتح وفقا للمثل الشعبي المزروع في وجدان أهل فلسطين، “الشباك اللي بيجيك من الريح اغلقه واستريح” ..فلم نشهد حشدا لا في الضفة ولا في القطاع بل لم نسمع تفسيرا لذلك، حتى من باب رفع العتب بأن يقال مثلا انه  “توفيرا للنفقات مثلا” أو اي من ذرائع يمكن سوقها لتبرير ما لا يبرر اصلا، فكل شيء معلوم لشعب يملك احساسا فطريا عجيبا لادراك الحقيقة من الخديعة..

كم هناك متفق عليه بين “طرفي ديمومة الانقسام”، أصبحا وكأنهما “حلفين وفيين لفعلهما الانقسامي”..رغم كل كلمات الحرص والمناشدة التصالحية، والتي لا يخلو منها بيان أو خطاب بمناسبة أو بدونها.. لكن الواقع يؤكد أن “الانقسام هو الأصل لهما” وليس انهاءه ..والايام تكشف يوما بعد آخر بعضا من تلك الوقائع التي تتحول لحقائق سياسية رغم الصراخ الخادع..

ملاحظة: خطاب الرئيس عباس في ذكرى الانطلاقة تضمن تأكيدا على “ثوابت الموقف الوطني”، وأن لا حل بدونها مهما كانت الضغوط..الم يقال ذات الكلام قبل العودة التفاوضية عن التمسك بالثوابت!

تنويه خاص: القيادي الحمساوي اسماعيل هنية أخذ من مبادرات بعض القوى لانهاء الانقسام ما ناسبه، لكنه تجاهل أصل المبادرة بأن ينهي حكمه الحمساوي الخاص، وليس البحث عن تكريسه بغطاء فصائلي!

spot_img

مقالات ذات صلة