أمد/ كتب حسن عصفور/ بعد ساعات مع يوم 7 أكتوبر 2023، وما صاحبه من ملابسات حاولت دولة الفاشية المعاصرة والولايات المتحدة، صناعة حدث دراماتيكي لتجد لها مبررات لما سيكون من تنفيذ مخطط لم يكن سريا أبدا، لفتح حرب شاملة على المنطقة، تبدأ من قطاع غزة، بدأت تتضح حقيقة ما كان أسبابا لتلك العدوانية الجديدة استخدمت الحادثة الأكتوبرية ذريعة لها.
ولكن، ما يثير الدهشة السياسية، الاندفاعة العجيبة التي قادها رئيس الدولة الاستعمارية الأبرز في القرن التاسع عشر والعشرين فرنسا، حول الدعوة لتشكيل تحالف دولي من أجل “مواجهة داعش حماس”، وطاف في المنطقة بعدما ذهب باكيا الى تل أبيب، كما اليهودي الأمريكي بلينكن ورئيسه بايدن، دون أدنى محاسبة للعقل البشري حول جوهر الحقيقة.
ماكرون لم يتحدث بالتباسية حول هدفه الداعي لتشكيل “تحالف دولي”، بل حاول بكل قواه أن ينسق ذلك مع قوى استعمارية كبريطانيا وألمانيا، التي لم تتخلص بعد من آثار أحداث الحكم النازي، ودول كان ينظر لها ذات نظم أبعد عن العنصرية الاستعمارية، كالسويد التي كانت المفاجأة السوداء في فترة ما بعد 7 أكتوبر 2023.
ربما حاول ماكرون أن يبطئ من عجلة الاندفاعة لتشكيل تحالفه الاستعماري، أمام عدم تجاوب عربي وما يمكنه أن يشكل تهديدا معاكسا لمصالح فرسنا وتوابعها، بل وردة فعل شعبية في المنطقة تتجاوز حدود “الصبر الحكومي” المعتاد، ولكن لم يذهب لاستخلاص عبر سياسية بعدما تكشفت حقيقة الحث، دوافعا ومحركا للحرب وأهدافها، بل ورغبة بعض أطراف تبدو في ثوب غير ثوبها، بل لجأ الى طريقة أخرى لدعن الفاشية اليهودية المعاصرة وحربها التدميرية الاقتلاعية على قطاع غزة.
الرئيس الفرنسي ماكرون، وبتنسيق مكثف مع دول غربية، كألمانيا، إيطاليا والسويد يحاول وضع حماس أو بعض من قياداتها وأنشطتها، ضمن قوائم الإرهاب، ما يشكل دعما مكثفا بطرق أخرى لدولة الفاشية الهودية وحربها العدوانية على الشعب الفلسطيني عامة، وقطاع غزة خاصة، وهي مساهمة مباشرة في تشكيل تحالف العداء العلني للفلسطينية بأسماء مستعارة.
المفاجئ، أن الدعوة الفرنسية، تأتي مع تطور الحركة السياسية العالمية، للبحث عن “حلول مناسبة” للحدث الكبير، مرتبط بالقضية الأم فلسطين والاحتلال الذي طال مداه زمنا ليكون هو الأقدم عالميا، والأخير بالشكل الاستعماري التقليدي، بعدما بدأت لجنة وزارية شكلتها “قمة الرياض”، بتحرك سياسي ملفت، ما يفتح الباب لوضع قواعد جديدة في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين.
الحراك الفرنسي، المنسق مع دول غربية حول وضع حماس على قوائم الإرهاب، ارتباطا بحدث أكتوبر، هو تبني كامل للرواية التي أصدرتها حكومة الفاشية التي تضم بين ما تضم قوى معرفة عالميا وليس وفق القاموس الفلسطيني، بأنها فاشية إرهابية، شاركت باغتيال يهود ومنهم رئيس الحكومة الأسبق رابين، ودعمت صاحب الجريمة الأبرز في الحرم الإبراهيمي 1994 الإرهابي غولدشتاين.
السلوك الفرنسي ودول غربية استعمارية حول تصنيف قوائم الإرهاب، وما تشهده تلك البلاد من حملات ترهيب ضد كل من يقف مع فلسطين ورايتها، ما بعد 7 أكتوبر يؤكد أن الموقف ليس هدفه حماس بل كل ما هو فلسطيني، دعما وتعزيزا للفكرة الصهيونية الاقتلاعية للكيانية الفلسطينية، وهي مؤشر لما يمكن أن يكون ضد كل من تراه معاديا للمشروع التهويدي، أي كان مسماه.
وتعيد تلك التحركات الاستعمارية الجديدة، الذاكرة للموقف الأمريكي من منظمة التحرير الفلسطينية، الذي لا زال يضعها على “قوائم الإرهاب”، رغم وثيقة الاعتراف المتبادل بينها ودولة الكيان الناتج عن اتفاق (إعلان المبادئ -أوسلو) 1993، لكن واشنطن ترى المسألة بطريقة أخرى، كي يبقى ذلك سلاحا يستخدم للتركيع والترهيب.
ولقطع الطريق على الخطوة الفرنسية ودول غربية استعمارية، يجب التحرك الفلسطيني الرسمي والفصائلي والمؤسسات المدنية لفضح جوهر تلك المسألة، وخطرها على تشويه القضية الوطنية، وخاصة أنها ترمي لوضع بذرة لمطاردة سياسية لأي علاقات وطنية مستقبلية تكون حماس طرفا بها.
ليت قيادة حماس تتعامل مع الخطوات الاستعمارية باهتمام ومتابعة، ولا تبقى في سياق اللامبالاة، وعليها وضعها كقضة مرتبطة بمفاوضات الهدن الإنسانية، كشرط ضرورة سياسية مسبقة.
ملاحظة: أي كان الموقف من هنري كينسجر ودوره التاريخي في خدمة المشروع المعادي للقضية الوطنية والقومية..لكنه كان شخصية حضورها تجاوز كثيرا مناصبها..استمر الى آخر يوم بالمساهمة لم يقف عاجزا مستسلما للزمن والعمر..درس مفيد في حياة دروسها لا تنتهي أبدا.
تنويه خاص: مثلت كلمة مندوبة رأس الحية الأمريكانية في مجلس الأمن، نموذجا للانحطاط السياسي وهي تتباكى على أسر طفل يهودي من قبل حماس..ولم تر قبل ساعات من برطمتها كيف أن جيشها المعروف باسم جيش الاحتلال اعدم طفلين بالرصاص في جنين…مشهد لا تراه ممثلة الكراهية والعنصرية رغم أن لونها ليس أبيضا..وينك يا مارتن لوثر تشوف!