كتب حسن عصفور/ خلال محاولة الرئيس الأمريكي العمل على “تحسين” صورته الانتخابية، بعدما تعرض لحملات مركبة بينها الرافضين لموقف إدارته من حرب “الإبادة الجماعية” التي تشارك بها ضد الشعب الفلسطيني من جانب، ولتكرار فقدانه “الذاكرة” من جانب آخر، أطلق تصريحات حول قرب التوصل الى اتفاق خاص بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تصريحات أحدثت “شوشرة سياسية” من مختلف الأطراف ذات الصلة، وصلت الى استخدام تعابير ساخرة مما قاله، وخاصة من قبل حكومة التحالف الفاشي لدولة الكيان باستغرابهم من أين جاء الرئيس الأمريكي بذلك “التفاؤل”، ما يشير الى لغة استخفافية به وبما قاله.
لم يقف الأمر عند حدود “تصريح السخرية التفاؤلية”، فالرئيس الأمريكي وخلال مقابلة مع قناة “إن بي سي”، حذر من أنه إذا استمرت إسرائيل في نهجها الحالي بمثل “هذه الحكومة المحافظة”، فقد تفقد الشرعية الدولية، مضيفا، “لقد حظيت إسرائيل بأوسع دعم من جانب الأغلبية المطلقة لدول العالم. وإذا استمرت في هذا النهج، مع حكومتها المحافظة للغاية المتمثلة ببن غفير وآخرين، فسوف تفقد الدعم دول العالم. وهذا ليس في مصلحتها”.
ربما هي المرة الأولى التي يذهب بها بايدن الى ذلك التحديد السياسي حول المخاطر السياسية التي تنتظر دولة الكيان، فيما لو تجاهلت النداءات التي تطالبها بوقف الحرب، وخسارتها للدعم “غير المسبوق” الذي نالته في البدايات دوليا رسميا وشعبيا خاصة أيام بعد 7 أكتوبر.
أقوال بايدن، غمزت من قناة أصابت “كبرياء” رئيس حكومة دولة الكيان، عندما أشار الى أن من يقرر السياسة والنهج لها، بن غفير وسموتريتش، ما أدى لرد فعل سريع من نتنياهو، فتحدث سريعا، في مقابلة مع قناة أمريكية، رافضا تلك الاتهامات، ومشيرا الى استطلاع رأي لأحد الجامعات في أمريكا، بأن دعم إسرائيل يفوق الـ 80%، وكأنه يريد تذكير بايدن بأنهم أكثر شعبية منه داخل بلده.
بالطبع اللجوء الى استخدام الرقم الاستطلاعي حمل “خدعة” خاصة، كونه تجاهل استطلاعات أخرى، كشفت بارتفاع من يرون أن إسرائيل “تجاوزت الحد” في حربها على قطاع غزة بنسبة تقارب الـ 50% وبزيادة 10% عن شهر نوفمبر الماضي.
بعيدا عن الاستخدام الاستطلاعي وكيفية توظيفه، لكن هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، بأن الرفض داخل المجتمع الأمريكي ضد الحرب العدوانية التي تقوم بها دولة الفاشية يتزايد يوما بعد آخر، وبدأ يأخذ أبعادا جديدة، كان أبرزها حادثة حرق الجندي بوشنل ذاته أمام سفارة الكيان بواشنطن المماثل لحركة الاحتجاج الرافضة لحرب فيتنام في القرن الماضي، وتصويت ولاية ميتشغان “غير الملتزم”، وصعود الحركة الاحتجاجية داخل أوساط الشباب، ما يؤثر على مستقبل بايدن السياسي.
ليست المرة الأولى التي يتحدى بها نتنياهو وحكومته الرئيس الأمريكي، فقبل أيام أصدر بيانا بعد إشارة الإدارة الأمريكية الى “إمكانية” الاعتراف بدولة فلسطينية لتنفيذ “حل الدولتين”، بأنه لن يسمح بذلك، وفتح الطريق لبن غفير وسموتريتش بالاستخفاف من بايدن وإدارته، دون أن تجد رد فعل مباشر بل جاء العكس بإرسال أسلحة لها دعما لحربها العدوانية، رغم مطالبة الكونغرس بطلب ضمانات مكتوبة حول كيفية الاستخدام وفقا للقانون الأمريكي.
ولكن، هل تشهد المرحلة القادمة تطورا في موقف الإدارة الأمريكية لمحاصرة نتنياهو وفريقه الحكومي، الذي بات يمثل “خطرا” على مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في المنطقة، رغم “هشاشة” التفاعل الرسمي العربي، لكن العداء الشعبي يتزايد بشكل ملفت وارتفاع دعوات المقاطعة، مع تزايد حركة الرفض الاحتجاجي داخل أمريكا، مقابل استخفاف غير مسبوق من حكومة الكيان لإدارة أمريكية.
حديث بايدن ضد حكومة الكيان علنا، هو المقدمة الأولى التي يمكن أن تشهد حركة “فك ارتباط” معها، والاستعداد لعملية اساقطها من الداخل بدعم حركة المعارضة الصريحة والاحتجاجية المتنامية والمتسارعة، لما باتت تمثله حكومة نتنياهو من خطر قد يقود المنطقة الى حسابات خارج حسابات واشنطن من حرب أكتوبر 2023.
المواجهة انطلقت، ويبدو أنها لن تتوقف بعدما خرجت أوساط معارضة داخل الكيان انتصارا لأمريكا، ومع التلويح مجددا بورقة “الضمانات” الخاصة باستخدام الأسلحة الأمريكية في الحرب على قطاع غزة، والتي يجب تقديمها بطلب من الكونغرس قبل منتصف شهر مارس 2023، ما يشير الى أنه زمن الرغبة الأمريكية بالوصول الى اتفاق “التهدئة وتبادل الرهائن” قبل شهر رمضان.
والسؤال، من ينتصر في “معركة الآيس كريم” التي بدأت..بايدن بما يمثل دولة هي الراعي الرسمي الأهم لدولة الكيان.. أم نتنياهو الذي يعتقد أن الرئيس الأمريكي دخل مرحلة “البطة العرجاء” انتظارا لقدوم ترامب..معركة لن تمر مرورا هادئا لو تم الاستفادة منها عربيا.
ملاحظة: غريب أنه “العالم” ما دخل في “هلولة فرح” بعد قرار الرئيس عباس بإقالة الحكومة..حتى نتنياهو مسخرها خالص وقالك “تبديل كراسي”..يعني لا طلع مع شعبه بخير ولا مع عدوه بخير…بدها حسبة تانية خالص يا سي محمود غير حسبة “فرقة حسب الله”.
تنويه خاص: “نداء..نداء..نداء..”.. أهل غزة دخلوا في مجاعة مالهاش زي في الدنيا لا قبلها ويبدو صعب كتير بعدها..وكتير محتاجين كل كسرة خبز ورشفة مي,,بس بلاش تزيدوا عليهم الإهانة فوق الجوع يا عرب..ويخلف عليكوا بجد وصلت “عطايكم”.
متابعة المقالات على الموقع الشخصي