“منطقة أمنية”.. رسالة مصرية لـ”حماس”!

أحدث المقالات

إلى حماس وأخواتها..ما هي “لجنة الإسناد المجتمعي”؟!

أمد/ كتب حسن عصفور/ منذ فترة بدأ تعبير "لجنة الإسناد...

السويد تغتال “أولف بالمه” مرتين

كتب حسن عصفور/ لو ذهب محبي الاستطلاعات بسؤال مباشر...

قانون ليهي ..سلاح غائب من الاستخدام الفلسطيني

كتب حسن عصفور/ للمرة الأولى يتم الكشف عن دعوة...

تصويت أممي خارق لصالح فلسطين..خال من البارود

كتب حسن عصفور/ مثلت قرارات الأمم المتحدة أحد الأسلحة...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

اعملها وبلا “شوشوة”..

تنويه خاص: ليش الرئيس عباس ما يمنح روح الراحل...

حكومة نتنياهو صارت مسخرة وين ما كان إلا بحارتنا

ملاحظة: تطاول حكومة الفاشية اليهودية على البابا فرانسيس المتواصل،...

ليش تنفيذية المنظمة ما تحكي مساعدات السويد برة

تنويه خاص: ليش تنفيذية منظمة التحرير ما تعلن رسميا...

بلاش بكرة نقول سرقوها الأتراك..

ملاحظة: دمشق صارت محج لدول الغرب بعد إزاحة فاقد...

وحدة الناس..أقوى من حلف اللصوص

تنويه خاص: ليش أهل قطاع غزة ما كملوا فكرة...

كتب حسن عصفور / لم يعد الحديث عن اقامة منطقة “أمنية عازلة” بين حدود مصر مع قطاع غزة، مجرد تكهنات أو تقديرات اعلامية، بل اصبحت واقعا يتم تنفيذه بشكل سريع كي ينتهي في فترة وجيزة على طول حدود القطاع مع مصر، والبالغة ما يقارب 12 كم، في حين عمق “المنطقة الأمنية” سيكون بين 500 م الى 1000م وفقا للحاجة، ومن المفارقات لو صحت تلك المسافات أن تكون مماثلة لما هي عليه “المنطقة العازلة” ايضا بين حدود قطاع غزة – غير النهائية- مع دولة الاحتلال، وتقوم حركة حماس بحمايتها من اي عمل قد يعكر صفو حركة جنود الجيش الاسرائيلي الذين يتجولون ليل نهار على الحدود بأمن وسلام تحت “غلاف المقاومة الحمساوية الخاصة جدا”!.

الحديث عن المنطقة الأمنية – العازلة، لم يكن في خيال اي فلسطيني، مهما كان انتماؤه الحزبي، مسألة خارج الحساب السياسي والانساني بكل المقاييس، لكن حركة “حماس” يبدو أنها نجحت في تحويل “الحلم – الكابوس” الى “حقيقة”، ولو سألت أي فلسطيني عن قيام مثل المنطقة قبل اشهر أو سنوات قد يعتبرك “عدوا” أو “جاسوسا لدولة الاحتلال”، وإن رأف بحالتك سيعتبرك عميلا لدولة أجنبية قد تكون أمريكا، هكذا يفكر الفلسطيني في أن الصلة الفلسطينية المصرية لن تصل الى وجود “جدران” او “عوازل”، فما بينهما، رغم كل التشويش لبعض الفصائل، علاقة عشق تفوق اي علاقة بين بلد وبلد أو شعب وشعب جار، علاقة لا مثيل لها منذ زمن بعيد، ويفتخر الفلسطيني بأن قطاع غزة وفلسطين هي البوابة الجنوبية للأمن القومي المصري، يشعر بفخر تلك الحقيقة السياسية لأنه “حارسا لأمن مصر القومي”..

ولكن الذي لم يحسب له الفلسطيني حسابا أن تأت حركة في لحظة “جنون سياسي” لتعتبر نفسها أداة لجماعة بدأت مطاردة من شعب مصر قبل أن تطارد من دولة مصر، حركة حماس تصرفت بعد قيام شعب مصر باسقاط حكم مرسي والجماعة الإخوانية  بلا أدنى احساس بالمسؤولية الوطنية الفلسطينية، ويبدو أن اسمها الكامل لم يكن من باب “التعبير اللغوي” – حركة المقاومة الاسلامية-، فهو يخلو من اي دلالة فلسطينية، بل كان جزءا من رؤية الجماعة لاستغلال فلسطين، كما تستغل كل حدث أو فعل لتمرير مخططها الإخواني، الذي لم تجرؤ يوما أن تعلنه كاملا واضحا وصريحا..

حماس تصرفت فورا كـ”منتوج إخواني”، وأخرجت كل ما تملك لـ”نصرة الحكم الساقط والمنبوذ”، ولم تتصرف وفقا لـ”اذا ابتليتم فاستتروا”، بل جاهرت بعدائها لمصر الثورة، واعتبرت أن معركتها الاعلامية والسياسية هي مساندة “الشرعية” التي ذهبت مع الريح الى غير رجعة، وبدلا من ان ترفع راية فلسطين استبدلتها براية الجماعة الإخوانية وشعارها الأصفر الجديد المشتق من شعار لماسوني قد يكون رمزا من رموز”يهود الدونمة” الأتراك..فتحت كل اعلامها المرئي والمسموع والمكتوب للفريق المهزوم وتجاهلت كليا ثورة شعب، وبدأت في القيام بأفعال صبيانية ساذجة اخوانية، من تعليقات وكتابات وآخرها “استعراض عسكري” لقواتها المسماة بأحد أبرز شهداء فلسطين، استعراض لم تشهده غزة منذ معرفة اهلها بتلك الكتائب، استعراض حملة هويته الاخوانية، وكأنها “رسالة” لمصر أن قوات “مرسي” جاهزة..فعل أقل ما يمكن وصفه بأنه فعل طفولي أحمق..

ولأن المسألة ليست خطأ، كما وصفه القيادي “المهذب جدا” في حماس د.موسى ابو مرزوق، فإن الكتائب اياها تقوم باستعراض جديد، مع حذف الشعارات الاخوانية ، استعراضات لم تكن سابقا ولكنها ارتبطت بما حدث في مصر وما تتوقعه حماس من قيام فعل “تمردي” عليها في القطاع.. سلوك عام لحركة لم تعترف بخطأ سلوكها ضد مصر ولم تعتذر عن اي فعلة مسيئة لها ولجيشها ولقادتها وقبل لثورتها، حتى حديث أبو مرزوق لم يجد ترجمة له في اي مطبوعة أو وسيلة اعلامية حمساوية، ولم تقم أي منها بالاشارة اليه، كون قيادة حماس لا ترى ما يراه ابو مرزوق..لذا تجاهلت الحوار الطويل مع قناة مصرية، دافع جاهدا عن هوية حماس الفلسطينية واعترف ببعض الأخطاء واشاد بمصر وجيشها، وهو ما ثبت أنه موقف شخصي وخاص لأول رئيس لحماس قبل أن يتم اختطاف الموقع منه بفعل فاعل..

ورغم تلك التصرفات والمواقف الحمساوية المعادية للثورة المصرية والمرتبطة ارتباطا كاملا عضويا وفكريا بالجماعة وأداتها التنظيم الدولي، فهم يرفضون قيام مصر بإنشاء منطقة أمنية على حدودها من خطر تسلل عناصر ارهابية من القطاع الى سيناء، وهو ليس تقولا بل جاء اعلانا صريحا في مؤتمر صحفي لكتائب المجاهدين” و”جيش الاسلام” وسط قطاع غزة بأنهم سيقاتلون “الجيش المصري” ويتهمون قائده بتهم لا تليق أن تصدر من فلسطيني، ومع ذلك لم نر قيام أجهزة حماس بمحاسبة أو معاقبة أو ترفض تلك التصريحات، وتفرغت كليا لمطاردة كل فلسطيني يقول كلمة أو يكتب مقالا أو يهمس لصحابه موقفا ضد الانقسام وبقاء حالة الخطف للقطاع، وكلمة تؤيد مصر الثورة وجيشها، وقد تصل لمطاردة الأغنية الشعبية الأشهر حضورا في مصر كسلاح فني عشقا ليجش مصر “تسلم الأيادي”..

حماس  وأجهزتها الأمنية في قطاع غزة تفرغت لمطاردة كل معارض لخطف القطاع، مصابة برعب ان تصلها حالة التمرد لاسقاط كل ما له صلة بجماعة الاخوان، في الأرض العربية، حالة هوس اصابتها لتبدو وكأنها باتت “كيان معاد” للثورة المصرية..فكانت المنطقة الأمنية المريرة والقاسية جدا وربما المرفوضة شعبيا في فلسطين لكنها المفروضة بحكم الحق المصري لحماية “الأمن القومي” بعد أن كان قطاع غزة وأهله هم المنطقة الأمنية لحماية مصر وأمنها القومي، قبل أن تكون الحالة السياسية الغريبة عن روح فلسطين وشعبها، منطقة قد تكون رسالة لتدرك حماس أن اللعب لنار مع مصر وشعبها، والمساس بالحق التاريخي لعلاقة فلسطين بالمحروسة لن يمر..وبالتأكيد لن يستمر..

كل ما نأمله أن يقصر عمر حكم الخطف والانقلاب كي تنتهي تلك الحالة الشاذة في العلاقة بين مصر وفلسطين – قطاع غزة.. وتنتهي للابد فكرة “العزل ومنطقته” بين الشقيقة الكبرى والعشق الفلسطيني الدائم..

ملاحظة: ليت امين عام الجامعة العربية يرسل شريطا مصورا لوزراء خارجية العرب لنقاش لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، فما قاله غالبية الأعضاء، رغم التصويت المؤيد، درس لكيفية اتخاذ قرار مرتبط بمصلحة “وطنية”!

تنويه خاص: خرج علينا “وزير ملاكي” ليعلن أن الأقصى في خطر.. الوزير اياه لم يستهجن غياب اي فعل جماهيري في أنحاء الضفة في يوم النفير..متى يدرك هؤلاء أن الوطنية تبدأ بفعل المواجهة وليس بفعل “الغضب الكاذب”!

spot_img

مقالات ذات صلة