كتب حسن عصفور/ أنقذ “الفيتو” الروسي – الصيني وتصويت الجزائر يوم الجمعة 22 مارس 2024 ضد المشروع الأمريكي في مجلس الأمن والخاص بالحديث عن وقف إطلاق النار، جاء “انقاذا سياسيا قانونيا” لفلسطين الدولة والشعب والقضية.
جوهر المشروع الأمريكي قائم على محاولة استغلال “الكارثة الإنسانية” لأهل قطاع غزة جراء الحرب العدوانية التي تنفذها دولة الفاشية اليهودية منذ 7 أكتوبر، لتمرير واحد من أخطر مشاريع القرارات في مجلس الأمن ضد القضية الوطنية الفلسطينية، بل وربما أخطر عملية التفاف تقوم بها إدارة أمريكية منذ سنوات بعيدة، وتفوق خطرا خطة ترامب التي ذهبت مع ريح سقوطه الانتخابي.
عملت واشنطن على تعظيم “الكارثة الإنسانية” في مشروع قرارها لمجلس الأمن، وتكررت العبارة بين المأساة والمساعدات أضعافا عن غيرها من الوقائع، فيما تجاهلت كليا جرائم الحرب و”الإبادة الجماعية”، في مناورة سياسية رخيصة لاستغلال حالة أهل قطاع غزة بين الموت جوعا والموت قتلا، لقتل حلمهم الوطني الكبير.
جوهر مشروع أمريكا لمجلس الأمن، بعيدا عن العبارات الملحة حول وقف إطلاق النار بين ضروري ويجب، أو ما يتصل بقضية اقتحام رفح، صيغة الرفض المحدد أو القلق الخاص، فما يتضمنه المشروع من ملامح سياسية خطيرة ما يجب أن يكون حاضرا لدى بحث أي جديد يقدم، دون الوقوع في “فخ البعد الإنساني” على حساب الجوهري الوطني.
المشروع الأمريكي، وهو يشير الى قضية الدولة الفلسطينية وضعها في سياق الإشارة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون تحديد مباشر مرتبط بأرقامها، وخاصة قرار 19/67 لعام 2012 حول عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، بما يشمل حدودها وسيادتها، ولذا واشنطن لجأت الى التعميم لتمرير ما يمكن استخدامها لاحقا لكسر جوهر مضمون قرار الجمعية العامة حول دولة فلسطين، ما يتطلب وضع رقم القرار في أي مشروع بديل.
المشروع الأمريكي وضع حادث 7 أكتوبر والرهائن بكفة متساوية مع تلاه حربا عدوانية، ومنها بدأت المناورة الكبرى لتجاهل الحقيقة السياسية التي باتت واقعا، وهي أن دولة الاحتلال قامت بإعادة احتلال قطاع غزة من شماله الى جنوب شرقه وغربه، وبدأت عمليات تغيير في خريطته وفقا لأهدافها الخاصة، وهو ما تجاهلته كليا الولايات المتحدة فيما قدمته لمجلس الأمن.
المشروع الأمريكي تجاهل كليا جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي نفذها جيش دولة الكيان العدو في قطاع غزة، بينما تحدث عن 7 أكتوبر بوصف توافق ورواية حكومة التحالف الفاشي، تجاهل لا يمكن لساذج أن يمر عليه مرورا عابرا.
المشروع الأمريكي أشار الى مأ أسماه “إرهاب” حماس ولكنه تغافل كليا عن “إرهاب” دولة الكيان، وكأن ما حدث لم يكن قتلا وتدميرا وتخريبا حدث أمام مرأى من البشرية جميعها، بل أن حكومة الفاشية المعاصرة تتفاخر بما تقوم به، رغم كل ما حدث من غضب عالمي بدأ “يتسلل” الى داخل أروقة الحكم في بلاد الغرب وبريطانيا وحتى داخل الجدار الواقي لدولة الفاشية في الإدارة الأمريكية.
المشروع الأمريكي محاولة صريحة لكسر مسار “محكمة العدل الدولية” التي كانت جلساتها “محكمة على الهواء” لجرائم حرب دولة الفاشيين المعاصرين، في سابقة لم تحدث في تاريخ الكيان الغازي منذعام 1948، وما ينتظرها قرارا من المحكمة قد يضعها دولة وقادة وجيشا في قفص الاتهام التاريخي.
وكي لا تواصل أمريكا استغلال البعد الإنساني في قطاع غزة، والحاجة الملحة لهدنة من الموت لتكريس نتائج سياسية تسجل مكاسب تاريخية لدولة العدو، وتعيد صياغة المشروع التهويدي قانونا، لا يجب الخلط بين منطق مسار مفاوضات الدوحة الخاصة بصفقة التبادل والتهدئة، وبين المسار السياسي العام.
لتواصل الأطراف المشاركة في مفاوضات الدوحة حول الصفقة الخاصة بالرهائن ووقف إطلاق النار عملها، وتتحمل حماس الرافضة لتعديل جوهر التمثيل والمسار نتائج ما تذهب إليه، دون أي محاولة لنقل منطقها إلى مجلس الأمن لإكمال عملية تدمير المشروع الوطني.
نتائج مفاوضات الدوحة لا أثر قانوني لها يلزم من وقعها فقط، كونه ليس الممثل الرسمي لفلسطين، خلافا لما يمكن أن يكون من قرار في مجلس الأمن…فالحذر الوطني العام فوق الضرورة من الخدعة التاريخية التي تقوم بها إدارة بايدن بمسمى “الإنسانية”.
ملاحظة: يبدو أن تعبير “المحدثة” سيكون نفق الأمريكان ودولة الفاشية “المحدثة” لصناعة “سلطة فلسطينية” خالية من “الدهن الوطني”..تحت واقع الضرب التدميري في قطاع غزة..أيام كتير مظلمة جاية لو ما تحرك اللي مصر أنه ممثل وشرعي ووحيد.. الخوف أنه ما يضل منها غير “وحيد” بدون ما سبقها!
تنويه خاص: وزير خارجية دولة “الفاشية اليهودية”، اكتشف أنه “الحاج” “غوتيريش معادي للسامية وابن ستين “إيه” لأنه قال أهل غزة لا يستحقون الموت والجوع..ما تستغربوا بعد كم يوم يعتبروه “مجاهد” وجب إقامة “الحد السياسي” عليه..يا وقاحة من هو غير سامي لا جيني ولا أخلاقي من أصله!