كتب حسن عصفور/ يوم 20 أكتوبر 2023، وبعد أيام من بدء الحرب العدوانية التي تشنها دولة العدو، قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى مدينة رفح، ومن جانبها المصري قال عبارته الأشهر “لا نريد عقاب غزة مرتين..مرة بالحرب ومرة بالجوع”.
مقولة غوتيريش أصابت حكومة التحالف الفاشي بصداع، وفتحت نيران مخزون الكراهية والعداء، لم يتوقف ضده، ووصفت بأنه “لا سامي” ومناصر لـ “النازية”، عبارات كان لها أن تضع عضوية تلك الدولة في المنظمة الدولية على طاولة “القذف” إلى حين استقامتها السياسية.
ورغم “حرب الكراهية” التي تشنها دولة الفاشية الجديدة ضد الأمين العام للأمم المتحدة ومختلف مؤسساتها، ومنعها منح تأشيرات دخول لممثليها، فهي لم تتمكن من كسر شوكة “الاندفاعة الأممية” لكشف جرائم حربها والإبادة الجماعية” التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، مجازر وصفها غالبيتهم بأنها فاقت كل ما كان يوما في التاريخ الإنساني.
مجددا يعود الأمين العالم للأمم المتحدة غوتيريش لزيارة رفح، وبعيدا عن “الجوانب المهنية الفنية” التي سيقوم بها تفقدا لواقع المشافي ومخازن المساعدات، فهي زيارة تحمل رسالة سياسية الى المنظومة الدولية حول الخطر الذي ينتظر المحافظة التي بات عدد المقيمين بها 5 أضعاف ما كان قبل حرب الفاشية المعاصرة، وما يمكن أن يكون مجازرا لا سابق لها لو أكمل جيش الغزاة حربه الاقتحامية لحارس قطاع غزة الجنوبي، ومعبره الى العالمية.
زيارة تمثل جرس إنذار يفوق كثيرا “اللغو الأمريكاني”، الذي ينطقه “حارس الكيان السياسي” الوزير اليهودي بلينكن، زيارة تفتح باب الواقع القائم، الذي تعمل إدارة بايدن تغطيته بـ “مكياج” خاص لمنع معاقبة مجرمي الحرب المعاصرين، بحيل مختلفة.
لعل الأهم في زيارة غوتيريش، بأنها وضعت “السداسي العربي”، والذي عقد اجتماع قبل ساعات منها في القاهرة، في حالة من الحرج (افتراضا بأن بهم بعضا من بقاياه) بعدما اكتفوا بإصدار بيان غارق في بلادته السياسية، دون أن يفكروا بالذهاب الى رفح ومن هناك يعلنوا موقف ليدرك قادة دولة العدو، بأن استمرار الحرب وما تنتجه مجازر وجرائم لن يمر دون عقاب.
زيارة “السداسي العربي” الى رفح ودخول معبرها من الجانب الفلسطيني، كان لها أن تشكل موقفا خالي من الارتعاش المزمن، لتدرك إدارة بايدن قبل حكومة التحالف الفاشي، بأن المسار وصل الى “نقطة الغليان”، التي لا يمكن لها الاستمرار، وسيكون لفعلهم العدواني رد فعل يرسم ملمح تغيير ميزان قوى جديد في المنطقة، رسالة سياسية لما يجب أن يكون.
عدم ذهاب “السداسي العربي”، وكذا الرسمية الفلسطينية بكل مكوناتها، وقبلها ما يعرف باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومؤسسة المجلس الوطني، رسالة سياسية بأنه المطالبة الكلامية بوقف الحرب العدوانية، والدموع التي تنطلق من عيون مصابة برمد سياسي مزمن، لن تمثل عائقا أمام دولة الفاشية المعاصرة لاستكمال مخطط “الإبادة السياسية” لشعب وقضية.
مسألة غياب الرسميات العربية والفلسطينية عن الذهاب الى رفح، وكسر معادلة فرض إعادة احتلالها “يهوديا” كان له أن يكون “تحولا تاريخيا” ليس لفلسطين شعبا وقضية، بل لدول وأنظمة وزنها السياسي يتبخر مع كل يوم مضاف في الحرب العدوانية التي لن يكون حدودها رفح جنوبا وأريحا شمالا فقط.
“الميعاد السياسي” لم يفت لتصويب ما لم يكن من فعل رادع لمجرمي الحرب في دولة الفاشية، ويمكنه أن يكون فعلا “عربيا جامعا”..لو هناك قرار ورغبة..وليت هذه ألـ “لو” تطرد كل الشياطين الساكنة في داخلهم.
ملاحظة: قبل كم يوم أصاب حركة فتح، غصب بأنه بعض الناس ما عجبها تكليف الرئيس عباس لمحمد مصطفى رئيسا للحكومة (مع انها مش رايحه تشيل الزير العدواني من البير الفلسطيني”..طيب مش حق الناس تزعل انه اللي اسمهم ممثل شرعي وفريد من نوعه خارج كل تغطية..هو الزعل بس حق لمن صادر كل حقوق الناس..يا فتح صحصحي!
تنويه خاص: هجوم موسكو الإرهابي قد يكون ” نقطة تحول” كبيرة في الصراع الكوني..الرسالة كانت قاسية بمن قتل وكمان برئيس لساته منتخب بقوة كبيرة…طبعا أهل فلسطين مع روسيا وهم مغمضين ومناهم كله انها تدوس الأفعى راسا وذنبا…!