كتب حسن عصفور/ بعد مرور 22 يوما على المجزرة الشاملة ضد قطاع غزة، التي تنفذها دولة الفاشية اليهودية، خرج رئيس حكومتها نتنياهو ليضع معالم جديدة لما سبق أن أعلنته الإدارة الأمريكية ووزير حرب الكيان العنصري غالانت، لبناء “نظام أمني جديد”، ليعلن أن هذه الحرب تماثل “حرب استقلال ثانية” (حرب اغتصاب 78% من فلسطين التاريخية الـ 1948).
في مؤتمره الصحفي الأول، وبعد مسلسل من جرائم حرب لم ترتكب طوال سنوات، ذهب رئيس حكومة العنصرية والفاشية الى استخدام تعبير مضاف لما سبق استخدامه، ليكشف جوهر العدوانية الجديدة التي بدأتها تل أبيب وواشنطن، مستغلة حدث 7 أكتوبر الذي نفذته حماس والجهاد.
محاولة نتنياهو ربط الحرب على قطاع غزة بما كان من حرب عام 1948، تكشف جوهر مشروع دولة الكيان الفاشي ضد أهل قطاع غزة، بأن التدمير والتخريب والقتل يجب أن يؤدي الى صناعة “نكبة فلسطينية جديدة”، خاصة وأن وزير جيش تلك الدولة تحدث بشعار فاشي مضاف لما سبق أن تحدثوا عنه، هدف اقتلاعي وليس اقصائي فحسب، بقوله “نحن أم هم”.
الانتقال من الحديث عن “القضاء على حماس وبنيتها العسكرية” الى “القضاء على أهل قطاع غزة” قتلا وتهجيرا الى تيه جد، في تصريحات نتنياهو وغالانت يشير جوهريا الى أن الهدف الحقيقي لحربهم المشاركة مع أمريكا، تتجاوز كثيرا حدود قطاع غزة، وما يجري فيها ليس سوى مقدمة لما سيكون في حال تمكنت دولة الفاشية والعنصرية من إعادة احتلالها للقطاع، وفرض مشروعهم الخاص، لفئة سكانية تقبل التعايش مع المشروع التهويدي، دون ان يصبح المكان يهوديا.
نظرية جديدة تبحث دولة الكيان الاحلالي – الإقصائي تنفيذها، بخلق آلية تعايش مع “سيادة يهودية” دون ضم أو الحاق، بعد التخلص من غالبية سكان قطاع غزة عبر القتل ولاحقا فتح باب التهجير ضمن سياق جديد، بحيث يكون الخيار واضحا، هجرة طوعية أو تشريد إكراهي، خاصة وأن إعادة اعمار قطاع غزة سيستغرق وقتا طويلا، في حال تم توفير أموال لذلك.
دولة الفاشية تنتقل من هدف الى هدف، مستفيدة من غياب أي فعل حقيقي محلي فلسطيني أو إقليمي عربي ودولي، يمثل كابحا للعدوانية، بسرعة لا متناهية وكأنها في سباق زمني، وفق جدول متفق عليه، استعدادا للمرحلة التالية، والتي لن تكون ساكنة بحدود الـ 365 كم مريع جنوب فلسطين التاريخية.
ورغم التطور السياسي الجديد في أهداف حرب دولة الفاشية على الشعب الفلسطيني، تنطلق من قطاع غزة، عقدت ما يعرف بـ “اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير” اجتماعها الأول بعد مرور 22 يوما على حرب الإبادة للوطنية، فجاء بيانها ليؤكد المؤكد بأنها باتت خارج الزمن الوطني، كان هدفها المركزي من اللقاء والبيان، ان تتمسك بأنها لا غيرها صاحبة القرار والكلام.
تجاهلت تنفيذية المنظمة كليا مسؤوليتها تجاه حرب التصفية الاستئصالية، وما هو واجبها المفترض وفقا لما تقول بأنها الممثل الشرعي الوحيد، اشارت الى حقها وتركت كليا ما عليها واجبا، وتغافلت بأن استمرار تنسيق سلطتها الأمني مع دولة العنصرية يؤكد شراكتها للحرب والعدوان، وكل ما جاء من “لغو الكلام” في بيان لن يترك أثرا لدى أي وطني فلسطيني، وبالتأكيد لن يلتفت له أي طرف غير فلسطيني، كونها وضعت ذاتها في موقع غير ذي صلة بالحدث التاريخي في فلسطين.
نتنياهو وحكومة دولة الفاشية تبحث صناعة نكبة رابعة واجتثاث الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، مقدمة لبناء نتوء تحت “الهيمنة اليهودية”، فيما يبحث ما يفترض أنه ممثل الشعب عن كيفية حماية ذاته من مخاطر الإزالة السياسية.. تلك هي ملامح من الكارثة الكبرى التي تدق باب بقايا الوطن.
ملاحظة: الخوف ..الشجب ..التحذير.. وما يشتق منها من أفعال لغوية تستخدمها النظم الرسمية العربية في حديثها مع الأمريكان لوصف حرب الفاشيين الجدد على قطاع غزة كأنها وقود لسرعة تنفيذ ما يحدث..كل البرم فشنك بدون ضرب على عصبهم..لو صح انكم صادقين.. مع انه كل الصح انكم مش هيك!
تنويه خاص: حسنا ما قاله رئيس الحكومة الفلسطينية اشتيه تصويبا لمحاولة بعضهم بيع حماس للغزاة، بتأكيده أنها حركة جزء من المشهد الفلسطيني..وعمليا هي الان محركه المشهد الى حين!