أمد/ كتب حسن عصفور/ بشكل مفاجئ، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية يوم السبت 18 نوفمبر 2023، تقريرا حول أحداث يوم 7 أكتوبر، الذي استخدمته دولة الاحتلال ذريعتها لشن أوسع حرب عدوانية ضد قطاع غزة منذ احتلاله عام 1967، حرب تتضح بأنها اقتلاعية تطهيرية، وضعوا لها عناوين واهداف تجاوزت كل “الخطوط المعتادة” في سنوات التوافق بينهم ودولة قطر على الوضع الخاص في القطاع منذ 2006.
يكتسب تقرير الصحيفة العبرية قيمة سياسية – أمنية مضافة، بتوقيت نشره في ذات يوم نشر الرئيس الأمريكي بايدن مقاله في صحيفة “واشنطن بوست” يوم السبت، حول رؤياه لليوم التالي للحرب، والتي تنطلق من استخدام حرب غزة نحو بناء “شرق أوسط جديد”، تنطلق من ترتيبات خاصة في قطاع غزة ثم تشكيل “قيادة فلسطينية جديدة” تتوافق والمشروع اليهودي – الأمريكي لحل سياسي يمنع قيام دولة فلسطينية وفق قرار الأمم المتحدة 19/67 لعام 2012، والتفكير بإنشاء “كيانية تحت الوصاية” بمسميات مختلفة.
تقرير “هآرتس” أشار الى تفاصيل ذات دلالة استراتيجية لافتعال حادث 7 أكتوبر نحو حرب شاملة على المشروع الوطني والمنطقة العربية، وبقراءة دقيقة لما نشر في الصحيفة العبرية يمكن الوقوف على جملة ملاحظات، تمثل مفتاحا هاما لمعرفة محركات بحث ما حدث وحقيقة التخطيط، وأبرز الإشارات التي تستحق الانتباه وفقا للتقرير:
* قيام منظمي الحفل الموسيقي “سوبر نوفا” بتغيير مفاجئ بتوقيته، عندما قرروا قبل أسبوع من المهرجان تمديده الى 3 أيام ليصبح الخميس الجمعة السبت، وهي المرة الأولى التي يتم ذلك، دون توضيح حقيقي لمسببات ذلك التغيير.
* تحقيقات الشرطة تشير بشكل غير مباشر بأنها على علم بقيام بعض عناصر من حركة حماس بعملية في بلدة مجاورة غير مكان الحفل.
* أكد التقرير ان عملية الخطف الكبيرة لم تكن جزءا من الهجوم المباغت، بل حدث وفقا لتطور الأحداث، ما يضع علامة استفهام كبرى حول ذلك المسار.
* استخدام مروحية إسرائيلية في عملية إطلاق النار على الحفل بما أدى لمقتل مشاركين ومهاجمين، ما يكشف أنه كان لهم ملاحقة كل المهاجمين واغلاق الطريق بين البلدات والسياج الفاصل، وليس الاكتفاء بمروحية هاجمت الحفل وتركت المسلحين و”المخطوفين” وغيرهم العودة “الآمنة” الى القطاع.
* كان يمكن لدولة الكيان، بعدما اكتشفت الهجوم على الحفل واقتحام مناطق أخرى، استنفار قوات أمنية كبيرة لمحاصرة كل الذين دخلوا، وليس الاكتفاء بمروحية، ثم بعد دخولهم الى قطاع غزة تتحرك تلك القوات الغائبة.
* مضافا لما نشرته “هآرتس” يمكن ربط ذلك بالمعلومات التي نشرتها وسائل إعلام عبرية بعد عملية 7 أكتوبر بأن رئيس الشاباك ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال علما بوجود حدث ما، دون أن يكون هناك رد فعل، في سابقة مثيرة للتساؤل.
* مراقبة منطقة السياج عشية يوم 7 أكتوبر كشفت غياب كبير للوجود الأمني – العسكري، ما فتح الطريق لتلك العملية.
وبعد نشر التقرير سارعت حكومة التحالف الفاشي بفتح النار على الرقابة التي سمحت بالنشر، فمنعت لاحقا نشره في الطبعة الورقية للصحيفة العبرية، مع مناقشة اتخاذ إجراءات خاصة لمنع نشر ما تراه ضارا بعمليتها الحربية في قطاع غزة.
تقرير “هآرتس” وثيقة سياسية – أمنية هامة جدا، ليس فيمن قام بقتل المشاركين، فتلك مسألة ثانوية قياسا بالحقيقة الأبرز حول كيفية صناعة الحدث نفسه، من تلك الوقائع الدالة أن هناك يد أمنية إسرائيلية بالتعاون مع أمريكا لصناعة “مبررات حرب شاملة”، تبدأ من قطاع غزة نحو فرض الهيمنة الأمريكية على “الشرق الأوسط” وحماية مصالحها التي ارتعشت في المنطقة، وفقا لرؤية بايدن في “واشنطن بوست”.
تقرير “هآرتس” يجب أن يُرى في سياق “فوائد سياسية” لدولة الكيان من الحرب على غزة، ليس فقط في القضية الفلسطينية، بل على وضع الكيان ذاته الذي كان يتجه لـ “حرب أهلية” داخلية، أوقفتها مؤقتا تلك العملية العدوانية.
تقرير “هآرتس” يجب أن يكون عامل قراءة جديدة للحرب على قطاع غزة، وأهدافها السياسية الحقيقية والدور الأميركي بها، استباقا لمرحلة قادمة، وذلك ما يجب أن يكون محور الحراك الرسمي العربي لو كانوا صادقين في حراكهم.
تقرير “هآرتس” يحمل قيمة تاريخية لو تم الاستفادة القصوى منه في حراك ضد الحرب العدوانية على فلسطين المشروع والممثل.
ملاحظة’: حسب كلامهم خسرت حكومة العدو الفاشي 9 مليارات شيكل في أول شهر من حربها…طيب معقول أمريكا تدفع 8 مليار دولار وأسلحة وترسل غواصات وتل أبيب تخسر كل هالمخاسر عشان خطف كم واحد..هاي بدها مهابيل الكون ليصدقوها..الصح بلش يكشف حقيقة البعد التآمري لهيك شغل.
تنويه خاص: قصة خطف الحوثيين لسفينة في البحر الأحمر بأنها خدمة لفلسطين مش كتير مقنعة.. خاصة والكل عارف البير وغطاه..معلمهم الفارسي لن يشارك بحرب تخسره كل مرابحه مع الأمريكان..هيك عملية مش عارفين مدفوعة الأجر اما مضحوكة العقل…وطبعا الرابح منها بني “سام” ومش بني “كنعان”.