كتب حسن عصفور/ منذ أن تمكنت أمريكا ودولة الكيان من تمرير “انقلاب حماس” الحزيراني 2007، وهي تعمل على رسم مسارها الخاص ضمن عملية خطف شمولية لقطاع غزة، وتحويل جوهره الكفاحي الإنساني لمظهر غريب، بمسميات تعتقد هي ومن يقف معها “قناعة أو مصلحة أو تحت طائلة الترهيب”، انها كفيلة بتمرير كل مبيقاتها ضد المواطن الغزي.
ما قبل “الانقلاب الحزيراني” مركب الأدوات محدد الهدف نحو فصل وحدة السلطة الفلسطينية الجغرافية، في سياق مخطط التهويد والضم والتقاسم الوظيفي، الذي وضع قواعده الجديدة الإرهابي الراحل إيرك شارون، كان قطاع غزة يعيش حالة من الحياة الإنسانية ليس كما توقع أهلها بعد قيام السلطة مايو 1994، أو كما روج البعض كثير الكلام، بأنها ستصبح “نموذجا مزدهرا”، رغم أن كان لها ان تكون، لكنها لم تصبح، رغم ذلك كانت الحياة العامة مقبولة الى حد الممكن، وليس المرغوب.
ومنذ 2007، انحدرت الحياة الإنسانية بكل معالمها في قطاع غزة الى واقع لم يمر يوما، وكان قوة طرد لكل من يمكنه الهروب نحو هجرة رقميا شكلت حركة نزوح جماعية حال توفر المكان، بل هناك من اختار الخروج فيما بات يعرف بـ “مراكب الموت” خيارا عن “الموت قهرا وجوعا”، فيما ترتفع “أبراج الثراء والثروة” لفئة فرضت حكما بقوة السلاح ومكذبة الشعار.
ورغم محاولات الترهيب متعددة المسميات، حاول أهل قطاع غزة أن يخرجوا رفضا لما فرض عليهم قهرا وحياة خارج المألوف، فيما تكتنز فئة كل ما للقطاع خيرا، فكان أول كسر لفرض “الخنوع”، أن قررت مجموعة شعبية أن تعلن أنها لن تقبل السير نعاما، فكان “#حراك_بدنا_نعيش”، صرخة غضب ضد فرض ما لا يراد، حراك كسر كثيرا من الخوف السائد، وكان له أن يفرض تغييرا في مسار “الخطف”، ولكن المسار الغاضب لم يصل الى مراده الشعبي بعد حملة الإرهاب التي نفذتها أجهزة حماس الأمنية، وخاصة جناحها المسلح “كتائب القسام”، وجبن الفصائل وسكون حركة فتح التي كان لها دور كبير في تسليم القطاع للحركة الانقلابية، وسلوك سلطة تعاملت بشكل لا يليق بمسماها التمثيلي.
وحاولت فئات أخرى، أن ترفض الخنوع لما بعد كسر #حراك_بدنا_نعيش”، فكان حراك أهل خانيونس ثم الاتصالات، وحراكات مناطقية محدودة، تركت بصماتها بأن الترهيب الحمساوي لن يكسر روح الغضب والتمرد، رغم خيانة فصائل تدعي أنها تدافع عن المواطن وحقوقه لتتعرى وتبدوا أنها جزء من أداة القمع والترهيب، بل والتغطية على الجريمة الكبرى بمسمى كاذب “فصائل المقاومة”، وربما يكون صوابا لو تم تكملته بأنها “فصائل مقاومة الحياة الإنسانية” في قطاع غزة.
ومجددا تطل ملامح حركة تمرد على الصمت والسكون لمصادرة الحياة في قطاع غزة، بعد وفاة المواطن “عطايا بركة” في دير البلح جراء مس كهربائي يوم 14 يوليو 2023، فكانت شرارة الحراك حول استغلال شركة الكهرباء، تحت مسمى “#المولد_الرابع”، حركة ربما تعيد القاء الضوء على ما يفتقده أهل قطاع غزة من مقومات الحياة، ومحاولة مصادرتها بشعارات وهمية، لم تقدم للقطاع لا كرامة وطنية ولا كرامة إنسانية.
وكي لا يعتقد البعض من المسميات الفصائلية أنها “بريئة” من تلك الجرائم التي تمارس منذ 2007، فكلها تتحمل مسؤولية مباشرة، وفي المقدمة منها حركة فتح، التي لها جمهور قادر أن يعيد تصويب المسار، لكن مسؤوليها قرروا “مشاركة حماس” بالصمت والخنوع والخوف، فيما اليسار الفلسطيني المفترض انه الممثل الأقرب للناس تقف فصائله حائرة بين خوف وانحياز..تبرر سلوكها الانهزامي بما يزيدها اتهاما.
ويبقى السؤال الذي لا يجب أن يغيب ما هو دور حكومة د.محمد اشتية فيما يحدث أو فيما يجب أن يحدث، بحكم تمثيلها العام للشعب الفلسطيني، ومسؤوليتها وفقا للقانون، فالانقلاب الحمساوي لم يسقط التمثيل، وعليها أن تتحرك فورا لنصرة من هم أحق بالنصرة من غيرهم.
حركة “#المولد_ الرابع” يجب أن تتحول الى صرخة تصويب حقيقي لواقع الحياة الإنسانية، والانتباه لهموم المواطن قبل الذهاب الى شعارات خادعة…يا “فصائل الشعارات الكبيرة”.
وإلى بعض المدعين زورا بأنهم يمثلون الناس..”الجبان لن يكون ممثلا ولا يملك تفويضا”.. مكانه زاوية عار الى حين الرجم الوطني.
ملاحظة: منذ زمن بعيد غابت نداءات النجدة الأمريكانية عن يهود دولة الكيان..أول مرة من سنوات تطلق الشعارات “#إنقذنا يا بايدن” من خطر الديكتاتورية والحرب الأهلية…#إسرائيل_ترتعش.
تنويه خاص: فضيحة جديدة تعيشها دولة الكيان..خروج أحد نشطاء الليكود البارزين ليفتخر بحرق 6 مليون يهودي “اشكنازي”…تخيلوا لو قالها شخص غير هالشخص..يااااااااااااااااه كانت الملاطم وصلت الى بلاد الواق واق..لكن هاي هي دولة الفاشية الجديدة”.