كتب حسن عصفور/ يوم السبت 2 سبتمبر نشرت صحيفة عبرية، تقريرا عن أخطر الأزمات التي تعيشها دولة الكيان، ورأت أن الأزمات التي تمر بها إسرائيل “يمكن أن تؤدي إلى تدمير الدولة، وهي الأشد منذ تأسيسها، فلم يعد الأمر يتعلق بنقاش سياسي أو صراعات ائتلافية في المعارضة، بل يتعلق بأزمة اجتماعية ومدنية عميقة تسبب انقسامات ضخمة، مما يؤدي إلى زيادة الاستقطاب والكراهية وتعزيز القبلية بدلاً من الوحدة”.
وحددتها بعناوين، “خسارة إسرائيل لقوتها الاستراتيجية، وفي تقليص حرية العمل الأمني ضد إيران وحزب الله وسوريا، وفي ضعف العلاقة مع الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية؛ وفي الأزمة الاقتصادية التي تجلت في ضعف الشيكل وانسحاب الاستثمارات الأجنبية من إسرائيل، بالإضافة إلى أزمة التعديلات القضائية”.
وفي اليوم التالي لنشر ذلك التقرير، خرج وزير جيش دولة الكيان يوآف غالانت ليفتح النار على وزراء وأعضاء “التحالف الحكومي”، معتبرا أنهم يشكلون خطرا على أحد أهم “أصول الدولة”، مضيفا انهم ينشرون الأكاذيب فيما يقولون عن الجيش.
تصريحات غالانت، ربما هي الأولى منذ عام 1948، ان يخرج وزير جيش يهاجم وزراء ونواب من تحالفه الحكومي، ويعتبرهم خطرا على المؤسسة العسكرية، ليكشف عمق الأزمة الأمنية التي تتفاقم سريعا منذ فوز “التحالف الفاشي”، بعدما هاجم غالانت بشكل صريح مسعى الوزير بن غفير لتشكيل “قوة تنفيذية” خاصة خارج المؤسسة الأمنية الرسمية، ما اعتبر انقسام صريح، بعدما تم القضاء على العصابات المتمردة على جيش بن غوريون.
تصريحات غالانت، رغم أنه ليكودي وحليف لنتنياهو، لكنها تكشف أن ما يحدث في المؤسسة الرسمية يكسر كل الأعراف السائدة، خاصة بعدما صمتوا على قيام نجل رئيس الحكومة بإهانة رئيس أركان جيش الكيان هاليفي، بوصفه رئيس الأركان الأسوأ.
أقوال وزير جيش دولة الكيان العلنية هي أحد المظاهر التي أشار لها تقرير الصحيفة العبرية، حول أزمات يمكن لها أن تضع نهاية لدولة إسرائيل، وتلك مسألة لم تعد جزءا من “خيال سياسي” كما كان البعض دوما يراها، بل أصبحت جزءا من “النقاش اليهودي العام”، ليس في داخل الكيان بل خارجه أيضا.
لم يكن أبدا متوقعا يوما، أن يطالب مسؤولين أمنيين إسرائيليين بتاريخ حافل بخدمة الكيان، الرئيس الأمريكي بعدم استقبال رئيس حكومتهم في البيت الأبيض، كي لا يمنح “شرعية” لما يقوم به التحالف الحكومي برئاسة نتنياهو، دعوة تلخص طلب سحب الاعتراف به، كونه كما وصفوه وحكومته بـ “خطر على اليهود”.
عمق الأزمات التي تنهش بالكيان، وتهدد وجوده، تحمل في جانب منها، رغم محاولة البعض الهروب عنها، هو العمل على تعزيز “المشروع التهويدي” في الضفة الغربية والقدس، ومحاولة فرض احتلال على شعب آخر، عدده يساوي عدد اليهود في فلسطين التاريخية، ومحاولة فريق استيطاني أن يفرض مشروعه الخاص ليصبح مشروع الدولة العبرية العام، تأكيدا بأنها أحد مظاهر الصراع المركزية، رغم محاولة البعض تهميشها، كي لا يقف أمام مواجهة صياغة الحل المناسب لها، خاصة مع تنامي حركة الغضب الدولي من موقف دولة الاحتلال.
هروب حكومة التحالف الفاشي بتصدير “أوهام” التطبيع مع دول عربية وخاصة السعودية، بأنها ستكون هي الحل بعيدا عن فرض دولة فلسطين، لن يستقيم أبدا، ليس لقوة الطرف الرسمي الفلسطيني وفصائل فاقدة الرؤية، مسارا ومصيرا، بل لأن أزمة الصراع مع فلسطين شعبا وقضية باتت جزء من “الأزمة الداخلية الإسرائيلية” للمرة الأولى منذ عام 1948، فلا حل لمنع “الحرب الأهلية” داخل الكيان سوى بهزيمة فريق مشروع التهويد والاستيطان.
أزمة جيش الكيان المضافة لأزماته الكبرى، يجب أن تكون دافعا لصياغة “رؤية فلسطينية” تعيد الاعتبار لقوة الدفع الوطني العام، ومحاصرة المشروع المعادي نحو فرض المشروع الاستقلالي التحرري بديلا لمحاولة “التسول السياسي” القائمة أو “التبعية الذيلية” لأطرف خارج النص الوطني.
ملاحظة: هل تفتح الجامعة العربية، بعيدا عن موقفها ودولها من الراحل القذافي، حول ما قاله رئيس الحكومة الإيطالية آماتو بأن دولة الاستعمار الفرنساوي قتلت 81 ليبيا بعد قصفها طائرة اعتقدت أن القذافي بها…هيك قصص مش لازم تمر كخبر..تأكدوا ان متابعتها بتعطي قيمة لمن يبحث عنها..اصحوا يا عرب!
تنويه خاص: “شغب الأريتيريين” وما نتج عنه من فتح بطن العنصرية بكل جوانبها في دولة الكيان مظهر مفيد..بلكن دول الغرب المنافقة تبطل تحكي عن “نموذجها” الإسرائيلي ..وتشوف ان الفاشية والعنصرية مش ضد الفلسطيني وبس بل ضد اليهودي اللي مش أبيض!