كتب حسن عصفور/ في المقابلة الأولى مع وسيلة إعلام أجنبية، قال القائم بأعمال وزير خارجية إيران على باقري كني لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن “إسرائيل تخسر حربها في مواجهة محور المقاومة وحركة حماس”.
تصريح كان أن يكون “مقبولا” من محلل سياسي او إعلامي يريد “تظهير” الدور الفارسي في المشهد القائم في المنطقة منذ حادث يوم 7 أكتوبر 2023، وتعبيرا عن حالة عاطفية لا تتوافق والحقيقة القائمة مع مخرجاتها في قطاع غزة والضفة والقدس، بين تدمير وتخريب وتهويد وتشريد، وإبقاء مسمى القطاع بدون مكوناته الإنسانية، والذي يتطلب اعادته الى ما قبل أكتوبر سنوات في حال توفرت كل الممكنات المالية والتنظيمية، وقبلها الأمنية – السياسية.
ربما مثل تصريحه سقطة كلامية كي لا يبتعد عن “الهوجة الإعلامية” في بلاد الفرس، رغم إنه ذهب إلى محاولة “الطمأنة السياسية” لدول الغرب في الملف النووي الإيراني، الذي عاد كأولوية على جدول الأعمال الأمريكي – الإسرائيلي ومعهما الأوروبي، منذ بيان وكالة الطاقة النووية، عن زيادة إيران تخصيب اليورانيوم 30 مرة عن الحد المسموح به، ولاحقا في شهر يونيو أكدت أن إيران تواصل زيادة قدراتها النووية.
وسريعا جهزت دول الاتحاد الأوروبي، مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران ويدعو للرد على “خطورة الوضع”، بعدما أصبحت قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 بالمئة ومراكمة مخزوناته التي تتزايد باستمرار، وتجاوبت معها الولايات المتحدة أواخر شهر يونيو فنددت بـ “التصعيد النووي الإيراني” وطالبت بفرض عقوبات جديدة على طهران.
وكانت وسائل إعلام متعددة، كشفت بأن رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية بنيامين نتنياهو، تشكيل فرق استخباراتية وأمنية لمتابعة نووي إيران.
وساعات بعد محاول اغتيال المرشح الرئاسية الأمريكي ترامب، اشارت شبكة ”
سي إن إن”، بأن أن الولايات المتحدة تلقت معلومات عن مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، وإن جهاز الخدمة السرية أبلغ حملة ترامب بوجود تهديد متزايد.
مؤشرات سبقت عودة الاهتمام الأمريكي – الإسرائيلي في الملف الإيراني، عبر اللقاءات المباشرة أو الهاتفية، برزت خلال محادثات سوليفان وبلينكن مع وفد إسرائيلي في شهر يوليو، حيث كان واضحا جدا مركزية الاهتمام بملف إيران، التهديد والنووي، ما عاد تأكيده وزير الدفاع الأمريكي بعد أيام في اتصال مع وزير جيش دولة الكيان غالانت.
ذلك الاهتمام الموسع والمفاجئ من قبل الإدارة الأمريكية، بعدما حاولت “تبريده” بمفاوضات مع طهران في مسقط، وكبح جماح نتنياهو لوضع “التهديد الإيراني” جزءا من المواجهة الشاملة، فرضته تطورات المشهد الانتخابي الأمريكي، وملامح عودة ترامب ليصبح جزءا من الحملة الانتخابية، واستغلال رئيس حكومة الكيان ذلك، لقطع الطريق على التوصل إلى “صفقة تبادل” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يلحق ضررا مؤثرا في فرص نجاح بايدن.
ولكن، السؤال الأهم، والذي تهرب منه أطراف مختلفة، هل يمكن الحديث عن اليوم التالي لحرب غزة، دون تناول الدور الإيراني في المنطقة، ليس في فلسطين وحدها، بل في لبنان والبحر الأحمر، إلى جانب العراق، فترتيبات الحل في قطاع غزة ستكون مرتبطة بالمشهد الإقليمي، كونها عناصر مترابطة وخاصة الجبهة اللبنانية والبحر الأحمر، وتأثير الإيرانيين في دور الحوثيين.
هل يمكن أن يكون هناك ترتيبات اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، مع وجود احتمالية قيام مجموعات ما بفتح جبهة عسكرية مع دولة الكيان، خطر سيكون أبرز مطالب مجلس إعادة اعمار القطاع، كونها لن تقبل تقديم مساعدات مالية ضخمة لتعود مجدد للتدمير والتخريب، وهنا المعادلة تصبح حتمية بين إعادة الإعمار والإغاثة مع وقف أي حرب أو مواجهة عسكرية مع القطاع أو حولها، وذلك مرتبط بالدور الفارسي مع فصائل فلسطينية ليس حماس وحدها.
هل يمكن بحث اليوم التالي في قطاع غزة دون ترتيبات خاصة في لبنان، تحد من سلاح حزب الله على شمال الكيان، وربما ترتبط أيضا بملف لبنان الداخلي.
ليس سرا وجود قوات بحرية أميركية معروفة باسم “واسب” تشمل عدداً من السفن الحربية، قادرة على حمل إمكانيات كبيرة من الدفاعات والقوات الجوية ومنها طائرات مقاتلة من طراز إف 35، متواجدة في المنطقة، وجاهزة للعمل، مع وجود قواعد عسكرية في قطر.
عناصر لا بد من رؤيتها في مسار المعركة السياسية التي بدأت “عمليا” لترتيبات اليوم التالي لحرب غزة، فلا وقف ولا مساومة ولا صفقة شاملة، دون تسوية الملف الإيراني.
ملاحظة: تقرير “هيومن رايتس ووتش”، بعيدا عما يحمله من معلومات اعتبرتها حماس كذب وتضليل..لكن التعامل معه بتصريح صحفي مش حيكون مقنع وخاصة أن “المدعي العام للجنائية الدولية” حكى كلام قريب له ..مطلوب تشكيل لجنة ” فلسطينية مهنية جدا” للرد على ما قيل وسيقال بعد شوي..غير هيك الحكي حيروح في طريق تاني خالص.
تنويه خاص: كان زمان يقال الموت بينسي “الأحقاد”..لكن يبدو في بقايا البلد مش هيك..قبل فترة استشهد عدد من افراد عيلة هنية فالرئيس عباس ما حكى معه..طبعا الرد انه كل الشهداء واحد وهذا صح الصح جدا.. لكن دايما في مجاملات خاصة للشخصيات الرمزية..قبل كم يوم توفى ابن شقيق الرئيس فهنية رد التجاهل بتجاهل..اللي مش قادرين يحسوا بفجع الموت بدهم يحسوا بمصايب الناس…خراريف..
لقراءة مقالات الكاتب اضغط على الموقع الخاص