كتب حسن عصفور/ تأتي ذكرى النكبة الـ63 هذه السنة، والظروف تقول إنها أكثر مناخات ملائمة لتحرك شعبي يعيد ذلك الرونق للكفاح الشعبي الفلسطيني، فمناخ العام 2011 لا يتكرر كثيرا من حيث الظروف المحيطة والمساعدة كي يقدم الشعب صورا جديدة من صور العطاء النضالي، حيث المصالحة الوطنية الفلسطينية لا تزال غضة جدا، و الفرح الجماهيري والتحرك الشعبي احتفاء بها ما زال مستمرا، وعليه فالاستعداد للحراك جد مناسب من مختلف القوى الفلسطينية، نحو إحياء ذكرى النكبة بشكل مختلف عما سبقه في عابر السنين، خاصة سنوات ‘النكبة الداخلية – نكبة الانقسام’ ، ما يشكل حافزا مضافا لفعل مضاف جديد للتاريخ الوطني، مدنيا وشعبيا وروحا حضارية ملؤها الثورة التي يختزنها الشعب حتى تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والتحرر والعودة..
كما أن المناسبة تأتي ومخزون الحراك الشعبي العربي لا ينبض، رغم حرب الرؤساء والقادة، ومع وجود تشوهات تنتاب بعض أنماط الحراك وخاصة من لجأ للأجنبي بديلا عن الحراك الشعبي، لكن انتصار مصر بمخاوفها المشروعة وتونس مع كل ما يحيط بثورتها من مطبات تكبر أحيانا، إلا أن انطلاق روح الثورة الشعبية يبقى سيد الموقف، لتحريك ماكينة الفعل الجماهيري الشعبي التي تعطلت بفعل فاعل منذ سنوات، وعليه تبدو أن سنة النكبة هذه ليست كما سبقها..
بل إن دولة الاحتلال مصابة بهوس الخوف والرعب من قادم الأيام وحدوث ما لا يمكن تقديره فلسطينيا، وأخذت الاستعداد الأمني الكامل لمواجهة احتمالات اندلاع حركة شعبية وطنية فلسطينية مدنية وغير مسلحة، تدخلها في داومة كشف عوراتها السياسية العنصرية دوليا، مع غياب أي أمل بالتسوية والسلام الذي توقعه الفلسطيني، لكنه ذهب دون عودة بانتظار قوة فعل تعيد الصواب لقادة دولة المحتل علها تتدرك مدى خسارتها بتضييع فرص السلام المتلاحقة، ظرف مناسب سياسيا إلى حد اللامعقول ليأتي ويفتح ‘أبواب العودة’ إلى مسيرة شعب يريد الخلاص من الاحتلال بمقاومة سجلها كماركة عالمية في النضال ( الانتفاضة)، والتي كانت أساسا شعبيا كسرت شوكة المحتل وكذب دولته عالميا ..
وسط كل التوقعات بانطلاق حركة شعبية واسعة جدا داخل حدود ( فلسطين التاريخية) وحولها، وتحويل مدن وبلدات فلسطين إلى عرس وطني شعبي متصادم مع المحتل، وسط هذا الانتظار، خرج من يقول لن نسمح لوجود مظاهرات ‘عنيفة’ في الضفة الغربية، جواب عن سؤال لمحقق في راديو إسرائيل العبري، جاء الجواب خاليا من كل أنماط الذكاء السياسي، بعيدا عما يجب أن يكون ممن عليه التحدث الآن، وكأنه أراد إرسال رسالة أمن وآمان للمحتل، بدلا أن يرسل رسالة تفعيل الحراك للداخل الفلسطيني، مقولة مظاهرات ‘غير عنيفة’ مصطلح لا يستقيم مع مكانة الفلسطيني الخائب من كل ما حوله، وينتظر لحظة الانطلاق للتعبير عن روحه المعتقلة، بل إن الكلمة المستخدمة ‘غير عنيفة’ لا تأتي في سياق الوصف المنطقي، خاصة أن الحراك التظاهري سيكون مواجهة مع المحتل والذي يتربص بالفلسطيني.. كما أن الأغرب هو الحكم المسبق على نمط المظاهرات وشكلها، عنيفة أو غير عنيفة، ونسي المتحدث أن يقدم للشعب الفلسطيني تلك الوصفة التي تميز بينهما..
(الملافظ سعد) ، هكذا تحدث الحكماء قبلا، لكن يبدو أن حكمة الماضي لا تجد سبيلها لبعض ممن يتحدث هذه الأيام، فتبدو ملافظهم مستفزة جدا إلى درجة الاستنكار..
ملاحظة: أعلن تليفزيون المنار’ التابع لحزب الله’ عن تشكيل إمارات إسلامية في مدن سوريا.. كم هي مفارقات عالمنا اليوم.. الإعلام الرسمي السوري لم يجرؤ على هذه ‘ الفنتازيا’، ولله في خلقه وبعض أفعال أتباعه شؤون..
تنويه خاص: أصبح لدى العرب اليوم، نادي مملكات العرب، مبروك جدا، وعقبال نادي جمهوريات العرب، شرط أن تكون نتاج حراك شعبها.. أمنية أن يصبح بين الناديين لاحقا ( الكونفدرالية العربية المتعاونة)..
تاريخ :14/5/2011م