أمد/ كتب حسن عصفور/ سيبقى ما حدث يوم 15 ديسمبر 2023، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عالقا في الذاكرة الإنسانية رغم المخزون غير المسبوق فيما كان خلال الـ 71 يوما الماضية.
فجأة، لعبت الصدفة دورا لكشف حقائق كانت تحتاج كثيرا من الإثبات في عالم متحرك التفكير، بأن دولة الكيان العنصري ترتكب جرائم حرب ضد الفلسطيني، أي كان الحال الذي يكون به، مواطنا عاديا، مقاتلا فقد القدرة على الاستمرار فتوقف، فكانت عملية قتل 3 إسرائيليين في حي الشجاعية ممن كانوا “محتجزين” في قطاع غزة من يوم 7 أكتوبر 2023، لتؤكد حقيقة جيش الفاشية اليهودية.
قتل 3 أشخاص، رفعوا راية بيضاء نصف عراة، من قبل جيش محترف لا يمكن اعتباره عملية خطأ مهني، بقدر ما أزال غبارا بأن الثقافة الأساسية لتلك القوات، أن القتل هو المهمة المركزية، بعيدا عن أي ظروف خاصة، للطرف المواجه، مقاتلا أو مستسلما، قادرا أو غير قادر.
“فضيحة الشجاعية” بقتل أشخاص مستسلمين يتحدثون العبرية، تشير أن ما تنفذه قوات جيش الاحتلال والدولة العنصرية، ليس حربا ضد مسلحين أو مقاتلين، كما حاولوا نشر أكاذيب متلاحقة، بادعاءات متعددة الأوجه، بل هي حرب إبادة وتصفية جماعية لكل جسم متحرك في قطاع غزة، وكل بيت يمكن اعتباره خطرا محتملا، قتل من أجل القتل الانتقامي الترهيبي.
“فضيحة الشجاعية”، كرست كل ما قاله أهل فلسطين، أن الحرب على قطاع غزة ليس ردة فعل كما حاولت “الغرفة المشتركة” الأمريكية – الإسرائيلية تمريرها منذ لحظات قرارها بالغزو العام، بل هي حرب تدميرية، وحرب إبادة جماعية نحو فرض وقائع سياسية جديدة، على طريق إقامة حلم مشروع التهويد الأشمل والأكثر اتساعا من فلسطين.
“فضيحة الشجاعية”، ستلعب دورا رئيسا في مواجهة الحملة التي انطلقت لحظات بعد 7 أكتوبر حول السلوك الفلسطيني، وبأن المشاهد الخادعة التي تم نشرها وتبنتها إدارة بايدن وطاقهما اليهودي – الصهيوني، سقطت وكشفت ان الحرب هي جزء من مخطط تدميري للكيانية الفلسطينية المستقبلية، بعدما بدأ البعض يضعها، وإن كانت منقوصة السيادة ومشوهة التكوين نسبيا، شرطا لصناعة سلام إقليمي تراه أميركا ضرورة لحماية بقايا ما تبقى لها مصالحا أمام قطار التغيير العالمي السريع.
“فضيحة الشجاعية”، كشفت أكاذيب أمريكية قبل إسرائيلية، بأن الحرب على قطاع غزة تبحث عن “إزالة” تهديد لدولة الكيان، وبأنها حرب للهروب من أخطر أزمة في تاريخه منذ 1948، بعدما كانت على أبواب حرب أهلية تهدد “الوجود الكياني” لتلك الدولة.
“فضيحة الشجاعية”، بما أقدمت عليه قوات دولة العدو، من قتل أشخاص لا يمثلون أي خطر محتمل، هو إعادة اعتبار للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي كشف حقيقة جرائم الحرب التي تحدث في قطاع غزة، وبأنها فاقت الممكن والمحتمل لوصفها “ردة فعل”، ما وضعه أمام حملة نيران مكثفة جدا من الدولة العنصرية وراعيها المركزي الولايات المتحدة، مطالبين بإقالته.
“فضيحة الشجاعية”، منحت الفلسطيني الذي احتجز من احتجز لظروف خاصة بالصراع، بعيدا عن الصواب والخطأ فيما يتعلق بعملية 7 أكتوبر، مكانة إنسانية كاشفة بعدما تحدث من خرجوا من الأسر أحياء حول سمات تتعاكس وحملة التشويه والشيطنة، فكانت عملية 15 ديسمبر في قطاع غزة بقتل أناس لأنهم في منطقة فلسطينية صفعة لرواية لن تصمد طويلا.
“فضيحة الشجاعية”، حرمت حكومة الفاشية اليهودية ومجلس حربها من “تسجيل نصر” لو تم بقائهم أحياء، فتحول الأمر من “بشرى كبرى” الى “فضيحة كبرى” ستلاحقهم الى زمن بعيد، نتاج مخزون الحقد والكراهية للفلسطيني.
ويبقى السؤال الأساس كيف يمكن الاستفادة الوطنية من “فضيحة الشجاعية”، وتسخيرها لخدمة الرواية الفلسطينية أمام “الرواية الأمريكية – الإسرائيلية”..رواية الحق مقابل رواية الخداع، مع بروز انعطافة دولية ضد جرائم حرب وحرب إبادة تنفذ على الهواء بشرا وحجرا وأرضا ومستقبلا.
ملاحظة: حسنا فعلت القناة القطرية برفع ملف اغتيال الصحفي سامر أبو دقة الى “الجنائية الدولية”..بيكون أحسن وأحسن لو شمل ذلك كل من اغتالتهم قوات الفاشية اليهودية خلال حرب التدمير العام..لسه في وقت لو ناويين.. لو مش خلاص غيرهم يعملها..المهم تصير.
تنويه خاص: الطالب جاد أبو حمدة (15 عامً) فلسطيني أمريكاني، تم فصله من مدرسة في ولاية فلوريدا..التهمة أنه أمه اعتبرت اللي بيصير في حرب غزة وحشية ونشرت صورة لجندي وبندقيته نحو طفل..تخيلوا لو صار اللي صار مش مع دولة الكيان..أكيد الرئيس النعسان ووزيره التوهان ما ناموا ليلهم قبل ما يلعنوا سلسفيل المدرسة والبلد..هاي هي أمريكا يا عربان.