أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما صدر قرار مجلس الأمن رقم 2720، بعدم استخدم أمريكا حق النقض، وسمحت بتمريره، حاول البعض أن يراه خطوة هامة نحو الحد من حجم جرائم الحرب، التي تقوم بها دول الفاشية اليهودية ضد الشعب الفلسطيني، وبالأساس في مرتكز المواجهة الكبرى قطاع غزة، كمحاولة لسد عجز لم يعد خافيا.
وكما هو تقليدي جدا، أكملت دول العدو حربها الشاملة، وكأن القرار لم يكن، بل أن رئيس الولايات المتحدة بايدن هاتف رئيس التحالف الفاشي داعما لمسار الجرائم التي توسعت، وانتقلت من مرحلة مطاردة منزل لمنزل الى مطاردة مربع سكني لمربع أخر، ليصبح أمر التدمير هو القاعدة الرئيسية لتلك الحرب التي وصفتها، صحيفة “واشنطن بوست”، وهي المعروفة تاريخيا بانحيازها المطلق لدولة الغزو والاحلال وتبني الرواية الصهيونية وتمرير زيفها التاريخي، بقولها ما يحدث لم يسبق له مثيل فيما سبق من صراعات وحروب في القرن العشرين والواحد والعشرين.
وبعد المكاملة التشجيعية من الرئيس الأمريكي، وقبل دقائق من ساعة منتصف ليلة عيد الميلاد بالتوقيت الغربي، أقدم جيش الفاشية اليهودية، على ارتكاب واحدة من المجازر في بلدة المغازي وسط قطاع غزة، سقط خلالها ما يقارب الـ 70 شهيدا في زمن مدته لا يتجاوز الـ 5 دقائق، لتسجل الذاكرة الإنسانية مجزرة المغازي في معيار قياسي فريد.
مجزرة المغازي، توقيتا هي الرسالة الأوضح، بأن دولة الكيان لن تقيم وزنا لأي قرار دولي، او إقليمي، وبالتأكيد عربي، ما دام الأمر مقتصرا على نطالب ونناشد وندعو، وتستبدل مطالبة وقف الجرائم النتنياهوزيمية المعاصرة بمساعدات تحد من الموت جوعا بدلا من الموت قصفا أو قهرا.
مجزرة المغازي، ليس حدثا كما قبله، خاصة وأنها توافقت مع جهود مصر الحثيثة لصناعة أفق لوقف العدوانية الغازية ضد قطاع غزة، بملامح تغييرية شاملة، جوهرها وضع أسس لما بعد الحرب، وربما هي أول محاولة واضحة لقواعد ما بات يعرف بـ “اليوم التالي”، وكأن رسالة حكومة الفاشية اليهودية المبكرة بأنها غير ذي صلة في المرحلة الراهنة على البحث في أي مبادرة أو أفكار تعرقل مسارها العدواني، فهي تسابق الزمن كي تلحق تدمير ما يمكن تدميره وقتل ما يمكن قتله الى حين.
مجزرة المغازي، ليست قصفا لنفق أو مجموعة مسلحين، بل هي قصف مركز لمربعات سكنية كاملة، تريد ان تترك بصمة أن كل مربعات قطاع غزة هدفا، ولا مكان له حصانة ما دامت قيادة الغزو الاستعماري الفاشية قررت ذلك، ضمن حرب الاستئصال للكيانية الفلسطينية، بشرا وأمكنة ووجودا.
مجزرة المغازي، تتطلب ممن يصر أنه ممثل الشعب الفلسطيني أن يخلع ثوب الارتعاش المسكون به، ويعلن ردا واضحا بأن الفكاك بات واجبا وأنه ما كان قبلا لن يكون بعدا، موقف لا بديل له لو أن الممثل يمثل فلسطين، وليس منقبا باسمها لضرر مختف.
مجزرة المغازي، التي قامت بها الفاشية اليهودية المعاصرة الـ “نتنياهوزيم”، تعلن أنها فوق كل حساب، لا تقيم وزنا للبكائيين أي كان مسماهم وصفتهم…رسالة أن على الفلسطيني ألا ينتظر سوى ما له من الممكن الكفاحي.
ملاحظة: بعدما لفت نصف الكرة الأرضية..شو أخبار لجنة “قمة الرياض” السباعية أو الثمانية مش كتير فارقة.. نسيت تكليف القمة بالعمل على منع استمرار قتل الفلسطيني..معقول لساتكم معتبرين أمريكا “شريك لكم” مع انها بتقلكم كل دقيقة انها شريك بالجريمة لا أمها..لكن شو كان ممكن يكون من لجنة قمة اليوم الواحد..غير وهم مكعب.
تنويه خاص: هو ليش فصائل المواجهة في قطاع غزة مصرة تعمل بالمفرق..مع انه قبل الحرب كان عندهم “غرفة” حتى لو ما كانت مشتركة..كل فصيل على راسه شغال مش رسالة منيحة…أقلها نسقوا إعلانات العمليات وبعض الكلام..الثمن كتير كبير بده اهتمام كبير.