كتب حسن عصفور/ تطورات سياسية متسارعة تشهدها دولة “الفاشية اليهودية”، بعدما انتقلت المظاهرات من عدد مرتبط بعائلات “الرهائن” في قطاع غزة الى اتساع المشاركين فيها، عددا وأهدافا، وكسرت “محرم” يمس الحكومات في “زمن الحرب” كما كان في مراحل سابق، وأصبح الحديث عن حتمية إسقاط نتنياهو حدثا يوميا، سواء بالذهاب الى انتخابات مبكرة، أو القيام بمناورة داخل التحالف الحاكم.
الحراك الداخلي في دولة الكيان، بدأ يأخذ مظاهر متشابكة ومترابطة في آن، كان الأبرز منها ما سمي بـ “تمرد غالانت” وزير الجيش وأحد أقطاب حزب الليكود برئاسة نتنياهو، حول قانون تجنيد “الحريديم” للمرة الأولى منذ الاغتصاب 1948، الذي أثار نقاشا ساخنا، وجد تأييدا من غالبية “الأحزاب العلمانية” وجزء من الليكود، فيما المعارضة الى جانب الأحزاب الدينية جاءت من عناصر داخل الليكود ووزراء وغالبهم مقربين لرئيس الحكومة، انتقدوا القرار واعتبروه خروجا عن قواعد التحالف.
وفجأة، ظهر عامل خرج عن “تقاليد العلاقة” بين واشنطن وتل أبيب، عندما وجهت إدارة بايدن الدعوة لعضو مجلس الحرب وزير الجيش السابق بيني غانتس لزيارة أمريكا، دعوة فتحت شكلا جديدا من الخلافات الداخلية -الداخلية والأمريكية الإسرائيلية، الأمر الذي أغضب نتنياهو ولم يصمت فأعلن مكتبه أن “هناك رئيس وزراء واحد في إسرائيل”، ما يكشف أن دعوة غانتس ليس “تقليدية” أبدا، وليست زيارة رئيس حزب معارض، كما يحدث مع لابيد وغيره، كونه عضو بالمجلس الحربي وجزء من التحالف الحكومي”.
الغضب الأمريكي من رأس التحالف الفاشي نتنياهو، بدأ منذ أسابيع بعدما تجاهل طلبا للرئيس الأمريكي، ثم سمح لبعض من الوزراء بالتطاول السياسي والشخصي دون أن يأخذ إجراء، قبل أن يخرج بايدن عن “طبيعته التأييدية المطلقة” لحرب دولة العدو على قطاع غزة الى نقد صريح وعلني خلال أحد أبرز برامج حوارية في أمريكا، بقوله إن إسرائيل إذا ما استمرت بنهجها ويتحكم بقرارها مجموعة من المتطرفين ستخسر الدعم العالمي، فيما عاد النقد للنشاط الاستيطاني باعتباره لا يخدم السلام.
دعوة غانتس لزيارة واشنطن، وترتيب استقباله مع نائب الرئيس الأمريكي، ولن يكون مفاجئا أبدا، أن يلتقي بايدن، ليس سوى رسالة علنية وصريحة، بأن “زمن نتنياهو السياسي” قد انتهى ووصل الى محطته الأخيرة، ولا بد من “التغيير الديمقراطي” دون الاهتمام لمبدأ أن هناك حربا لا يجوز الذهاب لما يربك مسارها.
أميركا أدركت جيدا، وهي الشريك الكامل لحرب دولة الكيان على فلسطين والمنطقة، أن نتنياهو بدأ يعيد صياغة “أهدافه الخاصة” لمسار الحرب الدائرة في قطاع غزة، تشكل تهديدا للأهداف الرئيسية التي من أجلها بدأت يوم 7 أكتوبر 2023، وخطته لليوم التالي للحرب لا تتوافق وخطة إدارة بايدن لليوم التالي للحرب، ما شكل حجر أساس لما يمكن تسميته “فك ارتباط” بينهما وبالتالي بين المشروعين، وهو ما دفعها الى قيامها الذهاب لرسم مسار إزاحته قبل أن تتحول الحرب التي أريد لها “مصالح استراتيجية أمريكية” الى “مخاسر استراتيجية أمريكية”، وهو ما لم يمكن لها السماح به.
بالتوازي، مع حراكها لـ “إزاحة نتنياهو” وتشكيل “تحالف جديد”، تعمل بكل قدرتها على حماية دولة الكيان، وتقطع الطريق على المساس بها في المؤسسات العالمية، وأيضا بتقديم كل ما تطلبه سلاحا ومالا ومواقفا سياسية صريحة، وأبرزها كيف منعت مجلس الأمن بإصدار بيان يدينها على مجزرة شارع الرشيد واستبدلته بالتعبير عن القلق، والبحث عن “الجاني” في صيغة إدراء التحقيق.
وآخر رسائل التمييز بين حربها ضد نتنياهو وفريقه الخاص، وموقفها المطلق لدعم الكيان، البيان “المفاجئ – الغريب” حول أن عناصر “صفقة التبادل ووقف إطلاق النار المؤقت” جاهزة ولكنها تنتظر موافقة حماس، رغم أن من وضع الشرطية نتنياهو وليس حماس، التي تجاوبت كثيرا مع ما كان عناصرا بعد لقاء باريس الثاني، فيما ذهبت حكومة التحالف الفاشي لارتكاب المجزرة ثم إضافة بند خارج السياق حول أسماء الرهائن الأحياء.
المفارقة، أن “هبات أمريكا” لدولة الكيان لم تعم نتنياهو وتحالفه الحكومي والحزبي الخاص عن “التآمر الأمريكي” لإزاحته النهائية من المشهد، فقرر منع سفيرهم بالمشاركة في أي لقاء مع غانتس بواشنطن رغم صفته الحكومية، وتلك رسالة مضادة برؤوس التحريض الصريح.
يبدوا أن سيناريو الخلاص الأمريكي من نتنياهو بعد تفاهم “واي ريفر” 1998 يطل برأسه بثوب جديد من خلال الشخصية الأكثر “شعبية” في استطلاعات الراي غانتس…مع عدم الحسم انتخابا أو “تامرا داخليا” في الليكود ومع حزب ديني حليف يكون “كعب أخيل”..ذلك ما يجب انتظاره.
لن يقف نتنياهو منتظرا “نهاية الفيلم الأمريكي”، فقد يذهب لفتح معارك تربك مخطط إنهاء حياته السياسية بمغامرات في الضفة والقدس الى جانب قطاع غزة، دون استثناء لبنان وإيران…الحرب بدأت تأخذ مسارا لم يكن ضمن الحسابات التقليدية.
ملاحظة: ليش ما يبادر الرئيس عباس وحكومته “المسيرة” بإعلان منع أي مظاهر احتفالية في شهر رمضان..وأن تستبدل بمظاهر غضب شعبية في القدس والضفة الغربية..مفترضين أن “حكيكم العاطفي” عن أم النكبات الغزية صدق مش تسفيط كلام..
تنويه خاص: بعد نشر أسماء “فصائل لقاء موسكو” الـ 14..ليش ما تفكروا بتقسيمها زي دوريات كرة القدم..”فصائل محترفين أ” .وفصائل محترفين ب”..اسهل على الناس تعرف واسهل عليكم تفهموا عبعض..طبعا مش غلط لو فكرتوا بإجازة مفتوحة كمان بيكون أحسن!
لقراءة المقالات على الموقع الشخصي