كتب حسن عصفور/ في تاريخ الأمم تجد حكومات بلا لون ولا طعم ولكن برائحة ليست محببة، تستخدم من قبل “حاكم فرد مهووس” لتنفيذ رغباته الخاصة – الانتقامية كما يشتهي، دون أن يكون لها لها قدرة على قول “ممكن” أو “لو” أو “ربما”، فقط عليها القول وبركوع كامل وواضح “الأمر لك يا ولي الأمر فلسنا سوى خدم أحضرتنا لهذا الأمر”..
ولكن، في بقايا الوطن، ما نراه من “أفعال” تفوق كل ما كتبه تاريخ الأمم عن هزليات خاصة وعامة، ولعل “قراقوش” سيعلن براءته من نسب أي فعل تقوم به هي وآمرها المطلق له..
منذ أشهر عدة تمارس فرقة “حسبة الله العباسية” كل ما هو خارج القانون والدستور، بل والمنطق السياسي والانساني ضد قطاع غزة منطقة ومواطنين، موالاة ومعارضة، فتح وغير فتح، تنفيذا للأمر العباسي بالخلاص من هذه “الكتلة المزعجة”، وربما المعطلة – العقبة الكأداء لتنفيذ آخر مهام حياته السياسية بتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، ليقول لمن كان له الفضل عليه فيما وصل اليه “اليوم أكملت لكم خدمتكم..أريحوني بسلام ولا تفتحوا صناديقكم السوداء”..
قرارات حكومة “حسبة الله العباسية” ضد قطاع غزة، تمثل نموذجا فريدا لتطوير مفاهميم الحقد الانساني – السياسي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، حتى دولة الاحتلال الاسرائيلي التي عملت كل جرائم الحرب الممكنة لم تصل الى هذه السفالة السياسية في مطادرة الانسان – الموظف، كما فعلت فرقة “حسبة الله العباسية” من حملة منظمة ضد قطاع غزة وموظفيه..
أن تتجرأ هذه “الفرقة” على قطع رواتب آلاف الموظفين العاملين والمتقاعدين، مدنيين وعسكريين، ثم تقدم على ما لا سابقة له، باحالة 6145 موظفا في يوم واحد على التقاعد المبكر، قدمت له تبريرا بلسان ناطقها “العجيب”، أنه قرار مؤقت الى حين تعود حماس عن “غيها” وتدخل “بيت الطاعة العباسي”، لنكتشف أنه لا يوجد منهم موظف تابع لحماس، وغالبهم من تنظيم فتح أن لم يكن جميعهم، لكن فرقة الرقص السياسي لم تدقق ولم تقرأ ولم تسأل، فقط نفذت أمر “الحاكم بأمر غرفة التنسيق الأمني”..
الفضيحة عندما تقرأ خبرا في ذات يوم الفعلة العار، ان هذه الفرقة قررت تشكيل مجموعة لترسيم “الحدود البحرية” بين فلسطين والدول المجاورة، وبعد الفحص والتدقيق، عرفنا ان حدود فلسطين البحرية تخص البحر الميت ولا نزاع عليه، فيما الآخر هو البحر المتوسط، ومن حيث الصدفة الجغرافية فتلك الحدود تخص قطاع غزة لا غيرها..
تقرأ الخبر وكأنك لا تعرف العربية، لا تصدق ما ترى أمامك نصا، فرقة تقرر تشكيل لجان لدراسة مسألة حدودية لمنطقة لا وجود لها فيه، ولا أثر عليه، وتعمل بجد لا مسبوق لطرده من معادلتها، وتتذكر فجأة أنه حدود بحرية لفلسطين..
أي هزل هذا الذي تقوم به فرقة الرقص السياسي تلك، ربما حاولت هذه الفرقة ومعلمها الأول، رغم عجزه الجسدي وغيره، أنها تتذاكى فيما يتعلق بحقل الغاز على شواطئ قطاع غزة، وأنها ترسل لدولة الكيان أنها على استعداد لتقديم ما يلزم لحكام تل أبيب لاستغلال حقل غاز القطاع واستثماره دون أي يعود بفائدة لأهل القطاع..
رسالة تقديم غاز القطاع لدولة الكيان مقابل ما ترتضية حكومة تل أبيب من “عطايا مالية” لفرقة حسبة الله العباسية”..فهي لا تبحث ترسيما لحدود كونها لم تعلن الدولة حتى ساعته، ولكنها تريد سرقة أموال الغاز الخاص للتصرف به عبر حكومة الاحتلال..
أي عار سيكتبه التاريخ عن هذه الفرقة موظفا أول وموظفين صغار..العار ذاته سيخجل منهم وأفعالهم..والعار أكبر لمن يصمت على أفعالهم الخارجة عن النص الوطني!
ملاحظة: زيارة رئيس وزراء الهند الى تل أبيب والاحتفاء بها وكلمات نتنياهو انه منتظره منذ 70 عاما كافية لارسال من هو قابع بالقوة القهرية الى جهنم السياسية..الهند بلد “براذر عرفات” الى حضن الصهيونية..يا عارك يا هذا ويا حسابك ايضا!
تنويه خاص: مصر لم تؤكد أنها ستستقبل محمود عباس..الخبر من سفيره ومصادرعباسية في رام الله سربت خبرا لموقع عبري أن لن يذهب احتجاجا..هل نحن أمام لعبة اختراع زيارة ورفضها في آن.. تحت كل الظروف ليتها تتم ليسمع ما وجب سماعه!