بقلم / حسن عصفور
ماحدث من أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية كان مفاجأة ، وما تم عرضه من صور وقتيل وجرحى وصدام مع الصحافيين ، يعكس مدى التوتر الداخلي الذي تعيشه الحياة السياسية الفلسطينية ، الذي اختزنه الانقلاب الأسود ،قسوة التعامل مع المتظاهرين ليس تعبيرا للدفاع عن الشرعية ، بل هو انعكاس باطني للتآمر الذي سبق على الشرعية ، فاختلطت الأحداث ولم يعد يسهل التفريق بين معارض وآخر ، وهنا الخطأ الكبير تتحمله الحكومة ووزير داخليتها في المقدمة ، والذي هو أساساً رجل ديمقراطي بكل معنى الكلمة ، ما حدث لا يعكس شخصية أبو أنس ولكنها شخصية حكومة تشعر أن تآمر حماس لم ينته ،فكانت المواجهة المرفوضة ، فردة الفعل الوطنية يجب أن تكون انعكاسا للمسؤولية التي عليها أن تنظم سبل العلاقات الداخلية وتحكمها ، وهنا نحتاج إلى آلية فعل وطني حقيقي خاصةأن القانون بدأ يتلعثم في بعض الأحيان لسبب أو لآخر . على الحكومة ليس الاعتذار والمحاسبة فقط ، فذلك بعض من مسؤوليتها ، ولكن كيف لنا أن نغرس القيم الديمقراطية في الممارسة وسلوكنا اليومي ، ليس في الإعلام ، وإنما في الواقع،وألا تدفعنا ردة الفعل الانقلابي ،غلى السير في طريق شائك .
التاريخ : 29/11/2007