بقلم / حسن عصفور
مجددا عادت الأصوات الوطنية التي تطالب بضرورة إشراك الجماهير في التحرك من اجل وضح حد للانقسام الوطني ،بل وهناك محاولات بلورة لتنظيم سلسلة من التحركات المساندة لاجراء الحوار وصولا الى اتفاق شامل يضع حدا للكارثة الوطنية الثانية في تاريخ الشعب الفلسطيني.
ولاريب ان القدرة الشعبية والطاقة المعروفة عن الشعب الفلسطيني ،يمكنها أن تكون هى الأداة الحاسمة والفاعلة التي تواجه الانقسام والانقلاب في الوطن بجناحيه ، ولكن وحتى الان فان الدعوات لا تزال تقتصر على شكل أضيق كثيرا من اعتباره أداة بحث وطني شامل ،أوأنها محاولات بعض الأفراد وممثلي بعض المؤسسات التحرك لأهداف وغايات محددة ،رغم النوايا الصادقة للبعض منهم والمصالح الخاصة لآخرون .
وهناك من يتعامل معها كشعار يطلقه في خطبة او مكان أمام جمهور عله يحدث صخبا يجلب له تعاطفا من هنا أو هناك،ومع ذلك فان الفكرة بذاتها تستحق الدراسة الجادة والبحث بشكل جاد ومتواصل لبلورة هذه المسألة الحيوية ،والتي لها وبها يمكن كسر الانقسام وهزيمة الانقلاب بمختلف مظاهرة وأشكاله، خاصة، وان الحركة الشعبية إن ما احسن استخدامها ستلعب دورا حاسما ليس فقط في هزيمة الانقسام ،بل تصل الى محاصرة آثاره السياسية-الاجتماعية ،والتي تمثل القنابل الموقوتة أمام نجاح أي اتفاق سياسي بين القوى والفصائل،مهما كانت النوايا والرغبات صادقة، خاصة وان مخلفات الانقلاب وصلت الى الدم الفلسطيني وطال عائلات وأفراد ،وهذا هو المتغير الذي لم يكن سابقا جزءا من الخلاف الوطني الداخلي ،وربما تجربة الانتفاضة الوطنية الكبرى العام 1987 وما حدث بها من التباسات ، لا تزال تطل برأسها بين الحين والآخر .
ولذا فان الضرورة الراهنة واللاحقة للتحرك الشعبي تتطلب المبادرة بدراسة الآليات الكفيلة باعادة الاعتبار للحركة الشعبية وتصبح فعلا متواصلا ،لا يخضع لمزاجية فصيل او اكثر او بحثا عن دور لهذا الفرد أو تلك المؤسسة ، بل فعل منظم متسع لمن يؤمن بالوطن الواحد الموحد ، وان يؤمن حقا بالخيار الديمقراطي نهجا وفكرا ،والابتعاد عن استخدامها لخدمة فصيل او فكرة فصيل او أهداف وأجندة غير ما يجب أن تكون.
وهنا ،ومع الاحترام لكل المبادرات التي يطلقها البعض بحسن نية عند البعض ،وغيرها عند البعض الآخر ،لكن المسؤولية يجب أن تنطلق من هيئة العمل الوطني والتعاون مع حركة الجهاد الاسلامي ومؤسسات وشخصيات وطنية لها حضورها العام، تحدد رؤياها وأدوات تحركها ، وان تكون الرؤية راهنة ومستقبلية وان تركز كلامها فقط على المسالة الداخلية ، ولا يتم خلط الامور بل يتم التحديد والتخصيص ،وما يرتبط بها من نشاط وتفاعل شعبي في مختلف مناطق الوطن بجناحيه وعاصمته،وان تصبح فعلا متواصلا بكل اشكال التحرك الشعبي ، ولكن هل هناك توجه جاد لذلك ، ربما ولتبدأ المحاولة وينقطع الشك باليقين.
19\\10\\2008