بقلم: حسن عصفور
أصبح الحديث عن مؤتمر الخريف أو الاجتماع، جزءا هاما من الواقع السياسي الراهن، دوليا وعربيا ،وفلسطينيا بالطبع0 ولا شك إن كل الـمؤشرات، تشير الى أن الـمؤتمر (الاجتماع) قادم وقائم، بعيدا عن الشكل والـمضمون … لذلك، فان التحرك الذي يجب أن يتجه نحو إعادة وضع أسس واضحة كي لا يمثل فشلا سياسيا جديدا، يمكن أن يكون أداة تفجير، بدل إن يكون أداة تغيير…. إن انعقاد لقاء عربي وزاري قبل افتتاح الجمعية العامة في نيويورك مؤشر ايجابي يمكن له أن يكون عنصرا محددا، للطريقة التي علينا استخدامها في التعامل مع التحرك السياسي القادم، خاصة ان الاتحاد الاوروبى وروسيا لهما مصلحة في التوافق مع الحركة السياسية العربية، التي يجب أن تمثل الرافعة نحو الإعداد الضروري لـمؤتمر الخريف … ولعل التوافق العربي على شكل وطبيعة الـمؤتمر، ضرورة سياسية، لابد منها فلا يجوز أن لا يكون هناك موقف محدد لذلك، حيث التوافق السياسي على الأسس والـمرجعية والحضور يمثل احد الأركان الهامة، لـم يعد ملائما، الاستخفاف الاميركي في شكل التعامل مع هذه الـمسألة … يجب تحديد هل هو مؤتمر اقليمي دولي يبحث في مسألة السلام وحل الصراع العربي الاسرائيلي، بكل مكوناته، أم غير ذلك … وهل سيكون قاصرا على لقاء\”البعض\” الاقليمي و\”البعض\” الدولي لبحث \”بعض\” جوانب \”الصراع\” خاصة الـمسار الفلسطيني ــ الاسرائيلي … فالإصرار العربي على تحديد هذه الـمسألة، قضية جوهرية، ويمكن إن تعيد الاعتبار، للتوحد والتنسيق السياسي العربي، وتزيد من قوة الفعل نحو \”الحل\” الـمقبول .. بل إن إعادة الروح للـمبادرة العربية للسلام يشترط ذلك … فوجود سورية ولبنان الى جانب فلسطين وعدد من الدول العربية الإقليمية، ضرورة لا بد منها، شرط أن يتفق الحضور العربي أن الـمبادرة العربية للسلام، هي ركيزة الحل السياسي، ولا شك إن سورية تحتاج قبل ذلك، الى إعادة \”تطبيع\” علاقاتها مع عدد من الأطراف العربية، وإعادة النظر في سلوكها السياسي في لبنان، وبعض \”التحالفات\” الإقليمية التي تثير الشك والريبة، خاصة تحالفها مع إيران وعلاقاتها في لبنان وفلسطين وان تتصرف كدولة متحالفة مع الشرعية السياسية، وليس قوى \”التمرد والانقلاب\”.
كما أن تحديد مرجعية الـمؤتمر، بعد الاتفاق على أطراف الحضور هو مسألة رئيسية، اذ ان الـمبادرة العربية للسلام، التي أصبحت جزءاً من قرار دولي لـمجلس الأمن، يجب أن تكون هي الأساس للحل السياسي، لان الأفكار الأخرى سواء ما يعرف \”بخارطة الطريق\” أو \”رؤية بوش\” ليس سوى أدوات مساعدة لجوهر الحل السياسي للحل الدائم للصراع … الـمبادرة الشاملة الوحيدة حتى الان هي الـمبادرة العربية للسلام، وهى ليست افكارا يمكن استخدامها، كما تحاول إسرائيل وأميركا إظهارها … هي مبادرة شاملة متكاملة، أكثر من واقعية، والقفز عنها، يعني غياب إمكانية الحل في إطار أفق ينهي الصراع .. بل وربما الهروب منها، يفتح الطريق لظهور أشكال جديدة من الصدام والـمواجهة … بل ويكرس أشكال التمرد على الشرعية وإقامة تحالفات إقليمية، تهدد النظام السياسي العربي، لـمصلحة غير عربية.
إن مواجهة ذلك في سياق الاتفاق على مرجعية الـمؤتمر، ضرورة تسبق انعقاد الـمؤتمر يجب التحرك نحوها بقوة وصلابة، خاصة أن الولايات الـمتحدة الأميركية وأيضا حكومة إسرائيل، لهما مصلحة بل أكثر من ذلك هما بحاجة الى ذلك الـمؤتمر ونجاحه، ما يفوق حاجتنا العربية له وعليه لا يجوز ولا يجب التصرف، من موقع \”الدونية\” السياسية التي تميز الـموقف العربي أحيانا، وكأن السلام مصلحة عربية فقط. وليس ضرورة لابد منها للـمنطقة برمتها … وإن الـمصلحة الأميركية ــ الإسرائيلية في السلام، تفوق مصلحة الطرف العربي، تلك هي الـمسألة التي يجب ادراكها، وبتوحد عربي.
كما أن بعض الأطراف العربية وتحديدا سورية، يجب أن تعيد النظر بشكل جذري، في أسلوب تعاملها وسلوكها السياسي خاصة مع الشرعية العربية، ويجب أن تكف عن أسلوب \”الـمناكفة\” أو\”الحضور\” عبر التطاول \”على النظام الرسمي العربي\” .. وان لا تستخدم \”تحالفات\” ضارة ضد الـمحيط الاقليمي، وان التوافق مع مصر والسعودية والأردن وفلسطين، هو بوابة الضمان والأمن، للنظام السوري، ويجب أن يرتبط الأمن السوري \”بالأمن العربي وليس بالأمن الايراني\” . ومحاولة\”التعطيل\” بأي طريقة وشكل، لن تحمي النظام السوري . بل العكس تماما . إن مسلك القيادة في سورية تجاه الـمحيط العربي خطوة ضرورية للتوافق العربي .. كي لا يصبح الـمؤتمر (الاجتماع) بوابة حل دائم للقضية الفلسطينية، بعيدا عن الـممكن والعادل في الحل القادم … أو أن يكتفي البعض بمواقف الاتكال السياسي على الـموقف الاسرائيلي، بالرفض أو عدم القبول … الأيام القادمة أكثر من مصيرية .. وأكثر من حاسمة فهي أيام صياغة الوضع الاستراتيجي الاقليمي وفي الأساس منه، الـمسألة الفلسطينية، التي باتت على أبواب الوصول الى \”اتفاقية إطار\” بين طرفيها، رغم كل تشكيك \”البعض\”.
04 أيلول 2007