الضغط الاستراتيجي الذي نملك…

أحدث المقالات

اليسار الفلسطيني..كان ..فهل يكون!؟

كتب حسن عصفور/ بعيدا عن قراءة تاريخ اليسار الفلسطيني،...

هدايا نتنياهو “الفضائحية”..و”11 لم” تنتظر النطق العربي!

أمد/ كتب حسن عصفور/ ربما اعتقد الكثيرون، أن قرار المحكمة...

حركة “أصبع” أمريكية تهين “الرسميات العربية”

أمد/ كتب حسن عصفور/ عندما أقر مجلس الأمن قرار 2735،...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

دار العجزة مستنية “تنفيذية” المنظمة..

تنويه خاص: في إشاعة أنه "تنفيذية" منظمة التحرير وبعد...

بركات الحاخام أبرك من زوج سارة

ملاحظة: اعلام دولة الكيان فتح نيرانه على وزير جيشهم..لما...

وحدة مصاري ماسك مع حاكم مص العباد..

تنويه خاص: بعد كم ساعة من فوز ترامب قفزت...

“قلعة المقاطعة”..وشل لسانها

ملاحظة: شو بيصير مثلا لو قررت "قلعة المقاطعة" اعتبار...

زفة أمريكا ..شيكا بيكا يا بيبي

تنويه خاص: لن يكون أبدا مفاجئا لو وجدنا كل...

 بقلـم : حسـن عصفور

لـم يغلق ملف القمة العربية الأخيرة لأن جوهر القضايا التي تم إقرارها لا تزال حية، ولعل أبرز تلك القضايا قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وبالأخص \”الـمبادرة العربية للسلام\” التي تم تجديد شبابها في ظل ظرف سياسي ـ تاريخي مختلف من حيث الواقع الرسمي والعربي والإقليمي، وأيضا ما تواجهه أميركا من أزمات متلاحقة في الـمنطقة، خاصة الوضع في العراق ومنطقة الخليج، وتبعات خطاب الـملك عبد الله بن عبد العزيز وما جاء في خطابه حول الاحتلال الأجنبي للعراق، والحالة السياسية في إسرائيل.

 الـموقف العربي وخاصة خطاب الـملك عبد الله، شكل صدمة كبيرة للإدارة الأميركية، لأن هذا التوصيف يحمل دلالات سياسية متعددة الأوجه، ليس أقلها حق شعب العراق في مقاومة الاحتلال الأجنبي بكل أشكاله ومنتجاته سياسية وطائفية، وهي الـمرة الأولى منذ احتلال العراق يقف حاكم عربي بهذا الوزن والـمكانة ومن صلب التحالف العربي ـ الأميركي، ليحدد هذا التوصيف السياسي للوضع في العراق، ما أدى لقيام غلاة الـمتطرفين الأميركان من فتح النار على الـمملكة كان أبرزهم جون بولتون الـمندوب الأميركي السابق في الأمم الـمتحدة \”والذي تم تعيينه في حينه رغما عن أنف الكونغرس لشدة الكراهية التي يتمتع بها في أميركا\” حيث اعتبر بولتون أن الـموقف السعودي تنكر \”للجميل الأميركي\” وللحماية الأميركية للـمملكة عام 1991، ولا شك أن هذا الـموقف يعبر تعبيراً حقيقيا للكراهية والحقد السياسي الذي تختزنه الإدارة الأميركية للحالة العربية مادام هناك \”ملـملة سياسية\” من الـمواقف الأميركية، وهل هي مصادفة أن تأتي الحملة الأميركية ضد الحالة الرسمية العربية بعد قمة الرياض وإلغاء صفقة عسكرية أميركية أو تأجيل مناقشتها في الكونغرس إلى ما بعد نيسان؟ تلك الصفقة والبالغة قيمتها ما بين 5 ــ 10 مليارات دولار، لبيع سلاح متطور من الولايات الـمتحدة إلى العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي، خاصة وأن إسرائيل وضعت \”فيتو\” خاصاً بها لهذه الصفقة في إطار \”الذرائع\” الدائمة التي تستخدمها ضد أي شكل من أشكال تطوير الحالة العسكرية العربية، بعيداً عن أن تجارة السلاح \”أو تعزيز القدرة العسكرية\” لأي من دول العالـم لـم تعد حكراً على السوق الأميركي، خاصة وأن هناك بداية صحوة في حالتنا العربية نحو فتح آفاق سياسية جديدة مع قوى دولية غير الولايات الـمتحدة كروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الصين.

 

 إن الـموقف الأميركي ما بعد \”قمة الرياض\” يجب أن يتم التعامل معه من موقع جديد بعيداً عن الحسابات الضيقة السابقة، فأميركا لـم تعد هي ذاتها الـمتحكم بالـمصير الإقليمي أو الدولي منفردة أو وحيدة، وهي لـم تعد قادرة على إدارة الظهر لحلفائها السياسيين في الوقت الراهن، في ظل تنامي أزماتها الـمتلاحقة في الـمنطقة، ما يتطلب رسم سياسة عربية أكثر فعالية على ضوء قراءة جديدة، تنطلق من بعض ما جاء في خطابات حكام بلادنا، وقرارات \”قمة الرياض\”، بعيداً عن \”الرعب التاريخي\” من الجبروت الأميركي، فلدينا الكثير الذي يجب لأميركا أن تحسب حسابه، لأننا نحتفظ بمخزون هائل من \”أدوات الضغط الإستراتيجي\” الفاعل والبعيد عن الفوضوية أو الغوغائية التقليدية، أدوات تعيد الاحترام والتوازن في علاقتنا مع الآخرين في الـمنطقة وغيرها… وحتى لا نبقى أسرى سياسة يرسمها \”اللوبي الإسرائيلي\” بالتحالف مع أصحاب \”النفوذ الأسود\” في الإدارة الأميركية الحالية، والتي دفعت واحداً من أكبر استراتيجيي أميركا \”بريجنسكي\” إلى أن يقول في كتابه \”فرصة ثانية\” بأن \”اللوبي الإسرائيلي يشوه السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط\” ويصف حرب العراق بأنها \”كارثة جيوبولتيكية\” وأن \”السياسة الحالية الأميركية هي شكل من أشكال الحقبة الاستعمارية\”.

 إن هذا الوصف من أحد شخصيات أميركا الاستراتيجيين يجب أن يشكل لنا قوة دفع في رسم \”استراتيجية جديدة\” تأخذ بالاعتبار أن \”التوازن في العلاقات\” يجب أن يقوم على أساس \”التوازن في الـمصالح\”، وتوازن الـمصالح لا يتم \”بالحديث الاستراتيجي\” فقط بل لا بد من قوة \”ضغط استراتيجي\”، فذلك هو الطريق الذي نحتاجه للسير قدماً نحو تنفيذ مقررات القمة العربية وتفعيلها في إطار احترام تاريخنا، وكرامتنا، وأيضاً في إطار الـمكانة السياسية التي نستحق. ولكي تصبح مبادرة السلام العربية فعلا قائماً يجبر إسرائيل على تنفيذه في \”الوقت الـملائم\” إذا لـم يكن الآن \”زمانها\” على حد وصف أحد الصحافيين في إسرائيل والذي وصف الـمبادرة العربية \”بأنها مبادرة صحيحة وتوقيت غير صحيح\” منتظراً على حد تعبيره \”فرصة تاريخية جديدة تحتاج إلى قيادة ذات مستوى أخر في إسرائيل\”.

 ولكي لا نبقى في حالة انتظار \”الفرصة النادرة في إسرائيل\”، يجب علينا أن نعمل ما يجب القيام به لقطع حالة الانتظار، متسلحين بأدوات الضغط الاستراتيجي التي نملك.

 

 10 نيسان 2007

spot_img

مقالات ذات صلة