بقلم / حسن عصفور
وكأن الدهر ما زال يريد السخرية من الحال الفلسطيني ، في غمرة البحث عن السبل الكفيلة عن إنهاء الانقسام الذي أصاب الجسد الفلسطيني من جراء انقلاب حماس الحزيراني الأسود ، يعلن في دمشق عن انشقاق \’تيار \’ جديد عن تيار منشق أصلا عن حركة فتح ،ذلك الانشقاق الذي مثل في حينه أخطر ما واجه الشرعية الوطنية العام 1983 ،أراده البعض جسر عبور نحو طمس هوية مرحلة كفاحية لصالح اُخرى ، وها هو الرجل الأقوى في التيار المنشق آنذاك يقرر تشكيل ما سماه \’بالتيار الوطني الديمقراطي\’ .
وبعيدا عن فحوى الكلام لبيانهم التأسيسي الذي يعبر عنهم ، فإن إقدامهم الآن على هذه الفعلة لهو تعبير عن فقدانهم الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية ،ولا تمثل لهم هموم الوطن التي يتبجحون بها أي قيمة سياسية ،وما يبحثون عنه ليس سوى تسمية لوهم للبروز خاصة بعد أن أحكم مسؤول الانشقاق الأُم سيطرته عليه،وتم اتهام المسؤول المنشق اليوم الارتباط بقوى متطرفة ذكر حينها مجموعة \’فتح الإسلام\’.
ولكن هل حقا ما حدث يحمل صفة البراءة السياسية التي لا صلة لها بالعمل على تشويه صورة الفلسطيني أكثر مما أصابها من جراء الانقلاب ،وهل هي خطوة لا صلة لها بنوايا البعض للتخريب على توجه التوحد ،أم هي أداة قد يستخدمها البعض لغرض ما في مخيمات لبنان…أسئلة ليس إلا من انشقاق لا مكان سياسي له ولا زمان لانشقاق فيه.
التاريخ : 23/10/2008