بقلم : حسن عصفور
عادت بنا د. رايس مجدداً الى التقليد الأميركي في إرسال وزراء خارجيتها للمنطقة، في أوقات متقاربة، وعادة ما تكون مهام تلك الرحلات المكوكية محددة بأهداف آنية، قصيرة المدى، تتجه أساساً لمصلحة الطرف الأميركي ثم الاسرائيلي والعمل على السيطرة على واقع الحال السياسي، أو ما يعرف بأن الإدارة الأميركية تميل الى إدارة الصراع وليس إلى حل الصراع ..
هذه النظرية التي استخدمتها أميركا بشكل لافت للانتباه، بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، وكما كان يقال، وفي المقدمة منها الاتحاد السوفياتي، خاصة اذا كان التوتر قد أخذ في الظهور بطريقة تربك السياسة الأميركية وحلفائها العرب، بما يمثل تهديداً حقيقياً لمصالحهما الاستراتيجية.
وزيارة رايس الراهنة، التي بدأت بلقاء الأربعة العرب، ثم اللقاءات الثنائية الفلسطينية الاسرائيلية، تأتي في ظل تزامن مع المناكفة السياسية التي يعيشها البيت الأبيض والادارة الأميركية مع الكونغرس، الذي يمارس ضغطاً علنياً على مخططات جورج بوش في العراق، ويعلن معارضته الواضحة ويضع شروطاً متعددة لاقرار الموازنات الخاصة بتلك الحرب الأميركية …
في الوقت ذاته يمارس الكونغرس ضغطا متزايداً على الادارة الأميركية لمصلحة اسرائيل، حيث يرى أعضاء مجلس النواب الاميركي أن سياسة بوش يجب أن تكون أكثر قوة وصلابة في دعم اسرائيل
تاريخ نشر المقال 27 آذار 2007