كتب حسن عصفور/ يبدو أن الاستخاف الدولي بالحالة الفلسطينية وصل الى حد بات يثير كل أشكال الأسئلة المسموحة وغير المسموحة، بعد أن ارتكب أمين عام الأمم المتحدة البرتغالي غوتيريش، “فعلة سياسية” غير مسبوقة ليشارك في مؤتمر منظمات “يهودية” في نيويورك يوم 23 ابريل 2017، متجاوزا بحضوره دوره ومكانته الدولية، وكأنه يرد على دعوته حضور القمة العربية بالأردن، مساويا بين دول وأمة وبين منظمات، في واقعة تشكل “قمة الوقاحة السياسية”..
يبدو، أن غوتيريش هذا، اعتبر الصمت الرسمي العربي على سحب تقرير منظمة الأسكو شهر مارس الماضي، ثم استقالة ريما خلف من منصبها رفضا لسلوك أمين عام الأمم المتحدة، الذي سحب تقريرا يكشف كل فضائح الدولة العنصرية صاحبة أهم سجل لجرائم الحرب في العصر الراهن، ودعوته للقمة كأنها ورقة بيضاء ليفعل ما يحلو له، دون ان يقيم وزنا للحاضر العربي..
غوتيريش ذاك، لم يكتف بتدنيس مقام الأمين العام للمنظمة الدولية بحضوره مؤتمرا لمنظمات تشجع “الارهاب والعنصرية” وفقا لتأييدها المطلق لحكومة الاحتلال، بل أنه لبس طاقية “الحاخمية السياسية” ليعلن، أنه لن يسمح بتمرير أي تقرير ضد اسرائيل و..” سيتصدى لأى تصورات حول الانحياز ضد إسرائيل داخل المنظمة الأممية”، ويكمل “بصفتى أمينا عاما للأمم المتحدة أعتبر ان دولة اسرائيل تحتاج ان تعامل كأى دولة أخرى”. وأضاف “لقد اتيحت لى الفرصة لأظهر اننى جاهز للالتزام بهذا المبدأ حتى عندما يجبرنى ذلك على اتخاذ بعض القرارات التى تخلق بعض الحالات غير المريحة”.
ويذهب الى حد اعلانه قسم الولاء لدولة الكيان وكأنه عضوا في الكنيست الاسرائيلي بقوله، “إسرائيل يجب أن تعامل كأي دولة أخرى”، وأن لها “حقاً لا يمكن إنكاره في الوجود لتعيش بسلام وأمن مع جيرانها”. وأضاف غوتيريش الى اعتبار، أن “الشكل الحديث من معاداة السامية يتمثل في إنكار وجود دولة إسرائيل”.
أقوال من حيث المضون تنتاقض كليا مع قرارات الأمم المتحدة، التي يفترض أنه “أمينا عليها وعلى تنفيذها”، حيث تلك الدولة التي يتخندق “أنطونيو البرتغالي” مدافعا عنها، لم تنفذ اي من قرار الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي منذ قرار التقسيم عام 1947 حتى آخر قرار في مجلس الأمن، رغم هشاشته وضعفه وتقديمه خدمة خاصة لمبدأ التنسيق الأمني معها، قرار 2334 الخاص بالاستيطان..
بل أن تلك الدولة لا تكتفي برفض تنفيذ أي قرار أممي، بل أنها تتباهى بقدرتها على السخرية من تلك القرارات..
واضح، أن “أنطونيو البرتغالي” لم يقرأ تاريخ الأمم المتحدة، وسلوك دولة الكيان منها، والتي ترفض حتى ساعته تطبيق قرار الأمم المتحدة عام 2012 الخاص بالاعتراف بدولة فلسطين، الذي حاز تصويتا يفوق كل المعترفين بالكيان، وكان الأولى بهذا الـ”غوتيرس”، ما دام قرر الذهاب لحضور مؤتمر لتشجيع العنصرية والارهاب أن يدافع عن قرار الاعتراف بدولة فلسطين ويدعو دولة الكيان الى ضرورة احترام الادارة الدولية لتنفيذه..
ما فعله “أنطونيو البرتغالي”، وصمة عار سياسي في جبين دول العرب من محيطها الذي فقد “هديره” الى خليجها “الذي لم يعد ثائرا”، كما أنها لطمة “غير مسبوقة” للجامعة العربية في زمن ابو الغيط، ولقبل هؤلاء جميعا هي اهانة سياسية “تاريخية” للرئيس محمود عباس وفريقه السياسي، الذي أصابه صم خاص ولم يتمكن حتى من عتاب متطاول باسم منصب عالمي..
وكأن “أنطونيو البرتغالي” تناول “حبوب الوقاحة المطلقة” من تلك “المرأة الأمريكية” نيكي التي رفعت حذائها، وايضا خلال مؤتمر يهودي، في وجه كل من يفكر بالتطاول على اسرائيل..وأعنلت أن “عصر ادانة اسرائيل في الأمم المتحدة قد ولى”!
يبدو أن المرحلة القادمة لو استمر الحال العربي والرسمي الفلسطيني على حاله وصمته، سنشهد “حذاء نيكي وصندل أنطونيو إيد واحدة” لحماية دولة الجريمة والارهاب “اسرائيل”!
ملاحظة: تجربة الانتخابات الفرنسية حملت من الدروس السياسية ما يستحق القراءة المعمقة..شخص شاب هو الأصغر منذ عهد نابيلون، بلا تاريخ وبلا حزب سياسي وضع قدمه اليمنى في قصر الإليزيه..وكأن الرسالة تقول : ليس كل قديم يمكنه أن يستمر “خيارا”!
تنويه خاص: لا زال موقف حماس من #إضراب_الحرية_الكرامة تحت دائرة الشك الوطني..اسرى حماس ليسوا جزءا من الفعل الوطني الكبير..بعض التنويهات الاعلامية لن تغطي التخاذل يا حماس!