كتب حسن عصفور/ اللواء برهان حماد كان بالأمس مساء يتحدث عبر تليفزيون فلسطين في حالة لو استمع إليها من يقتل الآخر أو يعدمه أو يرميه من فوق برج أو يحرق منزله ، لما حمل السلاح مطلقا إلا إذا كان سلاحه موجها تجاه الاحتلال ، تحدث الرجل وكأنه يعيش حالة الصدمة المطلقة ، تخلى عن كل أشكال الدبلوماسية، تحدث كإنسان يتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني ، تحدث نيابة عن مصر شعباً وحكماً ورئيساً، ونيابة عن كل مصري قاتل وناضل دفاعاً عن الأمة وفلسطين، ناشد الجميع أن يوقفوا التقاتل الذي لن يخدم إلا إسرائيل ومن يريد أن يحل مشكلته مع إسرائيل على حساب الدم الفلسطيني، وطالب أن يلتقي الطرفان عبر تليفزيون فلسطين الوطني أن يلتقي الطرفان ظهر الثلاثاء وكأنه يقول لكل مستمع إنه لا يستطيع أن يجد طرفا جادا للحديث معه بشكل مباشر فلجأ إلى التليفزيون كوسيلة علها تصل، معتقداً أن الطرفين ربما يسمعان النداء، انطلاقا من طرف يراقب ما يقول التليفزيون وآخر يرى فيه أداة الوطنية، وإذا كان النداء الحار إلا أنه تحدث عن ماذا يريد المتقاتلون، هل يريدون أن يهاجر أبناء القطاع ويتركوا بلدهم، دون الإشارة إلى أن هناك ما يزيد على (15) ألفا هاجروا والبقية في الطريق ، ولكن من لا يملك ثمن الخبز ماذا سيفعل؟ اللواء وجه تهديدا تحت القسم أنه سينزل إلى الشارع ليقود مظاهرة مع أبناء الشعب الفلسطيني ضد الكارثة الوطنية التي يعيشها قطاع غزة ،وهذا التهديد يعكس تماما أين وصلت الأحوال في بلدنا التي حلمت يوما بالاستقلال الوطني وحلمت أن ترى صيف قطاع غزة مختلف عن صيف سبق..تهديد يقول لمن أصبح لا يرتاح إلا إذا أفرغ عشرات الرصاصات في جسد مناضل كأبو ماهر بعيدا عن الفصيل الذي ينتمي إليه، يقول له ماذا بعد؟ وماذا ستأخذ معك بعد ذلك؟ وما هو الربح السياسي والأخلاقي الذي حصدته ؟ وهل دم الذين قتلوا سيرفع من شأن أبناء جلدتنا أم أن طلبة الثانوية العامة سيذهبون إلى قاعة الامتحان أيضا تحت رعب عمليات القتل والقصف ..أهكذا نطلب من جيل المستقبل أن يتقدم للأمام؟..يا مخجلة التاريخ منكم .
التاريخ : 12/6/2007