كتب حسن عصفور/ منذ عشرات السنين والفلسطيني الانسان دائما السؤال، باي حال عدت يا عيد..سؤال يعبر عن “المرارة التاريخية” لشعب ولوطن دفع ثمنا لمؤامرة استهدف الارض اغتصابا والانسان تشريدا..سؤال يعيش معه ابناء الوطن الذي لن يغيب عن الحضور العقلي والوجداني..وعلى طريق أن يكون للوطن مكانة غير التي هي اليوم دفع ثمنا يفوق ما دفعته شعوب غيره..ورغم السؤال الذي لا يغيب يفرح بالعيد ويراه يوما أو اياما كي يقول أن “الفرح” جزء من سلاح المواجهة على طريق تحقيق الأمل..
الفرحة ضرورة وشرط للحياة..كما الحزن أو استعادة ملامح ما ادى للحزن الانساني، صورتان تتلازمان في ذات اللحظة، فرحة لا بد منها كي لا يفرح من اراد سرقة الفرح الأكبر.. وحزن يطل كي لا يُنسى من لا يجب أن لا يُنسوا ابدا..أهل واحبة وابناء وطن دفعوا ثمنا كي لا تموت الفرحة ايضا..
ليس اسهل من ان نجعل الحزن والسواد نمطا، بل كل ما حول الفلسطيني يمنحك الحق بأن تكون كذلك، فالحياة تتربص به من كل جانب وحيثما أدار الوجه، حتى فيما تبقى له من وطن يعيش وكأنه بعيد عن “روح الوطن”، الا أنه يعلم يقينا أن الخيار الأصوب دوما هو قهر الحزن والسواد، ولذا لا بد أن يكسر دوما ومع كل عيد ومناسبة مقوله بأي حال عدت يا عيد..فيفرح كل منا بطريقته التي لا تزال تختزن بعض طفولتها.. كل منا يبحث عن التواصل مع الآخر..اهل واحبة ، صديق أو جار، نبحث عن “كعك العيد”، باشكاله القديمة أو المستحدثة في زمن العصر الانترنتي..نبحث عن زيارة من نحب وغاب عنا وينتظر الا يغيب في لحظة كهذه..فهو ايضا ينتظر العيد كي نشعر به بطرق شتى..نتذكر من غاب أكثر في يوم الفرحة..
للعالم عيده..ولفلسطين دوما عيدها الحاضر ولكنها تنتظر عيدها القادم بأمل اكبر أن يكون عيدا للخلاص من كل قهر واستبداد..
ملاحظة: كم نشتاق للكلام الذي يدخل الفرحة بالعيد بعد أن استبدلت برسائل نصية كثيرها ممل وبارد..شوق طفولي لـ”كل عام وانتم بخير” صوتا بلهفة..وليس نصا ميتا!
تنويه خاص: لوالدتي التي اقترب ذكرى رحيلها العشرون..فقد رحلت في شهر فبراير – شباط عام 1994..لكل من ذهب ولم اتمكن من وداعه “كل عام وأنت أكثر راحة في آخرتك”!