بقلم / حسن عصفور
في السنوات الأخيرة ، قدمت موريتانيا نموذجاً مهماً في احترام المؤسسة العسكرية للخيار الديمقراطي ، في وقت اعتقد الجميع أن السلطة مفسدة للأخلاق السياسية ، وانطلاقاً من ذلك ، ظن الغالبية بأن عسكر موريتانيا ، لن يتركوا الحكم ، وأعلن ولد الضال أنه نموذج حي لسوار الذهب السوداني ، وجرت الانتخابات وفازت قوى سياسية وديمقراطية ، بالحكم ، وورثت علاقات البلد مع إسرائيل ،ولم تقف كثيرا أمام ذلك ، واتجهت الحكومة إلى إحداث تطورات أكثر تأثيراً في حياة المواطن ،ولأن الكلام الانتخابي عند البعض هو التزام أخلاقي وسياسي ، لأنه يبحث عن الفوز بالانتخابات ، وليس بالانقلابات ،فإن حكومة موريتانيا ، عززت من حضور المرأة في الحياة السياسية، بين وزير وسفير وغيره ، ولكن المفاجأة الأكبر كان القرار هو أن يتم تعيين سيدتين في منصب والي ( المحافظ) ، وقد تكون سابقة تتقدم بها ليس في عالمنا العربي ومحيطنا الإسلامي ، بل قد لا نجد الكثير منها في الغرب ، حتى الانتخابات ،لأن مثل هذه المناصب ما زالت ذكورية … ولكن التغيير الحقيقي يأتي عبر قرار شجاع ، بعيداً عن الخدع والأكاذيب الرجولية.. تحية للذي وعد وصدق ، بجد مش كذب .
التاريخ : 31/8/2007